ركود الغامق !! (سردية ممسرحة)…. الى الفنان عباس الحربي

شارك مع أصدقائك

Loading

شوقي كريم حسن

إجابة سؤال!!————————————————-

كلاهما ،الولد المتيم بالليل ومسرات أغانيه الباحثة عن سر وجود الماء والطين والقصب،وعذوبة نشوة العرق السومري المحلى بزفر البش ،والآخر المأخوذ بتتبع خطى الكتب الصفر ومحاولات حل طلاسمها الموجعة للافئدة، المغرم بقص الأكاذيب وصياغة عوالمها المثيرة للشغف والترقب وحيرة السؤال،كلاهما يسلكان مماشي رعناء شديدة القتامة،غارقة وسط سيول من التنهدات التي لاتعرف كيفية إقتحام الطرق المعتمة العكرة المزاج من أجل إغاضتهاوالعمل على محوها ،العلة مدفونة بين دفتي مقبرة أحلام مكتظة بالتوحش والغرابة،لم يعد للوقت معاني تثير الإنتباه،ماداما يرفلان بسرعة التمني داخل دوامة الرغبة الإنهزام الى حيث يستقيم الزمن وتستقر مسافات الإشتهاء شديدة الاتساع،من أجل تمكين الأرواح إختراق ضباب الانكسارات الثقيلة الوطا، كلما ساقتهما الأسئلة الملحاء بعصا غطرستها وتكبرها شعرا أن العجز والإتكال قيود صعبة الفكاك تحجز حطام أعوامهم المنسية عند نواعير أفكارهم المكتظة بالوان لا تتشابه من الحكايات المضحكة المثيرة للجدل التي لايعرفون عنها شيئاً، (مسرح منسي،يشبه بيضة فاسدةتدوم بين ثنياه عواصف ترابية صفراء فاقع لونها،،وأصوات آتية من أمكنة تبدو قصية شامتة تشق زيق الإسترخاء والسكينة،في العمق المتلاشي يقف الولد الفحمي مثل شجرة جرداء لا أهمية لوجودها،ولد لايعرف كيفية الدخول الى عوالم فوضاه من خلال أبواب محكمة الاغلاق ،ولد ناحل مكسو بملابس كاكية مدبوغة بالرثاثة،تتناوش أوصالها صرخات التوسل والالم. الصوت/ماعاد لوقوفك وسط هذا الهيم الضاج بالالم معنى،،كان عليك قبول اللحظة التي أصرت أن تحملك الى حيث توجب أن تكون مامعنى إصرارك على الوقوف متشبهاً بشجرة (كودو )الذي ماجاء ليعيش مهانة ما عشت،،وصولك محض رغبة فارغة تحلم بدوي طبول الفزع والريبة!! الولد/( بنظراته القاسية الشديدة القتامة يعدل من هندامه يرفع خوذته الخاليه من علامة الصنف ليلقي بها بعيداً وبكلتا يدية الخاليتين من الوسامة والرقة يمسد شعر رأسه الذي غدا فجأة مغموساً بدوارق الفضه)كلما توغلت في حقول الصمت راودتني فكرة الاحتجاج،، لا أحد حسب لوجودي حساباً،،تحت ضغط تسربل أعماقي نسيت الوصايا…وتعمقت في دروب النسيان..الفعل عاجز مادامت عقولنا تتعثر في مصائد الغفلة!! صوت هرم/— لا أريد بقاءك هناك قل رفضك بفهم ودراية وأرجع الى حيث تكون ..النسيان بلوى تعرض الدروب الخرساء.. مثلك مشدود الى بوح الحناجر وشجو موداتها فعلام رحيلك!! (صوت أنثى مليء بعطر يملأ المكان، صوت خافت موشى بزهور الرقة حلو النغمات)/ —من أوهمك أنك حين تثير غبار الاختفاء تمنح لغيرك سعادات تمد الأعماربالحبوروالأمتنان مارأيت الشواهد المجللة بتراب الوحشة العابثةبمديات النسيان،أولم ترالى ماذا توصل خطوات الأكاذيب، أن للأسرار معاني تدمن الأختلاف الممجد للسكينة؟!! (صوت تستقيم نبراته وتستقر بعد اتضاح الرؤيا القائمة بين يديه مثل صولجان ملكي عتيق مختوم بحروف حكايات خالية من النهايات المؤلمة، الباعثة على الآسى صوت كلما شدته لحظات الإنهزام الى قوسها إنطلق مثل سهم مخترقاً حجب المستور)/ماذا إن كنت بعد غياب كينونتك فعلك خديعة وسؤالك إفتراء،،تكون أو لاتكون ما لعلة في الأمر أن عند أطراف الأرتكاس الملطخة بأنين القصب مشاحيف ضجر وتنهدات تثير ضغينة النسيان،ولد مرتبك الحواس يلاعب دونما هوادة مسرات البهجة ،ولد جريء فاضح للسر تمرغت ثياب خطاياه بغبار الكوانين فغدا مغرماً بمتابعة البياض الذي يعطل قدرات الأبصار بين جوانحه المرغمة على مواجهة الليالي الخالية من الأهمية والاتزان،تحلق حنجرته من أجل تدوين لواعج الروح تأخذه بهدوء ناسك عارف بأهمية الوجد لترمي به داخل محارق ضاجة بالتوسلات التي لم يعتد أهمية وجودها في قادم حكاياته التي يدون/آه ما أقبح أن تحمل هذا السواد القاتم مثل صليب وتمضي باحثاً عن فجوات خلاص/أيمكن لولد محمول على بساط الأحلام تحقيق أماني إزاحة عبودية اللون عن كاهله؟/-الابواب موصدة والأقفال صدأت بعد أبصار علامات الرفض وضياع قيمة الوجود/العبودية سؤال عقيم الإجابة تقوده تواريخ وقحة تثير الضحك المريب والاشمئزاز/ كلما دنت روحه من صروح القبول تعالت صرخات الرفض و الإحتجاج المكبلتين بسلاسل الإمتنان والقبول/!!كلاهما يلتفت الى خطوات المرامي المقصودة لكن سعة المشهد تؤجج في أعماقهما غضباً لايحتاج لغير حطب ليمنح الاضاءة انبهاراً وقوة ،تلاحقهما دعة الأستمرار التي يرومان من خلالها الإمساك بقرني التحديات العارفين استحالتها والرضوخ لما يصبوان اليه،(الأول كان ولداً شرب اسوداد سخام التنانير بجرأة مجنونة تدفع الى السخرية ،فارع الطول،يشبه بانحناءة جسده رمحاً مبتور الرأس خرج من دوامات حروب كان يعد أيامها بسقم وكراهية .بقايا وقح مكبلاً باغلال خساراته الراعفة عبودية مغطاة بأكفان القهر والشذوذ وضياع قيمة السؤال قبيل قيمة الإجابات ..ولدٍ يعرف بيقين بأسرار الجمال أنه لايستطيع الهروب عمداًمن وجوده الكاره للنجاسات وملاعب الاحتقار التي ما اوصلته لغير عواصف الفراغ ،يتمنى لو منحه اللون الفحمي الشديد القتامة خصوصية تعطيه مايريد، لكن الوصاياالتي يتابعها بنهم ما علمته سوى كلمة واحدة تمتد من عمق الأيام غير العارف لكيفةسبر أغوارها الى أعماق الأنتهاء الخالي من قدرات الجذب والإنتباه— يمكنك التخلص من كل ما لاتريد سوى عبوديتك ذاك تاريخ لايجب نكرانه أو النظر إليه بعيون الإحتقار وعدم الرضا والقبول،،مالك لاتبصر الى المغايرة التي لايحملها سواك اللون لايجب أن يكون عقدة توقف مساعيك خدما تشاء من عتمة الليل وأنثره فوق هامات الإعتياد لتبصر كيف يتغير هذا الكون الخائف من مواجهته،،!! —- عقيمة أحلامك يابن منابت الطين لأنها ماعادت تمح قيعان قبولك مطامحها ،كلانا تعطله الاسئلة وتجلده الإجابات بسخاء مرير يدمر مرادات الافئدة التي أشاعت رغباتها عند ضجيج الشوارع وخمارات الليل المقامة عند هواجس أضرحة الخدر (يصرخ)كلما إزدادت البنادق بطشاً أتسعت رقعة رفض الحروب التي هجمت مأوى أحلامنا //قبيح ذاك المعلم الذي كان يلقن مخاوفنا ما أن نحط صباحاتنا الافلة الزهو بين يديه..نموت نموت ويحيا الوطن!! — معلمنا ماذا يعني الوطن الذي نموت لكي يحيا،، ومن يتذكر الغياب في وطن محنته البقاء حياً فوق برك من دم؟! — معلمنا القصب الذي جففته أناشيد الفناء صيرنا أرقاماً فائضة عن الحاجة كلما توغلنا في البحث عن ذراتنا رفرفت فوق جماجمنا رايات الادانة والكراهية!! — معلمنا ما الاوطان سوى نحن ومحال بقائها دون وجودنا،.الوطن إنسان لا أكداس رصاص !! /تغدو المسافة بين خطوات الإختيار وما يؤكد إخضرارها،مجرد هذر يود الإمساك بمقود الغايات،عله يسوقها الى مايشتاق إليه ويصبو،كلاهما الغاطس بالفحم والملهم بنايات القصب ،يتلمس نشوة الإرتقاء وإن كان بطيئاً على ما افترضوه قمماً توصلهم الى شاهق المجد الذي يودون التعلق بأذيال وضوحه،افترقت المسارب لتأخذهما الى ما لايعرفان من الوجوه النكدة المعشر ،الفحمي الهيأة سطرته بعنف الرفض محاولات لملمة فحوى البياض،جلس صاغراً مداعباً لواعج استسلامه المحصورة بقلق جلي فاضح يستقر بين دفتي الأزمنة التي طوحت به الى مابعد لهاث النسيان، حطمت أماسيه عذوبة إحساسه بالضياع ولا جدوى، قال—- ماكنت أتمنى الركض مثل مخبول بين مدينة راكدة وثانية ترى اليك مثل نفايه… أسود ،قمي..تافه لانحتاج الى من يحطم صفاء مدننا!! قال— خيارك أنساك مهازل أحلام التي رفضت التنازل عنها حتى وأنت تمتلأ حنينا عند سواتر الموت!! قال— ما بت اصدق أن الخطايا اقعدتنا على مساطب الإنتظار الفاقد لجدواه!! قال— أوكنا نداعب ليالي العبث من أجل الوصول الى الاشيء..؟ قال— هذا ما نبدو عليه،،فرارك أنهى أزمة اللذه وأوقف طوفان معنى أن نكون! ( كلاهما يشعرأن أحمال خسارته ازدادت ثقلاً وعليه التخلص من وجع المخاوف التي لايعرف الى أين تتجه، ومافائدة السعي وراء أشباح أوهامهم المتكاثرة مثل برغش حط فوق جسد بقرة نافقة، حاولا الإمساك بطرفي خيط اللعبة التي رافقهم لسنوات خالية من وضوح العد، كلما نادت أرواحهم ابتهاجاً لاكتشاف الفكرة التي يصنعان منها علامات بارزة مستحيل ردم رأسيهما بوابل من الأفكار الوقحة الغاضبة قال الأول—-أيمكن الوصول بعد رحلة التفاهات غير الراغبة بالانتهاء؟!! قال الثاني—ليس ثمة من معنى للبحث عن وصول يتكيء على شيخوخة هرمة ما أستطاعت إجتياز طريق مراميها!! ( المسرح ضاج بأولائك الذين تجمدت خطواتهم أمام مشاهد تطالب الرؤوس بالعودة الى حيث تنبت النايات..كلاهما سادر في حلم محال التحقيق.. قال— دعني أغنِ!! قال— ليتك جعلت من حنجرتك آخر محطة من محطات النشيج!! قال— ما كنت أقدر على هذا،،أتعرف معنى واحد مثلي مجبول على صناعة الأحلام تطارده وحشة الليالي،،أخذتني المسافات بعيداً وما عرفت للعودة درباً! قال—كان عليك التمسك بحبال الرجاء لكنك جعلت من ضياعك مصيراً فما قبضت سوى أسئلة ملوثة بتراب حرائقها!! قال—جد ليَّ درباً!! قال—ليتني أستطيع ضياعك هناك هو ضياعي هنا،، معادلة تافهة بحدين!! قال— ليتك تستطيع….!! قال…. ليت…ت…ك ..ك..ك..)!!

شارك مع أصدقائك