*حاورته ضحى عبدالرؤوف المل – ألف ياء
يُغامر الشاعر والقاص «محمد الحديني» بالخوض فيما يُسمى بالشعر المتحرك في قصص تميل إلى المشهديات المفتوحة على لوحات غنية بالمغامرات، والأفعال والأحداث ومنها ما هو مختزل بصريا، ليمثل نوعاً من المنعطفات والتقلّبات المتعمدة في الحكاية أو القصة الطويلة التي ينفيها متعمّداً الدخول في السرد الشعري الحديث، ليحدث انقلابا ما هو بالجديد، لكنه فعليا يتماشى مع نكهة العصر وشبابية الإتجهات القصصية الغنية بالحركة المتجددة في كل قصة أو قصيدة ترتبط كل منهما بالتواصل الومضي ان صح القول بمعنى التماعات السرد المُخضب بالبصريات أو ما يشكّل المشهد المفتوح على ما هو متوقع ومع الشاعر والقاص المصري محمد الحديني أجرينا هذا الحوار:
تصنع تيارا من الدهشة وتدخل القارئ في دوامة الصورة القصصية خاصة إن صح القول، لماذا؟ وهل تنتفض على الموروث القصصي المتعارف عليه؟
*- أتصور أن هناك أكثر من وجه للعملة الواحدة، ولذلك أجتهد جدا في البحث عن المسكوت عنه من خلال نسج مشهد مغاير إما في قصصي القصيرة جدا أو في قصائدي المنثورة، وبالتالي تأتي اجتهاداتي هكذا مختلفة وغرائبية نوعا ما. فالعلاقات المستترة بين الموجودات والكائنات هي ما تشغل بالي. وأظن أن الدهشة تحدث إذا نجحت في ذلك، فالأدب إضافة إلى كونه يصوّر الواقع ويجيب عن تساؤلات هو أيضا يطرح تساؤلات جديدة مغايرة للمألوف. أصدقك القول أني أكتب هكذا دون وضع التمرد أو الانتفاض على الموروث لأن الموروث والمألوف هو نقطة انطلاقي إلى غير المألوف.
محمد الحديني وتأثّرك بفن الصورة السريعة أو المشهد المعقّد المهيمن على حدث في الحياة، ما رأيك؟
*-لا خلاف أن المشهدية أو الصورة القصصية والشعرية تسيطر عليّ بنسبة كبيرة وخصوصا المنمنمات والمشاهد الصغيرة. فربما أنتبه بشدّة لمشهد بطله شريد يفترش رصيفا وبجانبه قط ضال أكثر من انتباهي لمشاهد معتادة تحدث في شارع ما.
تهتم بالفضاء التخيّلي معتمدا على رسم لوحة تتركها مفتوحة لعدة تأويلات، هل تنتفض على المعايير القصصية أو تدمج رؤوس القصيدة في تعابير تثير علامات استفهام متعددة؟
*- من منا لم يقف متأمّلا لوحات سلڤادور دالي أو إدڤارد مونك أو غيرهما من الفنانين أصحاب الإبداع المختلف؟! مثل هذه الأعمال تستفز الذهن وتنشط المخيّلة وهذه هي غاية الفن والأدب في نظري. أنا شخص مولع بالرموز والشفرات والعلاقات غير الظاهرة إما داخل الكائن نفسه أو بينه وبين كائنات أخرى. ومن ثم فعملية الإدراك وما يستتبعها من تساؤلات هو ما يشغل بالي. { ألا تشعر أنك تمتلك كاريزما شبابية شعرية أو قصصية من خلال الانقلاب الأدبي في عصر الإنيمي الياباني واستقطاب الشباب بقوة له؟ – ربما يكون الأمر هكذا فعلا ولكن وللأمانة لم أقصد ذلك أبدا. فاجتهاداتي القصصية والشعرية جاءت تماشيا مع روح العصر السريعة المتغيّرة والمتقلّبة والتي استتبعها إما ظهور أو بعث لأجناس أدبية وفنون تعبيرية ترصد وتسجل بل وتطرح تساؤلات أيضا.
تجعل القارئ يشعر بالمتعة بجملة عاصفة تقلب المعاني رأسا على عقب، هل تريد ذلك في قصيدة النثر التي انتقلت إليها؟
*- القاعدة ألا قاعدة ولا مطلق فيما هو بشري، ومن ثم فالحياتان الواقعية والخيالية ممتلئتان بالتناقضات والثنائيات الضدية ولذلك فالأمر بالنسبة لي ليس غريبا حينما تنتهي قصة قصيرة جدا أو قصيدة بنهاية صادمة أو قفلة عاصفة.
ما هو حديث الآن ويمثل الصورة موجود عند إدغار ألان بو، هل تاثرت بشعراء وكتّاب قصة من الغرب ولمن تقرأ؟
*- بالتأكيد قرأت لإدغار آلان پو وتأثرت جدا به، لأنه كان مختلفا عن أقرانه وإضافة له قرأت لكثيرين من كتّاب القصة ومنهم: دوستايڤسكي وتشيكوڤ وموبيسان وبورخيس وتينيسي ويليامز وهيمنجواي وماركيز وغيرهم. أما في الشعر فقد قرأت وتأثرت بـ: تشارلز سيميك ووالت ويتمان وتشارلز بوكوڤيسكي وپابلو نيرودا وفريدريك لوركا ولويز جلوك وتوماس ترانسترومر وپول إيلوار وأفضال أحمد سيد وفروغ فرخزاد وغيرهم.
*- عن صحيفة «اللواء»