أ.د. قاسم حسين صالح
تجربة نصف قرن..في الصحافة
(الأولى – البداية )
لا اتذكر متى بدأت اكتب في الصحافة، والفضل للصحفي الكبير الراحل( مظهر عارف ) انه كتب في (12 / 7 / 2020) مقالة في الحوار المتمدن جاء فيها بالنص:
( بدأت علاقتي الاخوية مع الدكتور العالم قاسم حسين صالح قبل ٤٠ عاماً عندما كان يزورنا في صحيفة “العراق ” ككاتب وكصديق حميم لمديرتحرير الصحيفة الدكتور سمير خيري توفيق. كان قاسم انذاك مايزال يدرس في الجامعة،وكان سمير كذلك،ويتمتع كل واحد منهما بذكاء مفرط ،وبروح شبابية وثابة، وبشجاعة رائعة رغم انهما لم يكونا يحملان العقيدة الفكرية والسياسية نفسها. فسمير كان بعثياً بينما كان قاسم يسارياً، ولكنهما كانا على اتفاق في الرؤية لحركة التاريخ وما هو حادث من تغيرات في هذا العالم في السياسة والاقتصاد والثقافة).
هذا يعني أنني بدأت اكتب في الصحافة بداية سبعينيات القرن الماضي. وهنا تنشط ذاكرتي يوم اعلنت مؤسسة الاذاعة والتلفزيون عن حاجتها الى مذيعين فتقدم اكثر من الف ،اجتاز الاختبار عشرة كنت احدهم. ودخلنا دورة لثلاثة أشهر تلقينا فيها محاضرات نظرية وعملية في اللغة والصوت وفن الالقاء والدراما والتحرير الصحفي باشراف مدير برامج اذاعة صوت العرب (سعد لبيب) وصحفي مصري (كرم شلبي) وسعاد الهرمزي،بدري حسون فريد،عبد المرسل الزيدي،مالك المطلبي،وثامر مهدي.
الصحفي..يتعلم
تعود اول تجربة ناضجة لي في الصحافة الى سبعينيات القرن الماضي. يومها كانت تعدّ مجلة (الأذاعة والتلفزيون) هي الأكثر شيوعا لأنها كانت تضم صحفيين من طراز خاص بينهم الراحلان فالح عبد الجبار ومحمد الجزائري، وسؤدد القادري و زهير الجزائري…تعلمت منهم مهارات الفن الصحفي،وكيف تكون صحفيا مقروءا. وعلمتني الصحافة ان اكون ذكيا في اربعة: السرعة والدقة واللياقة والدعابة. ولقد وجد رئيس تحريرها الشاعرالراحل زهير الدجيلي مبتغاه في (قاسم) فخصه باجراء تحقيقات صحفية مع مخرجين وفنانين وجد فيها انها توظف (السخرية) سايكولوجيا بما يجعل من تعنيه يبتسم او يندهش كيف ان فيه(كذا) وهو لا يدري!..الا في حالة واحدة اغضبت صاحبها يوم ظهر مقال ساخر في صفحتها الأولى بعنوان (مكافحة الأمية في الوسط الأذاعي)،فاصدر مدير اذاعة بغداد امرا بانهاء علاقتي باذاعة بغداد حيث كنت اعمل مذيعا فيها، لكنني عدت اليها بعد ان نقله الصحاف الى دائرة السينما والمسرح!