وديع شامخ
…
القاصدون حقلي يدوسون غلّته ، يلتقطون ما تساقط من العطر ..
يناوبون العصافير مناقيرها ،
يرمون بيادري بشمس السؤال .
منذ فطرة الأرض الى آخر المنتهى
لا جواب
سوى
ناس تجوب الأسواق بحثا عن لقمة طازجة ، عن صوت مبحوح ،
تاريخ يتدلى .
…..
منذ الصباح كانت الحياة تفطر معي ، وتشرب الشمس قهوتها المرّة على مروجي،
وأنا حبة قمح وسط حلبّة ديكة ماكرة
لا عُرف لي كي اطفىء نار الوقيعة ،
انحني فقط للمساء
أتوسل حلماً
خارج الحلبة .
…………
الخارجون من فمي
يضمرون النار في الحقول نكاية بشمس مارقة ،
تشرب القهوة مع العاشقين ..
الساهرون
يترصودن نبأ العصافير
ليحرثوا موعد قيامتهم في مناقير باشطة
…..
الغد شاطر جدا
في اتمام لفافته
لحريق قادم
…
خطوة إثر فجيعة
الوصايا تلتهم البيادر
وفي السطور القادمة
نار أخرى
لحنجرة نافرة
…..
السائرون في نعشي الممزق في لغة ،
قوم يبحثون عن قيامتهم في :
“البيان ، العرفان ، البرهان ”
أقف عند منتهى السطر الأخير
اشرب ريحق زوادتي
استحم بعطري
وأذهب بحنجرتي
كملك
خارج وصايا الحقل
وارفع نخب الزؤان