نصوص .. صلاح فايق

شارك مع أصدقائك

Loading

 

ارى من بعيدٍ قطيع ديناصورات يتقدمُ .اهرعُ واقفلَ البابَ , ادفعُ سريري خلفه ،انظرُ من شباكِ ، ﻻ احد .اجلسُ منهكاً وخائفاً : وهنا تنحني ابنةُ حارس البنايةِ عليّ وتعضّ ذقني .
*
أخيراً تهتمّ بي إمرأة ، تعلمني كيف انسى خرائب حياتي واتسكعَ في البيتِ لسنواتٍ مقبلة :ارمي عزلتي الى صخور هذا الساحلِ واحلُّ ، بصبرٍ ، كل ليلة ،ضفائرها الطويلة
*
انا أسخرُ كثيرا وأشجعُ آخرينَ على الانتحار , بطريقةٍ غير مؤذية ولا أمنعُ أحداً من دخول قصائدي ليبحثَ فيها عن كلبهِ الضائعِ او إمرأتهِ المختفية
*
وقت الفجرِ أهرولُ حولَ مستشفى
اسمعُ أحد الجدرانِ يقرأ قصيدة
جدرانٌ اخرى تستمعُ اليهِ . أقفُ وأصغي : انها قصيدتي , بصورٍ ومقاطعَ جديدة لم أكتبها
منها ممرضُ يشتمُ زرافةً في حديقة وأنا في نهايةِ مقطعٍ أسألُ جدولاً عن سببِ وقوفه تحت قنطرةٍ , فلا يجيبُ
*
انا مدمنٌ على الجلوسِ , بعد كل ظهيرة فوق سطحِ بيتي : أتطلعُ الى تلالٍ وأسمعُ , أحياناً ,نواح ثعلبٍ ضائعٍ هناك .انني في اقامةٍ جبريةٍ ، كما في أي بلد آخر . كفاءتي في التنفسِ لا تفيدني حين تحيطني ريحٌ قويةٌ وتقنعني ان اعودَ الى غرفتي الباردة
*
من هنا ارى حاراتٍ بعيدة , مظلمة
اسرابُ نحلٍ تبحثُ عن رحيق
مداخنُ عاطلة , محفوظة كآثارٍ
الابنية العالية هي تلال المدينة
الشوارعُ في كل مكان , بلا مارة
*
اذهبوا الى قصائدي الأخيرة
لتروا ذعري من كاسحات جليدٍ تظهرُ في مناماتي ومن مرفأ يعجّ الآن بنمورٍ تهاجرُ ـ لم تعدْ تغريها الاسماك ولا زهور الزعفرانِ ,الكثيرة هنا . .
*
شارك مع أصدقائك