رائد عادل الى مجلة ” ألف ياء “
*- أهلي كانوا مشجعين لموهبتي التي تدرجت في صقلها عبر مراحل حياتي
*-لابد للفنان من تعضيد تجربته الفنية وموهبته بالدراسة الأكاديمية والإستفادة من تجارب المبدعين
*- لقد خسرت كثيرا من الفرص للانتشار عربيا في فترة وجودي في استراليا
*- لا يوجد أيّ دعم للفن والفنانين من أّيّة مؤسسات حكومية وتكلفة الألبومات الغنائية باهظة
*- هناك قصور إعلامي واضح في دعمنا
*- حققتُ النجاح والبقاء في عالم الأضواء وبشكل متوازن
*- قاعة ” دندنة” أتاحت لنا فرصة طرح أعمالنا الفنية بعيدا عن الشروط والضغوطات التي تمارس على الفنانين
*- أحييتُ فقرة الغناء في مهرجان مظفر النواب الشعري للتواصل مع جمهور المهرجانات الشعرية والثقافية
سأدعو لإنشاء نقابة للفنانين في المغترب الأسترالي لحماية حقوق الفنان *-
*- عتبي شديد على متعهدي الحفلات لأنهم يغمطون حق المطرب المحلي ويعتمدون العلاقات الشخصية دون الموهبة
حاوره
رئيس التحرير
يُعد الفنان رائد عادل من المطربين العراقيين المبدعين في سيدني، ويقف في الصف الأول منهم، لما يمتلكه من موهبة رصينة في الطرب الأصيل بصوت قوي وعذب يمتد على مساحات واسعة وثقافة موسيقية، تقف ورائها دراسة اكاديمية مع اجادته العزف على آلة العود ، كما انه يمتلك حضورا إنسانيا رائعا بين جمهوره بخلقه الكريم وحسن تعامله مع الآخرين بشكل حضاري جمالي .
يمتلك رائد أيضا طموحا لتوصيل فنه لجمهوره عبر الفيديو كليبات التي ينتجها لأعماله الخاصة مع حضوره النوعي في الحفلات العامة والخاصة .
يسعى دائما للبحث عن الجديد كلمات ولحناً وأداءً ، و سعى الى تحقيق حلم الاستقالالية الفنية والخروج من هيمنة اصحاب الصالات والمتعهدين بافتتاح صالة ” دندنة ” مع شريكه الفنان” أسعد طاهر” ، لتكون منصة لتقديم الفن الطربي وخدمة ابناء الجالية العراقية والعربية والأسترالية عموما في إحياء حفلاتهم الخاصة والعامة .
مجلة ” ألف ياء” كان لها هذه الإضاءة الشاملة للفنان الخلوق المبدع رائد عادل .
عن البدايات فنياً قال ”
كان البداية منذ نعومة اظافري في طفولتي وفي المدارس الابتدائية في بغداد ، كانت لي مشاركات في حفلات المدرسة ، كما ان الاهل كانوا مشجعين لموهبتي التي تدرجت في صقلها عبر مراحل حياتي الدراسية والاجتماعية معا ، حتى حانت ساعة الدخول الاكاديمي لدراسة الفن والموسيقى خصوصا حين دخلت معهد الفنون الجميلة- قسم الموسيقى – عام1995 م ، التي مثلت تطورا نوعيا في مسيرتي الفنية حيث اجدت العزف على آلة العود ايضا ، وهنا بدأت الرحلة بكفيها الموهبة والدراسة الاكاديمية ..
وبدأت اشعر بالمسؤولية من بغداد،
فانتجت الفيديو كليبات بلغت 6 البومات و10 اغاني بين بغداد والاردن واسترالياوكانت رحلتي مليئة بالعطاء الفني ولقاءات صحفية وتلفزيونية في الاردن”
وعن اهمية الدراسة الأكاديمية لتعضيد الموهبة أكد عادل ” .
لابد للفنان ان تعضيد تجربته الفنية وموهبته بالدراسة الاكاديمية والخبرة وتتبع آثار المبدعين والاستفادة من تجاربهم ، لان هذه الخلفية الرصينية موهبة ودراسة تمنح الفنان القدرة على اختيار الاعمال الفنية بدقة ” شعرا ولحنا وموسيقا”..
وللفنان رائد وجهة نظر مهمة في المزايا غير الفنية التي يجب ان تتوافر في شخصيته الفنية بقوله “
كما ان الفنان يجب عليه ان يتحلى بالإنسانية والتواضع ومحبة الآخرين كي يكون نموذجا لدور الفنان في الحياة”
ولكل فنان قدوة في الحقل الفني ، وكان لرائد رأيه كما يقول “تأثرت بفنانين كبار قديما بمحمد القبانجي وناظم الغزالي ، ومن المعاصرين كاظم الساهر” .
وحين تحدثنا عن خسارة الفنان فرصا كبيرة في الانتشار عند مغادرته وطنه وجمهوره ، علّق المبدع رائد عادل “
لقد خسرت كثيرا من الفرص للانتشار عربيا في فترة وجودي في استراليا البعيدة جدا عن الجمهور العراقي والعربي ، ولكني عوضت بالمثابرة والتعامل مع ما متوفر من الملحنين والموسيقيين على شحهتم”
أما عن الدعم الذي يحفز الفنان للعطاء والاستمرارية هنا في سيدني ، كان لعادل عتب شديد إذ يقول “
لا يوجد اي دعم للفن والفنانين من اي مؤسسات حكومية او غيرها هنا ، وهناك ايضا قصور اعلامي في دعمنا، سيما وان
التكلفة الكبيرة لانتاج البومات غنائية اجبرتنا على اتخاذ وسائل اخرى لتوصيل اغانينا بطرق الفيديو الكليب لاغنية او الحفلات العامة والخاصة وبجهودنا الشخصية “ .
وعند سؤالي عن نشاطه في المهرجانات الثقافية أجاب ”
لقد حضرت مهرجان مظفر النواب الشعري ، بدعوة كريمة من الصالون الثقافي في المنتدى ، وغنيت الاغاني التي كانت من تاليف الشاعر النواب ، وهي طريقة ايضا في التواصل مع جمهور مهرجانات شعرية وثقافية” .
وحول ظاهرة شيوع الاغاني الراقصة والإيقاعات السريعة في الوسط الفني عموما وفي سيدني خصوصا، كان لرائد رأيه ” انا اعتقد أن
الاغاني الراقصة والتي تعتمد على الايقاعات السريعة تكون صالحة في احياء حفلات الافراح والاعراس ، وبناء على طلب الجمهور الحاضر ، وكذلك اصحاب الدعوة من العرسان او المنظمين .. ولكني امرر الاغاني الطربية في وقتها ومكانها وزمانها وحضور جمهور يسمع هذه الالوان الأصيلة “
” وتحقق حلم العمر صالة ” دندنة
لقد شهدت مسيرة الفنان رائد محطات نوعية وكمية ، لكن حلم امتلاك منصة شخصية لاطلاق رسالته الفنية والجمالية، ترى ماذا قال عنها :
“هي تحقيق لحلم وجود منبر ومسرح لتقديم الاغاني الطربية والمنوعة التي ارغب انا في تقديمها للجمهور، وهي فكرة حققناها انا مع شريكي الفنان ” أسعد طاهر ” بافتتاح صالة ” دندنة ” التي رأت النور منذ الشهر الثامن 3023 ، وهي مشروعنا الخاص
من خلال القاعة دعونا مجموعة من الفنانين لاحياء حفلات مميزة لجمهور نوعي يتذوق الطرب الاصيل .. يومي الخميس والسبت، .
كذلك نحن في بداية المشروع ونحتاج الى وقت وجهد ودعم لكي نتمكن من تنفيذ اهدافنا لخدمة الفن وجمهورنا ، ونحن بصد الاعداد لبرامج فنية رصينة كالعودة الى احياء الاغاني الطربية والفن الأصيل بالإضافة الى الاغاني المنوعة والتي تليق وتطرب جممهورنا الكريم،
لا شك ان وجود قاعة خاصة بنا كفنانين يتيح لنا فرصة مهمة للتعبير عن انفسنا فنيا بعيدا عن الشروط والضغوطات التي تمارس على الفنانين من جهات مالكة ، وكذلك نستطيع التعبير بشكل يرضي جمهورنا الذواق”
وعن تخصص القاعة في احياء المناسبات ، أكد عادل ”
“حفلاتنا تشمل الافراح والمناسبات الشخصية وكذلك استضافة نشاطات المؤسسات المجتمع المدني في سيدني” خطوبة ، زوا ج ، عماد.، اعياد ميلاد… الخ”
لكي نعرف رأي الفنان بالشباب والنصائح التي يقدمها لهم قال : ” يجب ان يتحلى الفنان اولا بالاخلاق الكريمة وحسن التعامل مع الجمهور والمحبة لهم وبعدها تكون الموهبة بالتاكيد هي خط الشروع الاول والقاعدة الفنية المتينة لفنان كي يجتهد ويشتغل على نفسه بالتدريب واكتساب الخبرات والاستفادة من تجارب الأخرين ، وسوف تتوج تجربة الفنان بالدراسة الأكاديمية لكي يكون مؤهلا لمعرفة اسرار وجماليات فن الغناء وحسن اختيار كلمات الاغاني واللحن المناسب مع صوته والذي يجعل العمل ناجحا بكل المقايسس”
، وعن الغربة وتاثيرها على نتاج وشهرة الفنان ؟
رد الفنان رائد بالقول “
لاشك ان وجود الفنان على ارضه وبين جمهوره، هو عامل مهم للشهرة بتوافر جمهور وعوامل مساعدة اخرى كفريق العمل المتكامل والفرق والاستوديهات والإعلام، التي . تجعل من الفنان ان يتجدد في عطائه، كما ان المنافسة الفنية مع الفنانيين الآخرين يجعل من المسؤولية مضاعفة لاختيار اعمال فنية ترتقي بمستوى الفنان كثيرا ، وكل الفنانيين الذين نجحوا في خارج اوطانهم كان لهم بدايات طيبة ومؤثرة محليا اولا ، ولكن الغربة لها فوائد ايضا في اثراء تجربة المبدع عموما اذا احسن التواصل والتميز وتطوير تجربته ، كما ان الفنان يجب ان يكون ماهرا في اقتناص الفرص وتطويعها لمصلحة تجربتة وثراءها ،ولدي خبرة جيدة في الغربة من عمان الى استراليا ، وأنا استطعت النجاح والبقاء في عالم الاضواء وبشكل متوازن ، بين انتاج الاعمال الخاصة بي، وتسجيل فيديو كليبات لها، وبين المشاركة في احياء الحفلات الخاصة والعامة للافراد والمؤسسات . وجاءت فكرة الاستقلال بوجود قاعة لتعزز استقلاليتي واغناء تجربتي الفنية في الغناء والتلقي من قبل جمهوري الذي احرص على اتحافه بكل جديد .وعلى العكس ، هناك آخرين للاسف ضاغوا في الغربة وابتعدوا عن مواصلة مشاورهم الفني رغم نجاحهم في اوطانه لظروف مختلفة ، ومنهم من اتخذ لنفسه مهنة خارج العمل الفني واخرين ضاعوا في ركوب موجة الفن الهابط والعمل في اماكن لا تحترم الغناء الطربي الاصيل والفن عموما لديهم هو رقص وموسيقى راقصة هابطة ، رغم ان الاغاني الشعبية الخفيفة والراقصة تكون مطلوبة ولها وقت معين في الحفلات ولكن اختيار الجيد منها كلاما ولحنا يجنب الفنان الهبوط بالذائقة الى السطحية والمجانية”
وحول موضوع حقوق الفنانين في سيدني مقارنة بالمطربين العرب الذين يجلبون من الخارج
.. في هذا الشأن ودور المتعهدين؟
يقول “هذه ايضا مشكلة يعانيها الفنان بالنسبة للاجور بشكل كبير جدا ، واحيان تكون مشاركة الفنان المحلي مجانية لاثبات الحضور واستغلال جمهور المطربين الضيوف او بتاثير العلاقات الشخصية بين متعدي الحفلات والفنانين
نحن هنا بلا دعم من الدولة او اي مؤسسات ترعى حقوق الفنايين ، لذا انا سأدعو لانشاء نقابة للفنانين في المغترب الاسترالي لكي نحمي الفنان ونصون حقوقه من سطوة بعض المتعهدين واصحاب الصالات وسمسارة التجارة بالفن.
. بالنسبة الى موضوع متعهدي الحفلات . هنالك تقصير من ناحية اختيار البرنامج الفني واجهزة الصوت والعازفين والمطربين خلال حفلة المطرب القادم من الخارج . يتم دفع مبالغ طائلة للمطرب المعروف . اما العازف والمطرب المحلي فلا يدفع له الا القليل جدا . والمسالة ايضا تعتمد على العلاقات مع المتعهدين . يجب ان تكون لك علاقة مميزة لكي يتم احضارك للمشاركة . بغض النظر عن موهبتك او مستواك الفني . عتبي عليهم كبير”