إشراف : الدكتورة سليماني عواطف
أستاذة درجة محاضر ” أ” عضو في المجلس الأعلي للغة العربية
#النص_الأدبي_بين_المعنى_الحرفي_والمعنى_السياقي_في الشعر الشعبي من المعلوم أن النصوص والخطابات تتأرجح بين المعاني الحرفية القائمة على التقريرية والمباشرة والتعيين، والمعاني السياقية المبنية على التضمين والإيحاء والاقتضاء والاستلزام الحواري والإنجازي. بمعنى أن النص قد يحتوي على ملفوظات وجمل دلالية تحمل مضامين قضوية إخبارية تنقل العوالم الذاتية والموضوعية الكائنة والممكنة بطريقة حرفية مباشرة، وقد توجد مجموعة من المعاني، وخاصة في النصوص الإبداعية، تحمل في طياتها أبعادا سياقية وتداولية وإنجازية تحتاج إلى تأويل واستكشاف وظيفي. وقد ميز سورل (Searl)في كثير من كتاباته التداولية بين المعنى الحرفي والمعنى السياقي المرتبط بالمقام والسياق والإحالة. وفي هذا النطاق، تقول فرانسواز أرمينكو في كتابها:” المقاربة التداولية” (1985م):” يعمل المعنى الحرفي والمعنى السياقي على مشكل الحدود بين الدلالة والتداولية، خاصة في الشعر الشعبي لانعكاس المعاني السياقية في ذات اللهجة من خلال الاختلاف بين فكرة المعنى الحرفي والسياق المنعدم، لقد دعم سيرل فيما يخص هذه النقطة أطروحات متطرفة ظاهريا .إذ يقوم أساس ما يقول به سيرل على شروط تطيبيق مفهوم المعنى الحرفي خاصة في تداخل معاني الجمل و الابداع في ضمائر المتكلم و تجدها في القصائر الشعبية السهلة في الإلقاء عند الشاعر محمد رحال ويدعمه في قصده كون المعنى الحرفي لجملة ما، لايعني عدم وجوده، بل نسبيته، بالنسبة لتصعيدات سابقة، يطلق عليها التصعيدات السياقية، في صيغة الكلام المقروئي وذلك خارج كل مايعترف به عادة، في خضوعه للسياق.أي: الإشارية، إلخ. ويقوم غرض سيرل على الطرح موضع تساؤل للفكرة التي يمكن بها، بالنسبة لكل جملة إدراك المعنى الحرفي لهذه الجملة، في استقلال عن بعض السياقات، كيفما كانت. وندعم كون مفهوم المعنى الحرفي لجملة ما، لايجد تطبيقه عامة، إلا بالنسبة لمجموع التصعيدات السياقية القبلية… ويعبر عن المفهوم الذي سأركز عليه في بعض الأحيان، بقولنا بأن المعنى الحرفي للجملة ما هو المعنى الذي نجد لهذه الجملة، في سياق الصفر، أو في سياق منعدم. وتقوم الإستراتيجية المتبعة عند سيرل على اعتبار الجمل، التي يظهر أنها تكون حالات مسعفة للفكرة، التي يكون المعنى الحرفي بموجبها مستقلا عن السياق، وتوضيح نسبية تطبيق مفهوم المعنى لجملة ما، في كل حالة، فيما يخص تصعيدات سياقية. وتأسيسا على ماسبق، فقد ميز سورل (Searle) بين اللغة العادية و الانزياحية فتجد الشاعر ينزاح بكلامه و بوله للهجة خاصة. وإذا كانت اللغة العادية لغة تحيل على الواقع، فإن اللغة الانزياحية ومن ثم، فاللغة العادية تقوم على مجموعة من أفعال الكلام، وقد حصرها في أنواع خمسة: الإخبار بحيث تبلغ مخاطبك خبرا صادقا أو كاذبا و غالبا من يطرح سؤالا في النهاية ، والأمر بحث تحاول أن تجعل مخاطبك ينفذ أمرا ما، والالتزام بحيث يلتزم المتكلم بفعل شيء ما، والتصريح بحيث يصرح المتكلم بإحداث تغييرات على العالم المتحدث عنه، والتعبير الانفعالي بحيث يكون الحديث عن الأحاسيس والمشاعر تجاه الذات أو الموضوع. بيد أن الصدق في الكلام العادي يختلف عن الصدق في مجال الأدب. وقد وضع سورل قواعد شروط النجاح التداولي في النص الأدبي الشعبي وهكذا، فعندما نريد تحليل النصوص والخطابات، ولاسيما الأدبية منها، لابد من التمييز بين المعاني الحرفية ذات الطابع الخبري والقضوي، والمعاني السياقية التي ترتبط بسياقها الوظيفي والإنجازي. ويعني هذا أنه لابد من الانتقال من مستوى الدلالة إلى مستوى التداول لتفكيك الجمل، واستكشاف أبعادها الوظيفية والسياقية مقاما وزمانا ومكانا، وهذا يشبه بشكل من الأشكال ما يسمى بالاستلزام الحواري. ويعلم الكل أن النصوص الشعرية طافحة بالصور البلاغية المجازية والمعاني الإيحائية، وهي تترابط شعريا بسياقاتها الإحالية والمقامية والنصية والوظيفية، وما على الناقد إلا استجلاؤها وتحليلها و تبيان وظائفها السياقية والمقامية. #
أرجوزة زبن الخندو
محمد رحال
وعلاش يجافو لي حبّو عمرهم ما خافو
يعادو اولافو من سبّة نكرو المعروف ؟
الباهي باوصافو مهما الزمان عليهم جافو
يبقو يكافو و يكافي الوقت المكشوف ؟
عادوني كافو و نفخو عليا ما رافو بارد اكتافو
غير باهي شاعر معروف دارو شافو
ما يلڨو كلامي في اسلافو
حزروني خافو حسدوني ڨالولي روف ؟
مكحول اشوافو سباني زينو و شفافو
محلا ارهافو لي شافو يهبل من الشوف
شفتو بخلافو ما نلڨي زينو في خلافو
دونو تعافو تحلف عمرك لا تشوف
بحري و ضفافو و موجو طايف بطفافو
الشاطر و مجدافو يدخل الطامي و يشوفو
عطاني المعبود
زين الخندود هباني زين الخندود عيون سود
عانود ولفي المڨدود