حوار مع المبدعة العراقية ليلى عبد الأمير

شارك مع أصدقائك

Loading

حوار – الف ياء

حوار

حاورتها  شذى فرج

مهاد

طهت الحروف بالوان الحب والحياة ونضجت الفكرة عندها واللوحة والكلمات ‘ اعمالها بطعم الفراولة وحديثها الشيق بطعم الكرز وبساطتها تحلق بها ببساط الريح الى قلوب الناس التي تعشق الجمال والحب’  ‘ تلك الفراشة التي بدأت طفولتها بحسها العالي وشعورها بالمسؤولية ‘ وفاة والدتها وهي بعمر مبكر اعطاها تحديا كبيرا فهربت من الحياة الى الفضاء الاوسع والاجمل ( الحب)

بالحب تكتب وبالحب ترسم….إنها الشاعرة والتشكيلية ليلى عبد الامير ..

…..

*-عندما تصطادين الوقت لفكرة ‘ هل تبدأي بالرسم  أم بالشعر ؟

— طبيعي هناك قاسم مشترك بين الرسم والشعر وهو الموهبة بالدرجة الاساس والمشاعر والاحاسيس الجياشة وموسيقى الروح  والاختلاف بينهما طبعا بأدوات التعبير ..

الشعر اگيد يعتمد اللغة والرسم الالوان وانشاء اللوحة وفق تكويناتها.. *- لوحاتكِ   تميل للتعبيرية الواقعية ،  هل جربت ان تخوضي مدرسة اخرى للتشكيل   لكي تخرجي من نمط الواقعية؟.

— نعم لي تجارب في الخوض بالتجريد التعبيري…والسريالي ..ولكني اجد نفسي اكثر استرخاءً ومتعة بالرسوم الواقعية التعبيرية… والرسوم الانطباعية…بحيث تكون الالوان والتكوينات الطبيعة كأنها كائنات تحس وتنطق وتعاني تفرح وتتألم ..ذلك هو الحس التعبير.

*- هل في رأس ليلى عبد الامير خيال لوحة لم ترسمها بعد ؟

— نعم لحد الان لم ارسم اللوحة التي تشفي طموحي، والسبب اكيد ازدحام المشاغل البيتية والنفسية والمزاجيات واشياء اخرى تجعلني مزدحمة بمخاضات لاطائل ولا خلاص منها ..  هكذا كأي إمرأة عراقية مكبلة بهموم اجتماعية ضمن انظمة واعراف استبدادية متنوعة تسلبها استقرارها   لها اول وليس لها آخر… تجهد نفسها كي تستطيع تحقيق بعض طموحاتها ولكن… دون جدوى..

وهذا يرجع الى ان المجتمع يرزخ تحت ظل حياة تخلو من انظمة وبنى تحتية تقوم على خدمة الانسان العراقي  من جميع النواحي

*-اذا تاثرت بلوحة ‘ كم تستغرقي بالوقوف امامها .

وأي لوحة مازالت خطوطها لاتفارقك؟

— نعم انا أتأثر  باللوحات واهمها  لوحات  زوجي الفنان كامل حسين… ذلك الفنان الذي لم ولن يتكرر كانسان وفنان منتهى الصدق… اقف امام لوحاته ساعات طويلة…

كل واحدة عبارة عن عالم انساني ممتدد  له بداية وليس له نهاية .

*- الشعر ‘ هذا العالم الرائع المتخم بالحروف الذهبية ‘ هل خفف من معاناة ليلى عبد الامير أم كان سر سعادتها ؟

والشعر ساحر تمكن مني وسحبني بكل قواه العقلية نحوه… لطالما يغرينيفالشعر بالنسبة لي فيض مشاعر انسانية ينهال عليَّ كالبركان ..يتفجر طالما هناك حداث اجتماعية تترك اثارها السلبية المجحفة على الانسان والمجتمع  او احداث سياسية ذات طابع مزري مضطرب وغير واضح المعالم ايضا تترك اثارها  الموجعة وهما الحدثان مرتبطان بعضهما البعض…  تلك المواضيع تستفزني مما تجعل الحروف تتدفق ولا تهدأ إلا بعد ان اشفي غليلي بسكبها على الورق…

ولكن هل الشعر يوفر السعاده.. ؟

طبعا لا !ولكنه يخفف المعاناة عن كاهلي… وربما يمنحني بعض الراحة النفسية…لان مانتمناه لم يتحقق ألا هو رفاه الانسان ..سواء رجل أو امرأة

*- كم المساحة بينك وبين الكلمات’ هل تغفو معك أم تؤرقك؟

— الكلمات تقاسمني العيش منذ ان دب الوعي فيّّ… هناك دفتر وقلم يرقد تحت وسادتي اكتب ما يجول في ذهني من المفارقات اليومية  فالاحداث التي تمر علي خلال اليوم  تخرج هنا على شكل انشاء بتعبيرات قصصية !  انه الاحساس العميق المبكر بارهاصاته لطالما ارقني وسبب لي الارهاق اعتبره حاجز مؤذي بين ذاتي عالمي.. وراحة السريرة  ..انه الاحتدام المرهق… بحيث افقدتني مشاعر السعادة والاستقرار ومتعة مراحل العمر التي يمر بها كل انسان ، حتى طفولتي لم تكن سهله وممتعة ومع انني نشأت في عائلة ميسورة ولكن .اشعر في داخلي فضول ممل لكل الاحداث التي اسمعها حولي وفي محيطي الملاصق المحيط الذي اعيشه لم تمر الاحداث في ذهني مرور الكرام كانت تورقني حد البكاء .فالكلمات رفيق قريب لقلبي وروحي…لم تهدأ ولم تستكين نعم تؤرقني كثيرا حد التعب … كم أحاول ان اتحايل عليها اتوسل بها كي تهدأ وتغفو معي… أحيانا تستجيب بربع اغفائة ولكن سرعان ما تستيقظ وتوقظني الى ساعات متأخرة من الليل  …هنا ماعليَّ إلا ان استجيب لها…

*- اي الالوان تسدعين  قبل غيره في رسم لوحتك ‘ ولماذا ؟

— كل الالوان تغريني وتسحبني نحوها وافضلها تباعا دون تمييز لانها ترتبط مع بعضها البعض برابطة المزج ، حينما تمزجين لونين او اكثر على الباليت يخرج لونا مغايرا لم نتوقعه تلك متعة يحبها الرسام ..عدا اللون الاسود لا أستعمله لانه يربك الالوان…ويصيبها بالعتمة.

*-هل العوالم الساحرة تضيف للشعر رونقا أم خزين الكلمات ونسجها أم المواقف والشعور؟

— المواقف والمشاعر هي سيدة الشروع بالقصيدة وهي القضية المهمة التي تؤجج وتستفز الشاعر وتجعله يطيعها.. ولكن لابد من وضع لمسات ساحرة وبتلقائية مع نسج الحروف ليصبح النص ممتع ومقبول لدى المتلقي كالموسيقى تريح النفس بالاضافة الى الاهتمام بسلامة اللغة .

*-الشعر العمودي والنثر والومضة والنص السردي ‘  أي الاشكال اقربهما الى روح ليلى عبد الامير؟

— اميل الى قصيدة النثر وهي الاقرب والاكثر أثراً وأستجابة الى قلبي وروحي، واحيانا تكون الومضة هي المتسيدة وتفي بالغرض المطلوب وتشبع ذات وروح الشاعر ..فالومضة ايجاز مختصر لحالة مهمة يحركها ويستفزها حدث آني.

*-متى يدق ناقوس الشعر عند ليلى  ، وما طقوسكِ في الكتابة ؟

— الشعر مسؤولية وقضية انسانية  كبرى ..والشاعر إبن مجتمعه و بيئته وهو اللسان والضمير الناطق عما يحدث فالشاعر فنان يتوقد احساس مايعانيه المجتمع كتعبير وجداني خالص ..

والشاعر ان لم يؤدي رسالته ويتبنى الغرض الذي من اجله وجد الشعر فلا فائدة مرجوة منه ! انما يعتبر محض مؤدي لاتهمه غير ذاته يتغنى بها لاجل امتاع نفسه … هنا يبتعد عن مهمته في الخلق والابداع والمهمة التي من اجلها تكتب القصيدة …تلك التي تحرك ذهنية المتلقي وتستفز في داخله الاسئلة والدهشة ..لما يحيطه، وغير ذلك فهو شعر ليس مبدعا .

*- عن مجلة كالينا

شارك مع أصدقائك