عقيل منقوش
ليلة البارحة كنت هناك في مركز الفنون الاستعراضية الموسيقية، قاعة إليزابيث مردوخ في مركز مدينة ملبورن، لحضور عرض موسيقي مختلف، امتلأت القاعة بالحاضرين المتعطشين مثلي لشيء مختلف عن الموسيقى المعتادة، انها ذكرى الشاعر المتصوف جلال الدين الرومي حتى حضرت الفرقة الموسيقيّة التركية مع بعض العازفين الأستراليين، بدا العرض بوصلات غنائية أوبرالية تشبه الترتيل الكنائسي لثلاث مرات، كل مرة خمس دقائق أو أكثر، مما جعل البعض يتساءل عن العرض الصوفي المزعوم!!
استمر العرض لمدة ساعة هكذا، ثم بدأ العرض الآخر بمشاهدة حيّة لطقس الدراويش وهم يلفوف لفة الدوران الكونيّة بثيابهم البيضاء الواسعة وطرابيشهم الطويلة التي كانت ترسم شكل الوجود بدائرة تحاول الوصول إلى ذات الخالق.
كان مشهدًا مهيباً ورائعا مع الموسيقى التي أخذت تتصاعد بلحظات نشوة جعلتني في حالة ذهول واطمئنان غريبين.
لست أنا الوحيد حينما نظرت لبعض الحاضرين من العجائز البيض ممن حضرن على مقاعد متحركة تشبه عربات الدفع،
كان صمتًا مطبقاً وكأن جميع الحاضرين في رحلة تطهير روحيّة،كل واحد بطريقته الخاصة حتى انتهى العرض بتصفيق عال استمر لدقائق مع وقوف الحاضرين،
سمعت سيدة تجلس خلفي تقول:” نحن بحاجة لثقافة مختلفة تجعل الحياة أكثر متعة”
أقول :نعم نحن بحاجة إلى قبول بعضنا،معانقة بعضنا، والاعتذار لبعضنا وهذا الأهم في رأيي،
كان من بين الحضور حفيدة مولانا جلال الدين الرومي من ٢٢ جيل واسمها أسين جلبي،
ملبورن منقوش.ملبورن ٢٠٢٣