ثمَّ من يتخوَّفُ نارَ الجبالِ

شارك مع أصدقائك

Loading

محمد طايل

 كان يحبُّ القراءَةَ فِي كلِّ شيءٍ

إلَى أنْ غدَا ورَقًا طائرًا فِي يدِ الرِّيحِ

تكتُبُ فيهِ الطُّيورُ قصائدَ عَنْ طلَلٍ شجريٍّ وتَبْكِي

وتَرسُمُ فِيهِ الغُيومُ نوافِذَ لامِعةً بالعيونِ السَّعيدَةِ

والرِّيحُ فِي مُنتهاهَ تُوقِّعُ رائِحةً مِنْ بِلادٍ مُؤمَّلةٍ مُسْتَحِيلةْ

كَانَ طيرًا يعجُّ الخميلُ بِهِ

صَارَ ريشًا يُلومُ هويَّتَهُ فِي تُرابِ الخمِيلةْ

كَانَ يعْرِفُ أنَّ الزَّمانَ قصيرٌ علَى حُلمِهِ

والبلاد عَلَى كاهِلِ العاشِقينَ عليلَةْ

لافتِاتِ الحياةِ استريحِي

رأيتُ المسافِرَ مزَّقَ خارطِةَ اللَّيلِ

ألقى حقائِبَهُ مُتخَماتٍ

وكسَّرَ فَوقَ جبينِ الطَّريقِ دليلَةْ

ثمَّ من يتخوَّفُ نارَ الجبالِ

فلَنْ يشتهي قبسًا فِي الظَّلامِ

سيبْقَى إلى جانِبِ الأهلِ فِي هدأةٍ

وتصيرُ النَّبوءَةُ مِنْ غدِها مُسْتَقِيلةْ

ثمَّ بئرٌ ستصرَعُ يوسَفَهُا قَبْلَ أنْ يتحسَّسَ نِيلَهْ

لا يريدُ أمانِيَ مرهقةً بالكمَالِ

ولا حُلُمًا راشدًا أو حياةً جَلِيْلَةْ

اتركِي وطنًا فِي الطَّريقِ لَهُ

حِين يندَهُ مُستسلمًا باسمِهِ يتراءَى لهُ

فاتركِي لَهْ

شارك مع أصدقائك