عالية محمد علي
…
من غزو البرودة أريكتي
أعدو خلف الظل
فأتعثر بالذكرى
والزهور تراودها قطرات
ندى
مال عليها الغبار فأردى
الوانها
أصابعي تجمدت منذ
أخر رسالة كتبتها
والقهوة باردة
وطعمها طعم امرأة
كتبت شيئاً ما ومضت
الثلج قاضٍ جائر
وقلبي متهمٌ بالدفء
شديد الوطأة ذلك الصفر
اللامرئي
الذي اغتال وضوح المرايا
ستائر كالشفق القطبي
والشبابيك مطلّة على بحر الوجوم
تئن تحت وطاة الريح
برد برد برد
أحتضن ضوء النهار بقوةٍ
في خلايا دمي
لكن البرد يمنع الوهج
عن السريان
الثلج في كأس الشاي
وفي الدواة والحبر
أمسى صخرة
كيف أتحايل على السطر العاري عن الحروف؟
فكان إن كتبت ببعض دمعي
لتنبجس الف بنفسجة دفعة
واحدة
وتبتل الورقة بالعطر
وتغرقُ بحلم منسي
لمركبٍ يشقّ القطب الشمالي
لروحي
يالتلك الرؤى
متى تنتهي؟
ظننت ان الزمن الكسيج
سيخطو يوماً ما
وها هو يتعكز امامي
على ذكرياتك
التي تحبو كقطيع أهوج
من النمل الاحمر
ها هو الزمن يعجزُ
مرة أخرى عن امتلاك التوقيت
حضورك نتفٌ بيضاء
تشي بالمطر البارد
لشوارع
عجزت عن جمع اقدامنا الغارقة
بالمستحيل
ياللوعة ، حين لاتكون قادراً
على ترجمة ما تريد الى
كلمات
ففي الروح من الصقيع
ما يجمّد نظرات
المارّة
ليسكن الرصيف ويستكين
منشارُ البرد
يؤكد هيمنة مواسم
الفراق
وسطوة شتاء الروح .