ذكريات عبد الله
كلما سمعتُ اصواتَ اشياءيَّ تتكسرُ نظرتُ إلى قلبي …
عاجزةً عن فعلِ اي شيءٍ …
حتى عن وضعِ همزةَ (اشياءي )على الكرسيِّ عاجزةً عن تحريكِ الحروفِ ..
وضمِ الفاعلِ …
صرتُ لا اعيَ سلوكَ النصبِ
حتى وان كان على المفعولِ بهِ تلكَ الإبرةُ المثلومة
اعتدتُ ان اخيطَ بها ثوبَ صبري..
“اخرَ مرةٍ ”
نبتتُ في جلدي
حاولتُ اخْراجَها لكنها تكاثرتْ حتى تبرعمتْ باوردَتي …
جمعتُ رمالَ الساحلِ لابنيَ
مدينةَ احلامي ونسيتُ من اين ابدأ
فاوعزتُ للبحرِ بالمدِ والجزرِ
كي لااشعرَ بالفشلِ …
انها المرةُ الاخيرةِ
التي اعدُ نفسي بها بالبقاءِ
وانا احزمُ امتعةَ الغيابِ
طلبتُ من صانعَ السفنِ
ان يخالفَ المعتاد
ولايضعَ نهاياتٍ مدببةً للباخرةِ
كي اُرغَمَ على الجلوسِ في المنتصف
ارهقني السفرُ في خيالاتِ اللامبالاةْ
اغادرُ روحي كثيرا جدا
حتى صرتُ لااعرفَ طريقَ العودةِ …
صرخَ باعلى صوتهِ ديكُ الجيران ضلَّ يصرخُ ….
حتى انقطعتْ حبالهُ الصوتيةِ
ولمْ استيقظْ
في هذا الزمنِ المليئِ بالمتاهات
تتشطى كتاباتُنا ويصابُ الورقُ بالدهشةِ
كل ادواتِ الرسمِ امامي
لكني عاجزةٌ عن رسمِ
خط مستقيمٍ
واحدٍ
تمنيتُ كثيراً ان اكونَ تلك النقطة
التي تتوسطُ الورق
حين يدورُ الفرجالُ
حولَ نفسهِ ليرسمَ الدائرة .