محمد ع درويش
حسن صعب : حمل قضية فلسطين والوطن
رأى المنسق الإعلامي لمؤسسة حسن صعب للدراسات والابحاث، الزميل محمد ع.درويش في بيان بمناسبة الذكرى ال 60 لتأسيس جمعية “ندوة الدراسات الإنمائية” ، انه في هذه الأيام المؤلمة التي تمر بها فلسطين، نتيجة حرب الإبادة التي يشنها العدو الصهيوني، على قطاع غزة وجنوب لبنان، وفي ظل إستمرار الظروف الصعبة والمعروفة التي يرزح لبنان تحت وطأتها، تأتي الذكرى ال 60 لتأسيس “ندوة الدراسات الإنمائية” بمبادرة من المفكر الراحل الدكتور حسن الذي كان في طليعة من حمل لواء القضية الفلسطينية، ومرجعية أساسية في الدفاع عن حقوق الوطن والمواطن، وداعية للوحدة الوطنية.
ستون عاماً في سبيل إنماء الإنسان كل إنسان وكل الإنسان
حسن صعب الأب الروحي لإنماء الإنسان
من قال ان مغيب الشمس يحجب وهج الحياة ونورها.
من قال ان رحيل الأحبة يسدل الستار عن السيرة الطيبة والمآثر النبيلة والخلق الرفيع لكرام القوم، ثم من قال ان الموت هو نهاية المطاف وآخر الحكاية للرجال الذين كتب التاريخ اسماؤهم.
كذب اؤلئك الذين يعتبرون الرحيل هو نهاية الحياة للطيبين امثالك يا دكتور حسن.
د.حسن : أكتب اليك اليوم من البعيد وأنا على علم ويقين انك في عليائك في جنات الخلد مع الصالحين والابرار، لعل كلماتي ومشاعري الصادقة هذه تصل الى روحك الطاهرة.
معلمي دكتور حسن احدثك اليوم بمناسبة الذكرى الـ 60 لتأسيس “ندوة الدراسات الإنمائية” التي انشأتها في العام 1964 ورعيتها سحابة ربع قرن حيث بذلت جهوداً مضنية في سبيل اشاعة التوعية الإنمائية بين المواطنين اللبنانيين الموجودين سواء منهم في القطاع العام او القطاع الخاص، وذلك لأن انماء لبنان، اي تطويره من دولة نامية الى دولة متقدمة يستدعي المشاركة الخلاقة من قبل جميع المواطنين، ويتطلب تكامل القطاعين العام والخاص في وضع السياسة الانمائية وتنفيذها. ومنذ انشأتها وحتى رحيلك بذلت جهوداً جبارة في سبيل الغاية التي استهدفتها معتمداً بذلك تنظيم المؤتمرات والحلقات الانمائية والعلمية اللبنانية والعربية والدولية. وتنشر نتائج مؤتمراتها وحلقاتها في كتب بلغت اربعين كتاباً اولها كتاب المفاهيم الحديثة للانماء في لبنان، وسلسلة كتب أصدرتها في ثمانية اجزاء حول استراتيجية الثورة العلمية التكنولوجية العربية، وكتب إنماء المحافظات، وكتاب رؤيتنا الإنمائية الإنسانية المستقبلية.
وقلت في احدى مقابلاتك الصحافية ان وجود الندوة كما هو عليه من حيث أنها تضم نخبة خيرة من المواطنين اللبنانيين من جميع الطوائف والمناطق والالتزامات الايديولوجية المتنوعة، الذين يلتزمون بالتعاون الوثيق والفعال في انماء لبنان وفي سبيل انماء العرب وفي سبيل إنماء الإنسان، ان هذا الوجود بحد ذاته الذي استمر واتسع بالرغم من كل ما عصف بلبنان من أحداث هو في حد ذاته، انموذج حي لما يمكن وما يجب أن يكون عليه التوافق الوطني في لبنان.
فللمعلم الدكتور حسن صعب فضل الاكتشاف والريادة، وفضل الشجاعة والاقدام، في جعل مفهوم الانماء ومصطلحاته متداولا ومعروفا ليس في لبنان وحسب، بل في سائر أنحاء الوطن العربي. كان يتملكه هاجسان: “هاجس الانماء بكل أشكاله ، وهاجس الانسان في كل مكان. والإنماء والانسان لا يفترقان”.
وحسن صعب، المفكر الرائد، وأستاذ العلوم السياسية المعروف، أدخل مفهومين جديدين، وعمل طيلة حياته في الندوة على تطويرهما، وتحويلهما الى دعامتين أساسيتين لانطلاقة أخرى في لبنان وبلدان الوطن العربي الأخرى.
المفهوم الأول: يدور حول مركزية الانسان في عملية التنمية. الانسان بما هو كائن ذو قيمة متميزة، والانسان بما هو مواطن لحريات وحقوق، والانسان بكونه أساس العملية الانتاجية والرأسمال الحقيقي الذي يطلق عملية الانتاج وتطوير الاقتصاد، ويعتبر محور كل سياسة تنموية وغايتها.
أما المفهوم الآخر: فهو مفهوم الانماء، بما هو إبداع، وتطوير وإنتاج، وتحسين للبيئة ولحياة المواطن وتقدم الوطن”.
“لا أعرف عدواً للحرب الأهلية، وللنزاع الداخلي، كما كان معلمي، الدكتور حسن صعب، الذي بذل جهدا جبارا في سبيل إطفاء نارها والحؤول دون استفحالها”. و”كان بين اوائل من اهتموا بالمسألة الانمائية في جنوب لبنان. وكانت وجهة نظره ان لنا عدوين، وليس عدوا واحدا: اسرائيل والتخلف. اما التقدم الاقتصادي والانساني فهو الكفيل بمواجهة العدو ودحره”.
كان معلمي رجلاً عقلانياً في زمن التعصب والجهل وكان رجل محبة في زمن الحقد والاقتتال وكان رجل النقاش الهادىء في زمن فرض الافكار بقوة السلاح وكان رجلاً ديموقراطياً في مجتمع الكبت والقهر والتطرف المجنون، كان هاجسه هو الانماء، انم…