حوار مع   الأديبة منى  الصراف

شارك مع أصدقائك

Loading

حاورها

إسماعيل من موقع قنطرة الثقافي من ألمانيا

الأستاذة منى الصراف ،نرغب بالتواصل معكم لأجل تصريحات مكتوبة تتعلق بأزمة تسويق الكتب المطبوعة في العالم العربي وعدم استنجاد عدد من دور النشر بالوسائط الرقمية لهذا الترويج.

إذا أمكنكم التعليق والرد على  السؤالين لنشر تعليقكم  ونكون لكم شاكرين.

منى الصراف

الأخ الأستاذ الفاضل إسماعيل عزام المحترم

شكرا لاهتمامك. ونود أن نعرب عن سعادتنا بالإجابة عن سؤاليك

وتفضل بقبول أطيب التمنيات

منى الصراف

نائب المدير العام

باعتباركم دار نشر رائدة، لماذا لا تزال الكثير من دور النشر العربية مترددة للغاية في التوجه نحو الكتاب الرقمي؟ فهي تقتصر بشكل كبير على الكتاب الورقي الذي لا يصل بسرعة أو حتى من الصعب أن يصل إلى عدد من القراء. فما أسباب هذا التردد في نظركم؟

– ما حصل، فيما يتعلق بتجربتنا الخاصة هو أننا بدأنا عملنا في العام 2010 كدار نشر إلكترونية. أردنا أن نكسر القوالب القديمة. وكانت قاعتنا، هي أن الكتاب الورقي مجرد كتاب “احتفالي” وان الكتاب الإلكتروني هو الكتاب “الأصلي”. نقول عن الكتاب الورقي إنه “احتفالي” لأن محدود التوزيع، حتى ولو تمت طباعة آلاف النسخ منه. أي أن هذه النسخ تظل حبيسة عددها وحبيسة الرفوف التي وضعت فيها. في حين أن الكتاب الإلكتروني ليس محدود التوزيع، ولا توجد قيود على تداوله، وتتوفر له منافذ مفتوحة على مدار الوقت، ويمكن الحصول عليه من أي مكان. وحيث أن اجهزة القراءة، مثل التلفون والتابليت، صارت في كل يد، فلم يعد هناك عذر لمن يرغب بالمطالعة. وهذا ما يجعل الكتاب الإلكتروني، في نظرنا، هو الأصل. والمعنى من ذلك إنما يتعلق بفرص الوصول والتداول وزهد التكاليف وسهولة القراءة، وغير ذلك من المميزات التي لا يملكها الكتاب الورقي.

ما قلناه، وما يزال صالحا الى اليوم، هو أن الذين كانوا يطبعون كتبهم على ألواح الطين، ما كان يجب أن يشعروا بالضيق عندما صارت الكتب “تطبع” على ورق البردي. والأمر نفسه ينطبق على صناعة الورق، التي جعلت طباعة الكتب وتداولها ثورة تقف وراء كل ما نعرفه الآن من معارف وعلوم وروابط حضارية. هذه الثورة، أخلت مكانها الآن الى الكتاب الإلكتروني فأصبح تبادل العلوم والمعارف الإنسانية وتداخل الثقافات جزءا من عالم مفتوح.

الكثير من دور النشر في العالم العربي تتعثر في الأخذ بهذا الاتجاه، أولا، لأسباب تتعلق بنزعة “تقليدية” تخشى من قبول الجديد، حتى ولو بدا نافعا. وثانيا، لأن هذه الدور ترددت، أو تأخرت، في البحث عن سبل لحماية النشر من التداول غير المشروع. وهو أمر يعرض مكاسب الناشر للضياع. وبالنظر الى هذا السبب الأخير، فقد كان من بين ما حرصنا عليه هو حماية ما ننشره من أعمال، بحيث يصل الكتاب الى قارئه، من دون أن يتحول الى مشاع.

لماذا التسويق الرقمي للكتب العربية لا يزال ضعيفًا إذ لا تستخدم مجموعة من دور النشر الوسائط الرقمية للوصول إلى الجمهور الشاب؟ فمثلًا منصة Goodreads الخاصة بتبادل الآراء حول الكتب لا تتوفر على حضور عربي قوي مقارنة مع كتب بلغات أخرى؟

قبل كل شيء، يجب أن نعترف، إن العالم العربي مأزوم بالفقر، ما يجعل سوق الكتاب محدودا. كما أن افتقار الغالبية العظمى لوسائل الشراء، مثل بطاقات الإئتمان، يزيد العبء على الناشرين الذين لا يجدون فائدة في استخدام المنصات التي تروج لكتبهم. بمعنى آخر، فعندما تكون البيئة العامة مازومة، والسوق فقير، فإن ذلك لابد وأن ينعكس على مقدار الاستفادة من الوسائل الرقمية. أما نحن فنحاول أن نضرب عصفورين بحجر بطريقة أخرى. وذلك بأن نطرح كتبا مجانية، ونروج لها في نطاق استهدافات محددة. وبهذه الطريقة، يتاح للقارئ أن يكسب شيئا، وأن يكون قريبا من حزمة أخرى من الكتب التي قد تثير اهتمامه.

مؤخرا، أصدرنا المجموعة الكاملة لأعمال فرانز كافكا، عن الألمانية مباشرة، من مترجم كافكا الأول الى العالم العربي، الأستاذ ابراهيم وطفي. وهناك في الوقت نفسه حزمة من أعمال وطفي الخاصة. القارئ الذي يحصل على عدد من الكتب المجانية، يمكنه أن يضع يده أيضا على جانب آخر من الحزمة.

وعلى أي حال، فنحن نقول إن الفقر الذي لم يمنعنا من أن نكتب، فإنه يجب ألا يمنعنا من أن ننشر. الفقر يزول، والأزمات تزول، ولكن الثقافة باقية، والتراث باق. ومثلما فرض البردي نفسه على ألواح الطين، ومثلما فرض الورق نفسه على البردي، فإن الكتاب الإلكتروني سوف يفرض نفسه في النهاية.

كل التحية

*المقابلة الكاملة مع موقع قنطرة الثقافي

الى القائمين على موقع ekutub.info@gmail.com

شارك مع أصدقائك