حاورته الروائية….ولام العطار
……..
نحن ازاء محنة وطن تشظى واصبح شيعاً واحزاباً وكم لايصدق من العصابات*
أجد ارتياحاً مع شخوص المسرح وأشعر بالالفة أكثر مما اجده في الرواية او القصة*
الرواية في العراق صارت تشبه المثل العراقي”صخم وجهك وكول أني حداد”*
للإنصاف ،ثمة روايات مهمة ومبنية باحكام وقدرات سردية جاذبة*
ثمة روايات مهمة ومبنية باحكام وقدرات سردية جاذبة*
عدت الى المسرودة التي تأخذ من القصة القصيرة بعض صفاتها مع اختلاف في الصفات الباقية*
مهاد
محنة الحوار واضحة لاني عشت قرابة الثلاثين عاما برفقة كائن،يبدو كلما اتضحت الرؤيا أمام عينية غريب الأطوار،كثير الاسئلة،لايقف عند أجابة مهما كانت قريبة من نفسه،سمعته يكرر المقولة الاثيرة لديه( الإجابات التي لاتلد اسئلة أجابات عقيمة لاتستحق النظر اليها ،
الإجابات بدايات حازمة لثورة عارمة من الأسئلة)!!
ذاك هو قارىء نهم ،متفحص،ان لم يجد من يشاكسه،يتخذ قراراً حاسماً بمشاكسة نفسه التواقة الى الضجيج،والاحتجاج، أشد ما يخافه شوقي كريم،لحظة البداية،وتعامله مع البياض،
يهرب صوب أمكنة لاتخطر ببال،يرفع عقيرته بأحب الاغاني العراقية لديه(أنه وخلي تقابلنه وحجينه) عندها يغدو الصمت أهم مفاتيح تفاعله النفسي مع مايكتب بصوت تمثيلي موجع،اسمعه يعاتب أبطال رواياته وقصصه،ويشتم بوقاحة شخوص مسرحياته،من أين ابدء معه،،حيرتي أكثر من حيرته،لكني
وجدت مفتاح الاثارة حين رأيته يبتسم ،تلك الإبتسامة المتحدية الماكرة التي تقول—أختاري طريق فتح مغاليق الرأس المشحون بخرائب الجنون؟
…..
—-لماذا تكتب مالذي تريد الوصول اليه؟
**-بعد طول تفكرحقاً لماذا اضعنا أجمل واحلى سنوات أعمارنا من أجل ملء البياض بخرابات أرواحنا ،،ندون كل الانكسارات والمواجع وآثام الجوع ومخاوف الحروب ،باحثين عن لحظات تطهير تشبه تلك التي تحدث في الكنائس،لكننا دائماً نرافق الفشل،نبكي ونعاود كرة الكتابة، شخصياً ومنذ صباي واكتشافي أسرار القراءه لا اتصور أبدا، الكون كل الكون دون كتاب وورقة بيضاء
وصومعة تلم بقاياك لتلقي بها وسط نيران الكتابة،،لعد ما اقوله اقرب الى الغريب من القول لكنها الحقيقة التي
أعشقها!!
—أراك تعلن دوماً كراهيتك لشخوصك الكتابية ، حتى تلك التي لم تقترف ذنباً وتساعدك على المضي في كشف المستور من خفايا السرد؟!
**- يسكن في أعماقي إحساس داخلي أن هذا الحكم الهائل من مختلف الشخوص الذين تعاملوا معي وتعاملت معهم أنما هم رهط من المحققين الاعداء جاؤوا يعدون العدة لقتلي. والاحتفال الماجن بموتي،لهذا أحاول التخلص سريعاً من البقاء معهم والهروب الى جهة أخرى المضحك في الامر أجد هناك الكثير أيضاً بانتظار فتح محاضر التحقيق لتستمر اللعبة،،لاادري،وقد سألت الدكتور الراحل حسين سرمك حسن عن السر،أجد ارتياحاً مع شخوص المسرح وأشعر بالالفة أكثر مما اجده في الرواية او القصة القصيرة او الداما الاذاعية والتلفازية،كانت الإجابة حافزا يرافقني حتى اللحظة،أنك يابن كريم تحمل مسرحاً مكتظاً بالازمنة لانه يشكل، بداياتك لهذا فهو رحم وجودك كله...
— لكنك تعاملت مع جورية في قنزه ونزه والام فطيم في نهر الرمان على غير ما تضمر؟
**- المرأة في ما كتبت في كل رواياتي وقصصي كائن قريب الى الروح،سرقته بحذر من الواقع لادون له تاريخا كلما نظرت الى جورية وهي تضع كفنها أمام الشمس لأنها لا تريد ان تسكن قبرا بارداً
إنفجرت بقهر لاعناً كل من وضع جورية بهذا الموقف المليء بالشجن،موقف حسبت له الف الف حساب،أما تلك الام التي كانت تجلس مثل كتلة ظلام في القصي من صالة العمليات ،في نهر الرمان تجربة موت،كانت اعظم هاجس حملته معي الى الموت وحين رجعت بعد ثلاثة أيام وبضع ساعات وجدتها ازاحت السواد مبتسمه،تحركت اردت الانهزام اليها كعادتي ايام محني لكن الانابيب والضماد قاداني الى هذر محموم لا اعرف من أين جاء والى أين هرب،،شخوص رواياتي النسوية اعشقهن
أغني من أجلهن وانا ادون ما يرغبن به على البياض،أما شخوصي الذكورة فما هم الا حفنة اوغاد قتلة سراق محبة وجمال، أخطط سردية خاليه من الذكورة عوالم نسوة جنوبيات لايعرفن
غير الحكايات والهمس والاغاني الخرساء.!
— في الدراما الاذاعية التي تجاوزت250
مسلسلاً كان هاجس الأول تدوين تاريخ العراق درامياً لماذا توقفت عن هذه التجربة الجميلة المهنة؟
**-غابت عوامل النجاح التي كانت متوافرة تسلط على العمل الدرامي الإذاعي أناس لايعرفون عنه شيئاً وما اقتربوا للاذاعة يوماً،أين يمكنني اليوم أيجاد مخرج مثل مهند الانصاري وحافظ مهدي ومحمد زهير حسام ومظفر سلمان الطائي وعلي الانصاري وحسن الانصاري وحسن جاسم،،أين أجد ممثلين كبار مثل سامي عبد الحميد وفاضل خليل ومحمد حسين عبد الرحيم وعزيز خيون وفارس عجام وعبد الجبار الشرقاوي والقائمة تطول..أين تراني أجد معلمين مثل عبد الرحمن فوزي ومشتاق طالب وعبد الرزاق رشيد الناصري،، ماكنت لاكون لولا هذا الرهط.. الدراما الإذاعية اليوم تاخذ شعار شيلني وشيلك وهي لاتشغل حيزاً مهماً في الفراغ؟ نحن ازاء محنة وطن تشظى واصبح شيعاً واحزاباً وكم لايصدق من العصابات
**- وماذا عن الدراما التلفزيونية؟
جواب—هذه مشكلة لا حل ولا علاج لها وهي تشبه الجسد الذي اصابه مرض خبيث لا علاج له الا بالاستئصال،، حفنة مرتشين يقودون العمل الدرامي بالعلن دون محاسبة أو أعتراض من أحد،،هذه
الحفنة تعمل على تشويه صورة الدراما العراقية وطنياً وعربياً حتى نراها اليوم وقد وقفت عند ابواب الختام،،بلد تقوده مافيات الفساد لايمكن ان ينتج فناً راقياً،
كلما مررت من امام بوابة الاذاعة والتلفزيون همست،،ابك مثل النساء ملكاً مضاع..لم تحافظ عليه مثل الرجال!!
–أراك تعود بقوة الى القصة القصيرة وهي منبعك الاول ولكن تحت مسمى مختلف هو المسرودة مالذي دفعك الى هذا؟
**- للاسف صمت فرسان القص العراقي الكبار وتحول بعظهم تحت موجة شيوع كتابة الرواية الى كتاب رواية وتراجع بشكل محزن مفهوم القصة اذ عادت الى أيام البدايات الاولى القريبة
من ذي نون ايوب وعبد الرزاق الشيخ علي وفؤاد التكرلي وربما الى ابعد من ذاك،،قص هزيل بموضوعات مكررة خالية من التجريب الذي عرفت به القصة العراقية عربياً،صارت الكتابة الروائية وسهولة طبع القليل من النسخ
وتوزيعها على نقاد الجك والبوك الرافعين لشعار (ادفع نقداً تاخذ نقداً)
تلك محنة الادب العراقي الان ،التي شعرت معها بخيبة الامل والضياع لكني
عدت الى المسرودة التي تأخذ من القصة القصيرة بعض صفاتها مع اختلاف في الصفات الباقية،مع اختلاف
كلي في اللغة والحوار،والبناء غير المتسلسل والحضور غير المركزي لشخوص القص وثيم البناءات التي اتعمد تهشيمها حتى اليوم انتجت ثمان مجاميع مسرودة نشرت منها حتى الان خمسة. والباقي في الطريق!!
—هذا يعني أنك تمتنع كلياً عن قراءة الرواية ؟
**- لا بحكم جنوني اخصص يومياً ساعات طوال للقراءة سواء كانت روائية او شعرية وبعض الدراسات النقدية التي اراها مهمة وتستحق القراءة، من المحال
متابعة هذه الاكداس التي تصدر يومياً،
لا انكر ولا اريد ان اكون متعسفاً ثمة روايات مهمة ومبنية باحكام وقدرات سردية جاذبة لكن كفة الميزان تشير الى الكم الذي لاينفع ولا يستحق القراءة،،
الرواية في العراق صارت تشبه المثل العراقي(صخم وجهك وكول أني حداد)!!
—والمسرح..هاجسك اليومي الذي اصاب روحك بالاعياء؟
**- بعلو الصوت لا مسرح معني بالناس وهموم الناس في العراق..هناك مجموعة تذهب الى مهرجان تعرض ليوم او يومين وتعلن انها حصلت على شهادات تقدير وتعود مهللة انها رفعت رأس العراق عالياً وتعاود الكرة تلو الكرة حتى توهمت ان رأس العراق طال السماء.. أين المسرح الجماهيري ثمة روايات مهمة ومبنية باحكام وقدرات سردية جاذبة ،،وهناك من قال اعطني خبزاً ومسرحاً اعطك شعباً مثقفاً..
الدولة معنية بتوفير رغيف الخبر فاين ذاك الذي يوفر مسرحاً؟
–..والمطلوب،،وسط هذه الفوضى؟
**- المطلوب واضح ولا يخفى على عاقل لبيب فاهم تهمه مصلحة الوطن والثقافة والمسرح خصوصاَ ،سافر قدم عرضك المسرحي جرب بما تشاء فقط اكتب تعهداً خطياً انك يجب ان تقدم مسرحية عراقية واحدة كل عام وبعكسه انت ممنوع من السفر حتى ولو كنت على حسابك الشخصي ولا يحق لك ان تمثل العراق وانت لم تؤدي واجبك الثقافي تجاه وطنك؟!!
—أراك كعادتك حاداً تحلم وسط خراب؟
**- اعرف ذاك القول الاثير الى نفسي اللين في وقت اللين والشدة في وقت الشدة،،نحن ازاء محنة وطن تشظى واصبح شيعاً واحزاباً وكم لايصدق من العصابات فهل نتركه يضيع!!
(ذلك هو شوقي كريم،،عقل منتج لايتوقف عند حد..ولايهاب القول الحق يصرخ ويحتج ويدون شوقي