مراجعة رواية ((انتحار تكتيكي)) للأديبة د. تهاني محمد

شارك مع أصدقائك

Loading

_الهادي_نصيرة

 

العنوان

مناسب لمحتوى أحداث الرواية.  نبذة عن الرواية : رواية تصور لنا الواقع العراقي خلال الحرب العراقية الايرانية، وتنقل لنا وضع البلاد بعد التغيير السياسي الذي جد سنة 2003.. وفي خضم ذلك الواقع الرازح تحت وطأة الفوضى والحرب والدماء والخوف، تنمو قصة حب مفعمة بالمشاعر القوية والمفاجآت وتشوبها فترات ضعف وفشل ومواقف صادمة الشخصيات : وقع تقديم الشخصيات الرئيسية منها والثانوية، المنتمية إلى مختلف الطبقات الاجتماعية( الفقيرة و المتوسطة والمرفهة) . أما العلاقات الرابطة بينها؛ فقد تراوحت بين التواصل والانسجام والتعارض والتصادم، فضلا عن أن هناك ربطا وثيقا بين الشخصيات، واتضح أن تطورها كان مناسبا لتطور أحداث الرواية.

الحوار:

جاء سلسا رشيقا مناسبا للشخصيات والمواقف. هذا الحوار الذي نجحت من خلاله الكاتبة في كشف أسرار الشخصيات وطبائعها، وطرق تفكيرها. وقد كسا الحوار روح السرد بعيدا عن الإسفاف والإملال، وكان استخدامه موفقا من بداية الرواية حتى نهايتها.

حبكة الرواية :

مصاغة بشكل جيد، وتتابع الأحداث جرى بصورة منطقية ومنظمة، حيث يتصاعد الصراع، وتتصاعد الأحداث، شيئا فشيئا، لتصل إلى ذروتها، قبل أن تشهد انفراجا وحلا للعقدة. 👈 الرؤية السردية : تركز السرد في الرواية على أدق التفاصيل وذلك من خلال “الرؤية من الخلف” او “الرؤية مع”. 👈الحوار : حضر بشكليه الخارجي، والداخلي. 👈 اللغة جاءت بالعربية الفصحى واضحة المعنى، وثرية بالصور البلاغية، فبدت لغة سردية ذات مستوى عال.

ايقاع الرواية :

متزن، مناسب للقارىء وليس من نوع ذلك الايقاع الذي يجعل القارىء يلهث لكي يلاحق تتابع الأحداث وتسارعها. أما عن القيم، فقد برزت في الرواية بعض القيم الايجابية كالحب ، والإخلاص للوطن، والوفاء، والتضحية، والاعتراف بالجميل… وبعض القيم السلبية كالميل إلى الشر، والانتهازية، والوصولية، والتنكر للماضي، والاستغلال، والتطرف الديني، والعدوانية، وتدهور الأخلاق، والفوضى… 👈الزمن : وقع توظيف كل من الزمن الفيزيائي والزمن النفسي بصورة جيدة.

المكان :

الفضاء القصصي الذي دارت فيه الأحداث توزعت فيه الأماكن بين أماكن مفتوحة(الجسر، الحقول، المزارع…) وأماكن مغلقة( الزنزانة، المستشفى، الجامعة…) 👈 النهاية : لم تكن سعيدة، بل حدث ما يسمى بالهاوية الدرامية… وقد تركت للقارئ ليستنتج بنفسه…

الخاتمة: جميلة ومعبرة.

أخيرا نقول بأن الرواية جميلة جذابة، مشوقة وتستولي على كل تركيز القارىء أثناء القراءة.

اقتباسات : ✓ما زلت اذكر ما أقدمت عليه في تلك الليلة، حيث كانت خطتي ان أستغل وقت هجوم العدو، وبداية معركة كسابقاتها…. ✓ كان ليدها ملمس الحرير الهندي، يعبق منها عطر أزهار الياسمين الشامي، أناملها البيضاء الحريرية تداعب خصلات شعره المجعد، وتخاول تفريقها وبعثرتها بشقاوة… ✓لا تخذليني يا ندى ..كوني وفية لحبنا، وابتهلي إلى الله ليمنحني القوة كي أعود… ✓ كم يزعجني هطول الرصاص الآن على الجسر ..لا احد غيري هنا..أنا والجسر والرصاص.. هل سئمت الحياة أم إعتدت الموت؟ رواية متميزة أنصح بقراءتها مع تمنياتي للكاتبة الدكتورة تهاني محمد بالتوفيق والنجاح في انتظار المزيد والمزيد من إبداعاتها الروائية

شارك مع أصدقائك