رسمية محيبس
انتهت قرائي لرواية غريزة الطير التي كتبها الشاعر عبد الزهرة زكي وهي الكتاب السردي الثاني له بعد كتابه الأول( واقف في الظلام ) وهي رواية في ادب السجون وقصة اعتقال شاعر معروف زمن النظام السابق وتأتي روايته الثانية (غريزة الطير) وهي وثيقة تاريخية مهمة لفترة ما قبل الحرب وما بعدها وسقوط النظام. وتستعرض أحداث كثيرة في الرواية. التي تعتبر بصرية بامتياز. المؤلف بصري الولادة والطفولة، رغم إقامته في العاصمة. كل كلمة وجملة وعبارة تتغني بحب البصرة، وهذا يأتي من خلال الأحداث والحوار والشخصيات وحتى عندما تنتقل هذه الشخصيات إلى أماكن وبلدان أخرى فإن هذا الحب ينتقل معهم إلى هناك ويعبرون عنه من خلال مكالمة أو محادثة مباشرة. ولم يتجاهل الروائي أي حدث مهما كان صغيرا حتى غزو الكويت وما نتج عنه من حصار وحرب وتأثيره على علاقة الشخصيات ببعضها البعض. لا يوجد بطل مطلق، لكن البطولة تتوزع بين كل الشخصيات: آدم، فوزي، دكتورة إيما، سهاد، زيني، نهال والعديد من الضحايا. الجميع يشترك في صياغة الحدث والبطولة هنا. ولم ينس المؤلف مقتل الشاعر البريكان، يمر به مرورا سريعا، لكنه يحلل شخصية الشاعر القتيل من خلال نص من قصيدة البريكان ( النهر تحت الارض) ، حيث قام بتحليل النص وفق رؤية نقدية، مقارنا بين الشاعر المتخفي وذلك النهر الغامض الذي يتدفق تحت الأرض نحو مصبات مجهولة، واعتبر الكاتب هذا النص وثيق الصلة بمصير الشاعر القتيل وهو تحليل منطقي ونقدي كل جملة تتحدث عن جمال البصرة واحيائها وطيبة أهلها. أردت أن أكتبها هنا، لكنها مجرد إشارة إلى رواية عظيمة مليئة بالأحداث. حيث برهن عبد الزهرة زكي أن بإمكان الشاعر أن يكتب رواية وقد يتفوق على الروائي. يمثل الهجوم على بيت آدم وأصابته وقتل كل معالم الجمال البيانو واللوحات يمثل محطة جديدة في سيرة مدينة كانت تقدس الفن والجمال والإبداع بكل صنوفه وحين حل الخراب شوه وجه البصرة وكل مدن العراق وبدأت مرحلة جديدة تكثر فيها المداهمات والاغتيالات ومهاجمة القوات الأجنبية ومن وصفهم الكاتب بالمجاهدين وهم مجاميع ارهابية تهاجم من يختلف معها كما حدث في قصة الهجوم على بيت آدم الحدث الاخير جدا مؤلم اعدام ناز والهجوم على دار آدم وإصابته يمثل نهاية الرواية ورسالة ناز التي انتظرت طويلا ولم تصل التركيز على العناصر التي تجوب البصرة وتقتل كل جمال فيها كان منتهى الابداع حقا يقظة آدم بداية مرحلة جديدة ربما كتب الشاعر جزء ثاني لها