حسين علي يونس
العراق
تلك هي المأساة الأكثر فخامة
يوم خُطّ قدر الإنسان
عبر توحيد ما لا يمكن توحيده.
جرح هائل امتد حاضناً دم يأسنا.
بعد منتصف الليل
سمعنا هواتف القرن.
كلّ شيء
كان غامضاً ومُضبَباً
وخشبة الحياة
لم تكن قد نصبت
لتجترّ كل هذه القصص الرمادية .
المشاعر المدثرة في الظلمة
حفرت في مجارير الكون
فاتحة صنابيرها.
حقيقة وجودنا على هذه الارض
التي تنخر جسدها
هي حقيقة الشجرة
التي تعيش حياتها المتصلة
بما يجعلها رهينة تربتها ومائها وهوائها.
أيتها الحرية لِمَ هجرتني؟
كنت تقول:
لقد تهشّمت العدالة في العالم
مواصلة عدّ العرائن القديمة.
ربّما كانت رنّة القرن
تلك التي لم تكن تدهشك علامة على الموت.
كل ما هو مقدَّر لك سيظل في منتهى كماله.
قرب نهر الفرات
كان الليل يدهور شَرره
حيث ألف الناس احزانهم وبدلوها .
النجمة التي كسرت ثلمة الليل
طوقت الزمن بجرسه ومنحتك شيئاً غامضاً
والجهة الثانية من العالم هجرَتك
وقد عَبرت قمراً يجر ضوءاً تتبعه
الى قلب الليل
مصابيح الظهيرة تكسرت
والجرح شاحباً
تمشّى وحيداً
والزمن الذي كان حطاماً حياً
طفت من حوله
زهور السوسن
عندما بين الصنوبرات
عثرت على
فكرة الى داخله
يجرها الوداع.
العمى القى عليك نظرة
وتلّمس طريقهُ في الظلام.
سيعود حزنك
الى النبتة التي احتوتك
ذات مرة
برقا يائساً
وأغنية غسقية.