مؤسسة حسن صعب للدراسات والابحاث تكرّم رئيستها

شارك مع أصدقائك

Loading

محمد  ع درويش

 

يحل علينا يوم المرأة العالمي وقد امتلأت الأرض بجثث الأبرياء من النساء والرجال والأطفال ولم يتحرك ضمير العالم الرسمي، ويبدو أن هذا الضمير أصبح في خبر كان، لكن الشكر كل الشكر لشعوب العالم التي وقفت وما زالت مع القضية الفلسطينية ومع غزة ضد حرب الإبادة والتطهير العرقي التي يرتكبها الصهاينة على ارض فلسطين الطاهرة والاعتداءات الغاشمة على جنوب لبنان.
فقد أثبتت المرأة الفلسطينية للعالم أجمع أنها بالرغم من القتل والتشريد والحصار والجوع والدمار بقيت صامدة تعلّم البشرية معنى الصمود والتشبّث بالأرض ومعنى التضحية من أجل الوطن، فهي اليوم أعظم مثال في تاريخ الأمم بالصبر والتّصدي والصمود.
وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة، مؤسسة حسن صعب للدراسات والابحاث، في بيروت، اختارت أن تقدم “تحية الى رئيسة المؤسسة، د.نعمت غندور صعب، “سيّدة لبنانية رائدة تميّزت بإنجازات في لبنان والعالم”. وأكدت رئيسة المؤسسة برسالتها أن المرأة ناضلت كثيراً لتًأخذ مكانتها في المجتمع، وهي لبنانيا ما زالتِ تناضل.
وتوجهت د.صعب بالتحية للمرأة اللاجئة غصباً عنها ولنضالها ودمائها وهروبها من بيتها حاملة أبناءها لتقهم خطر الحروب ونار المعارك.
واضافت لنقف دقيقة صمت وصلاة إحتراماً للمرأة وعذابها في المناطق الملتهبة حول العالم.
كما حيت د.صعب كل إمرأة سعت وحققت وأنجزت، وصمدت وناضلت وعملت فأثبتت حقوقها ودافعت عن وجودها، إمرأة بذلت جهوداً طيبة ولو على نطاق بيتها وعائلتها وتربية أولادها فأسهمت في نشر ثقافة السلام والتسامح والمحبة في بيتها ووطنها.

ثم رحب المنسق الإعلامي لمؤسسة حسن صعب للدراسات والابحاث الزميل محمد ع.درويش بالرئيسة د.نعمت غندور صعب قائلا “تحية لك يا قدوةً لكل إمرأةٍ على شجاعتك سنبني حلمنا، على شجاعتك سنبني وطن المستقبل، وطنٌ يعطي الفرص لجميع أبنائه.
هنيئاُ للبنان بأمثالك، عشتِ أيتها الرئيسة، عاشت المرأة اللبنانية، عاش لبنان.”
واضاف درويش قائلا لقد كان للدكتورة صعب دوراً هاماً في تعزيز مكانة المرأة وتمكينها في مسيرة الوطن.
وختم درويش قائلا د. صعب كان لها أثر كبير في الخير والمحبة، وكان لها عميق الأثر في صناعة المشهد الإنمائي الجميل في بيروت والشمال والجنوب والبقاع وجبل لبنان. من خلال تأسيسها مع رفيق دربها وشريك حياتها زوجها الراحل الدكتور حسن صعب جمعية “ندوة الدراسات الإنمائية” عام 1964 ‏بحلقة من عشرين أستاذا من أساتذة العلوم الاجتماعية في جميع جامعات لبنان. وافتتحت نشاطها بحلقات لم تعلن عنها استمرت لفترة عام. واستعرضت فيها المفاهيم العصرية للإنماء وتأثيرها في تفكير اللبنانيين. ونشرت أبحاث هذه الحلقات في كتاب الندوة الأول : المفاهيم الحديثة للإنماء في لبنان. وافتتحت الحلقات بالبحث الأول، الذي تناول مفهومنا للإنماء طارحا التساؤل ‏عن وجود إيديولوجية إغاثة حديثة ؟ واعتمد كمحور للبحث المفهوم والتأمل المتكامل للإنماء، الذي يتجاوز مدلوله الاقتصادي إلى مدلول اجتماعي ثقافي مؤسسي. وهذا المفهوم الإنمائي الواسع الذي اعتمدته الندوة، منذ عام 1964 ‏، يمثل أحدث ما تطور إليه التفكير الإنمائي مع مزيد من التركيز على إنماء الإنسان : كل إنسان وكل الإنسان.
وتضم لائحة منشورات ندوة الدراسات الإنمائية مجموعةً قيّمة من الكتب التي تغطي معظم جوانب الإنماء في لبنان والمؤتمرات الوطنيّة للإنماء التي أطلقها الراحل د.حسن صعب في السبعينيّات من القرن الماضي، عندما كان الأمين العام للندوة.
لقد كان شعار د.صعب آنذاك “إنماء الإنسان…كل إنسان…وكلّ الإنسان”. ولقد تمكّنت ندوة الدراسات الإنمائيّة من خلال المنشورات الدوريّة من الإسهام الفعلي في عمليّة إنماء الوطن وتقديم الدراسات القيّمة حول المواضيع الإنمائيّة المختلفة في جميع المحافظات. فمن سياسة الانماء والتخطيط، إلى تربية جديدة في سبيل لبنان جديد، إلى المراجح المؤسسية والتوثيقية لإنماء الموارد الإنسانية، إلى مشروع قانون الانتخاب النيابي الجديد للجنة الأحزاب اللبنانية، إلى سياسة التخطيط للثورة العلمية التكنولوجية العربية،  إلى الانماء السياسي والعملية الانتخابية في لبنان، وغيرها الكثير من القضايا التي كانت وما تزال محور النقاش الوطني.
لقد بذل د.صعب جهوداً مضنية في سبيل اشاعة التوعية الإنمائية بين المواطنين اللبنانيين الموجودين سواء منهم في القطاع العام او القطاع الخاص، وذلك لأن انماء لبنان، اي تطويره من دولة نامية الى دولة متقدمة يستدعي المشاركة الخلاقة من قبل جميع المواطنين، ويتطلب تكامل القطاعين العام والخاص في وضع السياسة الانمائية وتنفيذها. ومنذ انشأها وحتى رحيله بذل جهوداً جبارة في سبيل الغاية التي استهدفتها معتمد بذلك تنظيم المؤتمرات والحلقات الانمائية والعلمية اللبنانية والعربية والدولية. وتنشر نتائج مؤتمراتها وحلقاتها في كتب بلغت اربعون كتاباً اولها كتاب المفاهيم الحديثة للانماء في لبنان، وسلسلة كتب أصدرتها في ثمانية اجزاء حول استراتيجية الثورة العلمية التكنولوجية العربية، وكتب إنماء المحافظات، ورؤيتنا الإنمائية الإنسانية المستقبلية.
إنماء اليوم والغد هو غير إنماء الأمس!
فالتحدي أكبر.
لكن الإستجابة من شعبنا النبيل ستكون هي أيضاً إستجابة خلاقة أكبر!
وختم بقول للراحل د.صعب “إننا ملتزمون بالعمل لإنماء الانسان · كل الإنسان وكل إنسان. وان المحنة العاتية التي عاناها الإنسان وتعرض لها الانماء من خلال الحرب الضاربة في وطننا العزيز لبنان عمقت تملقنا بهذا الالتزام ولم توهنه. ولن نستهين بخطورة ما حدث ولا نستخف بتحدي البناء الأشد خطرا. وإذا كنا نحتاج لمواجهة التحدي، لتعبئة شاملة لمواردنا وطاقاتنا ولتعاون فعال من إخواننا وأصدقائنا لإعادة البناء الأفضل، فإن حاجتنا الأولى والاهم هي لاستعادة ثقتنا بإنساننا واستعادة إنساننا ثقته بنفسه وبأخيه الإنسان ولاستعادة العالم ثقته بإنسانيتنا المنطلقة في سبيل التعمير والإنماء لا في سبيل التدمير والإفناء.
شكرا لمن يعملون معنا للبنان الذي كان وما يزال يعمل دائما في سبيل الإنسان كل إنسان وكل إنسان.

شارك مع أصدقائك