حوار مع الكاتبة السورية راغدة السمان .. حاورها عقيل منقوش  

شارك مع أصدقائك

Loading

الكاتبة السورية راغدة السمان

حاورها عقيل منقوش

 

مهاد

الكاتبة السورية  السمّان أديبة وكاتبة للقصة القصيرة، والشِّعر  تقيم في سيدني ،

تخرجت من كلية الآداب قسم اللُّغة الفرنسية-جامعة دمشق،

درست اللاهوت من بطريركية الملكيين الكاثوليك- دمشق،.

حائزة على شهادة الغراند ماستر في الرِّيكي الياباني من مدرسة حامل المسك لعلوم الطَّاقة الحيوية والإنسانية -دمشق

نالت شهادة مدربة، ومعالجة في رموز الرِّيكي الياباني، والكوني، والهندسة المقدسة من الأكاديمية البريطانية.

تهوى الرسم والتصوير الفوتوغرافي

شغلت منصب مديرة شركة داري للنقل البحري- دمشق

تكتب باللغة العربية، وتنشر نصوصها ومقالاتها في جريدة التِّلغراف الأسترالية، ومجلة عرب أستراليا ، ومجلة المثقف، كما تنشر كتاباتها على منصات التواصل الأجتماعي، وفي بعض الصحف الإلكترونية.

لها مجموعة كتب ستصدر قريباً :

١حروف قلب.

٢رفيف.

٣الذَّات الإنسانية

سبق لها ان شاركت في ديوان شعر ، مشترك ، بعنوان ( طيور مغادرة).

كان لمجلة ”  ألف ياء ”  هذه الحوارية من  أجل الإضاءة على تجربتها الإبداعية  والإنسانية .

 

هل الكتابة محاولة للبقاء في التاريخ أم خروج على التاريخ؟

***الكتابة هي ذاكرة تاريخ وذاكرة أجيال، للكتابة  أهمية بالغة في تطور الفرد، على ان تحمل في مضمونها الصدق والأمانة ،وأن تتوج بروح شفافة واضحة المعنى فالمصداقية هي من اهم العوامل لنجاح أي كاتب يتحمل مسؤولية كلمته

الكتابة تشبه كل الأشياء التي تحيطنا إن لم تكن قابلة للتطور ومواكبة العصر وإضافة صفحة جديدة  في تاريخ الحياة فالأجدى تركها . منذ آلاف السنين ومنذ ظهور الحياة على كوكب الأرض وأدمغتنا تتطور ، نزداد مهارة وليونة ومعرفة ، نزداد تحدي وطموح .

لماذا لا ننسى أمجاد الماضي ونبقى نقف على أطلاله؟ ماذا جنينا؟ غير الأسف واللوعة….لنكتب تاريخنا الجديد بأصابع من أمل وكثير من الحب والصدق ليبقى في ذاكرة  أحفادنا من بعدنا.

هل الكتابة محاولة للتعبير عن الذات لتطهيرها من نوازعها أم محاولة لفضح الخراب الذي يملأ العالم؟

نحن في القرن الواحد والعشرين وأصبح من المفترض على من ينقل معلومة او يكتبها أن يكون على قدر كبير من المسؤولية.  والقارئ مهما كان مستواه الإجتماعي، الفكري، الثقافي، التعليمي، يتقّبل الكلمة الصادقة البسيطة البعيدة عن القدح والذم، فالأسلوب المشاكس والمستفز ليس من طبيعة الكاتب الروحاني الذي يصادق الطيور والفراشات والورود.

يحضرني قول للإمام الغزالي:

من لم يهذبه الربيع وأزهاره ، والعود وأوتاره، فهو فاسد المزاج ليس له علاج.

فكتابتي بالمجمل هي كتابة وجدانية جمالية استمدها من الطبيعة التي تعمل على ترسيخ كل ماهو بديع ويهذّب النفس.

هل الكاتب كائن كوسموبولتني لا يهتم بالمسميات التي تؤطره كالأديان والأعراق واللون؟ كونها أطر جمعية وليست فرديّة؟

 

عن نفسي أتكلم فأنا كاتبة مهاجرة ، مازلت مهتمة بجذوري وبوطني الأم ، ولا أقلل من أهمية وطني الثاني الذي احتضنني وكرمني فله مكانة وأهمية خاصة وأكثر من رائعة  في مسيرة حياتي وأعطيه وابادله أضعاف ما قدمه لي . فإيديولوجياً أصبحت مواطنة cosmopolitan  أعيش بانسجام مع الطبيعة والكون ، فالمعروف ان استراليا فيها العديد من الخلفيات العرقية  والثقافية والعقائدية المختلفة نتفاعل مع بعضنا البعض بكل احترام وانسانية.

أحدهم سأل سقراط عن وطنه فأجاب:

ليس أثينا ولكن العالم

هناك من ينظر إلى الكون كوطن له.

وأيضا هناك فئة لا تشعر بالإنسجام إلآ في موطنها الأصلي.

 

هل لدينا نحن الكتاب العرب ثقافة مختلفة في الابداع ممكن أن ينتبه لها الغربيون مثلما حدث لكتاب أمريكا اللاتينية الذين يكتبون الإسبانية

من أمثال ماركيز وبورخيس؟

كنّا فيما مضى .إن لم نكن أكثر أهمية وغنى ،وغالبا متساووين في العمق الفكري . فالكتابة هي تمرّس وأحيانا صنعة وتحتاج صبر ونضج ،عالم الكتابة أيام جبران ،ميخائيل نعيمة ،

المعري، الغزالي، المتنبي والقائمة تطول، دلالة وبحر زاخر لامقر له ولا قرار.

بينما نجد في عصرنا الحالي بما يشبه الهوس في الكتابة الركيكة والنشر السريع وكأننا في سباق، انها أزمة حقيقية ظاهرة الكمية لا النوعية

لا قوة لنوع الكتاب إن لم يثقل بالمعرفة صفات حديثي العهد يكتبون أكثر مما يقرأون إلآ ما ندر  على خلاف الكتاب المخضرمين والموهوبين فيما مضى.

 

هل نحن شعوب تعاني من مسألة الحضارة المستوطنة والتعلق بالماضي،  ولماذا إذا كنا كذلك؟

 

***بالتأكيد نحن الشعوب العربية غالبا عاطفيين ومتعلقين بالفطرة. التربية  مجملهاخاطئة ولا نعترف أصلاً إننا تربينا على مبادئ اغلبها متوارثة أبا عن جد… ولم تفي الطفل حقه فخرج الطفل منهك لا يرسي على بر حينما عصفت به رياح الهجرة والغربة والتشتت في هذه القارات الغريبة عنه بكل مقومات الحياة البيئية والدينية لم نعطي مساحة لأبنائنا لأننا نعتبرهم أملاك خاصة ممنوع الاقتراب نسينا قول جبران: أبنائكم أبناء الحياة

كم نجيدالوقوف على الأطلال والتغني ..وكم من المهاجرين لم يتقبلوا البلد الجديد الذي يقيمون على أرضه أرواحهم مازالت متعلقة في بلد المنشأ إن صح التعبير وفي نفس الوقت اذا خيرتهم بالعودة لا يعودون …شيزوفرينيا!!

هل لدينا نحن العرب حصانة فكريّة تجعل منا أقواماً قوية تستطيع أن تتبنى أنساق الحياة المدنية القائمة على نتاح العلوم التجريبية الصارمة التي تعلن موت الإله والغيب والمقدس؟

 

***نحن العرب لسنا متمكنين كما يجب. ما زلنا نفتقر إلى حرية الفكر والوعي ، لم نتصالح مع الآخر ولا نعترف بمن يختلف عنّا ،أمة متعصبة دينيا وقوميا واجتماعيا ننافس بشراسة،ونحارب العقول المنفتحة على العلم والأبحاث والتاريخ عدا فئة قليلة  تمكنوا من تجاوز المقدس بالعلم والجهد والأبحاث الطويلة من حضارات متجذرة بالقدم وعمق التاريخ

يقول غاندي :” العالم بخير طالما يوجد إنسان يفكر

غريب اننا لا نشعر بالاهانة  ونحن نستخدم كل التقنيات من أجهزة كهربائية والكترونية ووسائل نقل..

لانشعر بالإهانة والخزي والعار عندما تهجرنا وتشردنا إلى أقاصي الأرض وبدأنا نطالب بحقوقنا وننتقد البلد الذي قدم لنا الأمن وقلوبنا في أوطان باعت أبنائها ولقفتهم من فمها….

يلامس المقدس الأوتار الداخلية للوجدان الإنساني ولعب دوراً كبيراً في افقار العقلية الإنسانية عبر عصور..موضوع بمنتهى الحساسية للجدل والمناقشة ،أكتفي بهذا القدر من المقدس الذي أعتبره حاجة أساسية إيمانية تبعث الراحة النفسية للجسد في هذا العالم المركب ويعطينا الرجاء والحلم فالأديان السماوية اعتبرها قصائد وتراتيل كونية عليا تدعوا جميعها إلى رحمة وحب الإنسان  ، والتزام كل منا بعقيدته دون تجريح لعقيدة الآخر الذي لا يختلف عنه فهم من مكون واحد.

كيف تصفين نفسك راغدة السمان كل صباح تفتحين فيه نافذة اليوم الجديد؟

***مراحم الرب جديدة مطلع كل فجر ، هذا الكوكب الرائع الذي نتشاركه لا يحتاج إلى العقول المعقدة والمدببة والمتزمتة كل مانحن بحاجة إليه هو الوداعة والرحمة واللطف، ماتحتاجه أمنا الأرض هم صانعي السلام والمعالجين بطاقة الكون وعناصر الطبيعة القادرة على إزالة التوتر بإستنشاق الهواء النقي وإستقبال كل يوم بابتسامة آتية من عمق العقل والقلب مع  الشكر والإمتنان على نعمة الصحة .وأخيرا اود ان أعبر عن شكري وامتناني استاذ عقيل  منقوش لاختيارك لي وأهتمامك  بأسئلة مميزة خارج عن  المألوف والمتبع  بالحوار.والشكر الجزيل لمجلة  الف باء برئيس تحريرها الشاعر والكاتب المحترم وديع شامخ والشكر موصول للكادر ورحابة قلوبهم   وسعة صدورهم

شارك مع أصدقائك