دالغة – تيبل لامپ

شارك مع أصدقائك

Loading

برهان  المفتي

 

قبل أكثر من أربعين سنة، أنتشر في العراق نوع من تيبل لامپ أو گلوب مكتبي كلش حلو، لونه أخضر فاتح، كانت العوائل تشتريه حتى لو ما عدهم مكتب بالبيت،

والشغلة إللي تخليك تصفن أن هذا التيبل لامپ أنتشر في أشد أوقات الحرب ولازم ننام مطفين الكهرباء بحسب التعليمات العكسرية بذيچ الأيام.

چنا نروح نتزاور خطار ونشوف العوائل حاطين هذا التيبل لامپ على ميز الأكل أو بمدخل البيت بالممر لو يم التلفون أبو القرص إللي لازم يمه كرسي وميز للسوالف الطويلة. وكان هذا من أستيراد الشركة العامة للأجهزة الدقيقة.. خوش.

بس إللي مو خوش بالموضوع أن العوائل رغم حرصها على شراء هذا التيبل لامپ چانت ما تسخدمه حتى لا يحترگ الگلوب إللي كان نوع خاص وزغير من النون، ناعم وگصير،

لأن ماكو منه بالسوگ ! لو تفتر كل المحلات إللي تبيع گلوبات في أي مدينة ما راح تلگى منه، ولا مرة رحنا عد أي أحد وشفنا شاعلين هذا التيبل لامپ رغم هم حاطينه بمكان لازم الخطار يشوفوه علمود الكشخة. يعني جماعة الأجهزة الدقيقة والمدراء العامين والوزارة بذاك الوكت كلهم ما حاسبين حساب أن هذا الگلوب بيه عمر معين ويحتاج تبديل ولازم وي كل صندوق تيبل لامپ يكون وياه قطع احتياط گلوب لو أثنين،

بس الجماعة من ذاك الوكت ما يعرفون شنو التخطيط ولا أشلون يفكرون بشي للمسقبل.

وأستمرت هاي الشغلة بينا وصارت سولة ما نگدر نتخلص منها، كلشي عدنا بلا تخطيط ولا تفكير لباچر شي يصير، بكافة المستويات حتى العوائل والناس إللي عدنا،

لأن سولة عامة وهوية للمجتمع لغاية ما صار إللي صار وهسة طامسين بكل تبعات سوء التخطيط، ينطوك كهرباء بس هذا الكهرباء لا تستخدمها لكوي الملابس ولا لتشغيل الأيركنديشن ولا بالشتا للهيتر ولا للإضاءة، حالها حال ذاك التيبل لامپ بالزمانات، يعني حتى بس نگول عدنا كهرباء ولا حد يحچي ويگول ماكو كهرباء ترى هذا ظلم وبهتان وافتراء تكاد السموات تنفطر من ثقل هذا الكلام غير الدقيق… قيق… قيق… قيق.

يا جماعة ترى التخطيط علم مو شغلة شيل من اليمنة حط على اليسرة لو بالعكس حتى لا اليمن ولا اليسار يزعلون منا، والجماعة مسوين التخطيط طولة قماش يفصلون قوط بحسب الحصة للي يصير عليه دور يلبس قاط التخطيط ويكشخ بيه، داير مدايرنا مليان نماذج على عدم وجود تخطيط، وكلها محاولات للتخدير الظرفي حتى بس الناس تسكت،

الدنيا حارة لا تهتم ولا تقلق نقلل الدوام عساس تقليل الدوام تخلي الدوائر زمهرير من الساعة سبعة للساعة وحدة الظهر ! ليش ما نفكر نسوي دوائر محترمة مثل الوادم بنايات تبريد مركزي تخبل، وقاعات أنتظار في الدوائر الخدمية واحد بس يريد معاملته تتطول حتى يشبع چاي وكعك ويكنك واي فاي في قاعة الانتظار مال ضيوف الدائرة ويسولف وي صاحبته بدون عيون مراقبة أم الجهال ويا ريت المعاملة تطول أسبوع مو ساعات، لأن قاعة الانتظار تبريدها أقوى من تبريد البيت والأنترنت متوفر وبلاش وبدون عيون ام الجهال. يعني عبالكم بتقليل ساعات الدوام الدنيا تصير ربيع وكل واحد ينتظر يخلي  على أچتافه وحدة مثل سعاد حسني ويشيل راسه ويشوف الربيع كله جوة الفستان مثل هذا إللي يطلع بالأغنية إللي هو حلم كل المراهقين وحتى الرجال من خمسين سنة لغاية هسة لأن هو الوحيد إللي شاف الربيع كله من شال راسه!

يا جماعة.. ماكو أي مشكلة تنحل بالتخدير الموضعي، حتى الشجرة المريضة إللي تصفر أوراقها مو نجي نقطع الغصن إللي بيه الأوراق الصفرة المريضة، لازم نفكر بالتربة والجذور ونشوف ليش الشجرة تعبانة، مو نجي نقلم الشجر ونقطع شچم غصن، تالي ورا يومين هم تطلع الأغصان واكثر وتصير الأوراق مريضة أكثر وأكثر.

فيا جماعة التيبل لامپ، ترى الموضوع مو بس نگول عدنا، الموضوع نستفاد من إللي عدنا ونعرف نداريه بالتخطيط، تدرون التيبل لامپ مالنا بالبيت بالأخير وين صار؟ فككناه وكل واحد أخذ شي منه… آني حصتي كانت الدگمة لأن چان بيها خوش صوت !

شارك مع أصدقائك