برهان المفتي
……….. كان أكو أمير عنده أبنية كلش مدللة، رغم هي بعدها مو أميرة بحسب الدستور والأتفاقات العُرفية، وما عاجبها العجب، حلوة بدون عمليات تجميل والكل يريدون يتزوجوها. الأمير يريدها تتزوج حتى يخلص من دلالها ويتفرغ لحكم الشعب والرعية، مو تدرون كل الناس خرفان إذا هسة أو بالزمانات وإذا ماكو راعي الذيابة تاكلنا، وإذا أكو راعي هو الراعي راح ياكلنا ويشوينا عالفحم ويدخل الشيش بينا مثل الخازوق. المهم، الأمير راد يكسر غرور بنته ودلالها، فسوى مسابقة، منو يقرا أطول قصة للأمير هو إللي يتزوج بنت الأمير المدللة، ونزل فرمان من الأمير وكل الناس سمعوا البيان الأميري، الناس إللي بالداخل والناس البرة، الأمراء والتجار وحتى قطاع الطرق. بدت المسابقة، جوي الناس، وياهو يقرا قصة للأمير بعد ساعة أو ساعتين أو عشر ساعات القصة تخلص وما تصير البنت من نصيبه، وبعض القصص طولت أكثر عبالك مسلسل مكسيكي بس همين ما كانت طويلة لدرجة تقنع الأمير. وهناك أكو فلاح بتلفات البلاد سمع بالموضوع بعد فترة، گال هاي فرصتي وراح أروح وعندي قصة طويلة وما تخلص. وصل الفلاح للقصر وسجل أسمه بالمسابقة ودخل، الأمير أستقبله بكل برود، وبنته گالت “ خرة بحظي إذا صدگ”، بس الأمير گال يللا هي ظلت عليك، هربد وسمعنا. بدا الفلاح القصة: “كانت أكو قرية ناسها يزرعون حنطة، أجاهم واحد مليان كلش وأشترى كل گيعان القرية، وصار ياخذ الحنطة كلها ويخليها بالسايلو الضخم داخل قصره وما ينطي الفلح ولا حباية رغم تعبهم، وهناك واحد من الفلح جتله فكرة، گال نروح نجيب أفواج من النمل وندربها وننطي لكل نملة رقم وندزها وحدة وحدة تدخل للقصر والسايلو حتى محد يحس بيها، وتاخذ حباية وتطلع.. وهيچ دخلت النملة رقم واحد وجابت الحباية رقم واحد، بعد أشوية دخلت النملاية الثانية وجابت الحباية الثانية… وبعد كم ساعة دخلت النملاية عشرين وجابت الحباية العشرين… دخلت النملاية رقم مية وجابت الحباية المية، دخلت النملاية الألف وجابت الحباية الألف… بعد شهر دخلت النملاية رقم مليون وجابت حباية الحنطة رقم مليون… بعد ستة أشهر دخلت النملاية رقم خمسين مليون وجابت الحباية رقم خمسين مليون… دخلت النملاية……..” صاح الأمير من الملل : ولك فلك طرّك، إشوكت تخلص؟ وأستمر الفلاح بالقصة ووصل “ بعد سنة دخلت النملاية مية مليون وجابت الحباية مية مليون” إلى أن حس الأمير وبنته صارلهم أشهر گاعدين يسمعون هاي القصة والأرقام ما تخلص.. حتى گال الأمير “موافج..موافج.. كافي ولك كافي، خذها الأبنية” بس الفلاح طلب شرط حتى ينهي قصته وكان الشرط أن يعيش بالقصر والبنت تصير أميرة بحسب العُرف الدستوري وهو همين يصير أمير.. وگال “إذا كلب الأمير أمير لعد إللي يتزوج الأميرة شنو؟” فالأمير الأكبر گال “من نعلة على اليوم اللي أنت دخلت للمسابقة”. هاي السالفة تورينا أن الشغلات الزغيرة إللي محد دايرلها بال هي الأهم وهي إللي إذا ما نحسب حسابها تكبر وتكبر وتبلع كلشي، والأمور المصلحية إللي نوافق عليها بالبداية بس حتى نمشي أمورنا راح تنگلب علينا لأن هي مبنية على المصالح، والمصالح تتغير بحسب ظروفها مثل ما تغير مزاج الأمير الأكبر بسبب قصة الفلاح المملة إللي ما تخلص. وهسة شوف داير مدايرنا شگد سوالف ومواضيع وأمور زغيرة الكبير والأكبر وأكبر الكل وافقوا عليها بالبداية بس حتى علمود مصالحهم، وعبالهم هي مواضيع بسيطة ومحد يحس بيها مثل النملاية، بس بالأخير كل الخراب يجي منها، مثل السايلو المليان إللي راح تفرغ وي آخر نملاية تاخذ حبة الحنطة الآخيرة. شوفوا كم مثل هذا الأمير وبنته، وكم مثل هذه الأفواج من النمل، وشگد سايلوات، وكم واحد مثل هذا الفلاح اللوتي، وبعدين راح تعرفون سبب كل هذا الخراب.