موسيقى
يوم مليء بالتعب ورياح عنيدة معاكسة لما اردت ، نهايات خيوط الأمل بدت واضحة لي فشعرت بالفوضى وافكاري المتناثرة هنا وهناك تخرج الامور عن سيطرتي ، يسعفني عقلي المرهق ببعض المواعظ وتذكيري بالحكم اللازمة ، ادفن مشاعري التي لاتبصر النور ! ثم عبثا أحاول تهدئة ولوج الأفكار المشاكسة. اتصفح هاتفي الذي لطالما جرح اصبعي كسر زجاجته كلما لمسته ، لم ارغب بتناول الطعام فإن معدتي ممتلئة بالحسرات اليوم. عدت للمنزل أخرجت مفتاح الباب لايفتح! حاولت مرارا لم أتمكن من فتحه ! اصابتني هستيريا ضربت الباب عدة ضربات واذا بجارتي الشريرة اقبلت بسرعة تصرخ دع ..دع عنك الباب سوف تكسره ! انا من غير قفله لقد مضت عدة شهور ولم تدفع (إيجار) المنزل ! ذهلت مما يحصل توسلت أن تمهلني شهرا واحد فقط مضت ساعة وانا اتوسل وبالكاد اقنعتها بعد ان وقعتُ لها على ورق لتسديد كل الديون التي تراكمت عليّ! اعطتني المفتاح واخيرا دخلت المنزل مع همومي اشعر بثقل كبير في رأسي فتحت نافذتي التي تطل على ساحة تفصل بيننا وبين مدرسة للبنين هدوء لابئس فيه أعددت عصيري المفضل ماأن انهيت حتى اتصل عليّ أحدهم وبدأ بالشتائم والسباب ولم يتركني اتكلم أو أفهم شيء ! وعندما انتهى صمتَ قليلا ثم اعقب معتذرا اوه آسف جدأ لقد اخطأت في الاتصال ارجو المعذرة واغلق الخط! وبصوت عال يطلب مدير المدرسة أن يرددوا النشيد الوطني وبدأ التلاميذ بذلك وكأنما حناجرهم قفزت لدي في المنزل اسرعت بإغلاق النافذة واسدلت الستارة ، قلَ هذا الضجيج الذي يحدثه يوميا مدير المدرسة المعتوه! أخذت هاتفي المحمول ومن تطبيق (سناب تيوب) ظهر لي فلم رعب ! بحثت عن العنوان (طارد الارواح الشريرة) المزيد من الضغوطات !؟ دفع بي فضولي لأتحرى ما هذا الفيلم قلبت بعضا منه لم يروق لي، موسيقى مزعجة تبعث البؤس وتسبب الانزعاج من كل شيء. خرجت من التطبيق طرق الباب احدهم تركت الهاتف على المنضدة فتحت الباب لا احد! تبا لهؤلاء الصِبية يطرقون الابواب ويهربون ليتني حظيت بإمساك أحدهم كنت قد افرغت فيه كل بؤسي وخيبتي . عدت واذا بالهاتف يشغل الفيلم ! خرجت من التطبيق مجددا. انطفأ النور ظننته انقطاع في التيار الكهربائي ، لكن في باقي ملحقات المنزل مازالت الإنارة موجودة ! انزعجت كثيرا اليوم اكثر ايام حياتي تعبا وارهاقا ! دخلت غرفتي اضطجع قليلا هاربا من كل شي حتى من نفسي التي تؤرقني اغمضت عيني واذا بي أسمع موسيقى الفيلم مجددا ! انتابني رعب لم اشهده من قبل ،اسرعت بإطفاء الهاتف كليا ، لاح لي عن بعد ظل متحرك ثم مسك أحدهم كتفي واستمرت الموسيقى!!