حين تطرق أبو الخصيب باب دارك !

شارك مع أصدقائك

Loading

د. سلمان كاصد

كل عام ومنذ طفولتي كانت لأبي الخصيب زيارة سنوية لدارنا ، تأتي بكل سلالها الخوص معبأة بجمال ضحكتها وطيبة أهلها وسماحة خلقهم
تذكرني بملاعب طفولتي مع أخوتي الأربعة بين صناديق الخشب المكسوة دواخلها بور ق أسمر مشمع تنتظر أن تعبأ بالتمور الذاهبة الى الهند ومنها الى أوروبا
تذكرني تلك السلال الآتية لدارنا بمدرستي في باب سليمان وببائع السكاكر اللامعة الملونة كالقزح عند زاوية بيت الهارون محاذية لرقبة الجسر ، تذكرني بالجسر الخشبي الذي يربط الأنهر النقية .
( رواية
تلك السلال تحمل حكاياتها ، روي لي أن خصيبيا منذ سنين طوال عرض أرضا لبيعها بثلاثين دينارا لحاجته لها ، فدفع له ٢٩ دينارا لكنه لم يتنازل لمعزتها في قلبه ولا يريد لها الا ان تكافأ بهذا الرقم .
جاء الغريب فاشتراها بما أراد .
بعد اسبوع قطع الغريب الشارع عنه)
كانت السلال زاهية الأشكال ولكن يبقى جمال الرطب هو سيد الهدايا ،
عنقود العنب مطروح على ورقته الخضراء خجول أن يكشف عن حباته الريانة الخصيبية النقيبية فيغطى بورقة خضراء غامقة أخرى وكأنه ينام على سرير من ورقه الذي ربما سيذهب ملفوفا ليكون غداء يصطف ثانية بأصابع رائعة متجاورة على مائدة الفقراء
كانت السلال زاهية بحبات التين الأسود المفلوق اللاصف أو الأبيض النادر الريان وهي تكشف عن حمرة جوفها السكري.
ولكن تبقى سلال الرطب صارخة بالجمال
من أهلي هناك في أبي الخصيب تأتي السلال الخوصية كل عام حال نضجها وهي محمولة بيد أخوي السادس والسابع جابر وعلي الطيب ، كل عام .. عادة لم تنقطع
شكرا لمن ذكرنا بها حين جاءني زائرا عصر اليوم فإذا به ( أسعد خلف) محملا بالرطب كي لا يقطع طريقا اعتدت عليه لسنوات طوال .
All reactions:

You, عبدالجبار التميمي, كريم جخيور and 111 others

شارك مع أصدقائك