حسين العبيدي
عبد اللطيف
كان مكتظا بالحياة
وبالقصائد
لا يأخذ قيلولته
أو نصيب عينيه
من النوم
إلا بعد أن يأخذ
قضمة من تفاحة
طازجة
ويضع باقة من
شعر لوركا
عند رأسه المائج
بالأمنيات
كان نقيا كما ثلج
ندفته السماء توا
صافيا من أي شائبة
كما هي الينابيع
تفوح منه رائحة
طيبة أهل الجنوب
تلك الطيبة العجيبة
التي لا يلبس قمصانها
إلا الأنبياء
لم يكن يفرط في
الكلام إلا لماما
لكنه كان مفرطا في
شهوقه بالشعر
كما نخلة تفلي الريح
سعفاتها في الأعالي
له مهارة ساحر
في استدعاء القصيدة
وقتما يشاء
فتأتيه عدوا طائعة
لتجثو بين يديه
هكذا كان شعرا يمشي
على الأرض
في العشار
والبصرة القديمة
وعلى ضفاف الخليح
لكن الموت قوضه
باكرا
بعد أن ظل وحيدا
على الساحل
وقد تركته المراكب*
حسين العبيدي/بغداد
الأربعاء 8/ 11/ 2023
————
* اشارة إلى مجموعته الأخيرة ” وحيدا على الساحل تركتني المراكب ‘ .