دالغة / مدير مُلك خاص .. برهان المفتي

شارك مع أصدقائك

Loading

دالغة / مدير مُلك خاص

برهان المفتي

………..

الخلط بين العام والخاص جعل مؤسسات ودوائر الدولة بالعراق مُلك طاپو للمدير إللي جالس عالكرسي بغرفة الإدارة في أي مؤسسة عراقية، لدرجة أن أي مدير أو مديرة لو نصفن على تشكيل جسمهم راح نشوف ماخذ شكل الكرسي من كثر الجلوس عليه.

كلش عيب بالعراق واحد يحمل صفة (مدير سابق)، هاي الصفة بيها حشم، تخيّل لو واحد يشيل هاي الصفة وعنده بنات بوجه الزواج، منو راح يتزوجهن! أكو واحد يطلب أبنية أبوها مدير سابق؟ لو  واحد أمه مديرة سابقة أكو أي عائلة راح تقبل بيه؟ هذا نتيجة الخلط بين العام والخاص، لأن أي مدير ومديرة ما يفرقون بين الوظيفة العامة والصفة الشخصية الخاصة.

ونفس الشي على صفة النائب السابق أو النقيب السابق.. وهسة عوفك من لقب الوزير السابق لأن هاي بيها حسابات معقدة أعقد من حسابات فيزياء الكم ورياضيات التفاضل والتكامل لحركة المجرات وحساب أماكنها المتغيرة بأستمرار ومبدأ اللادقة لهايزنبرغ. العراقي ما يقبل صفة السابق لو يطبگ طابگ طبگ.

محد يگدر يطلع مدير فاشل لأن المدير يعتبر هذا مو تصرف إداري بل إهانة شخصية، وتصير گعدة عشاير وتعال شلون تهين إبننا، ومن هاي تشوفون الدولة من تبلع قرار تغيير المدير تحت ضغط عشائري أو تحت ضغط (ترى عندي أوراق أكشفها وأطيح حظك) نشوف المدير الفاشل يرجع للكرسي مالته وسط هوسات وإحتفالات وطبل وموسيقى وطش الچكليت لأن المدير الفاشل رجع للكرسي إللي هو مُلك شخصي له ولجماعته ورؤساء الأقسام إللي كلهم من عائلته او عشيرته أو يتقاسمون وياه المقسوم من كل توقيع وكشف ومعاملة.

بكل دول العالم المدير يتداور من دائرة لدئرة إذا كان مدير ناجح حتى ينقل خبرته وإدراته الناجحة لغير دوائر، وإذا كان مدير فاشل الأدارة العليا ما تنحرج في أخذ المنصب ومنه وخليه يشيل لقب مدير سابق، إلا بالعراق، منو يگدر يشيل المدير السابق من الكرسي مالته؟ لعد الفلسفة الإدارية ” ما ننطيها” وين راحت لو هي هيتة وفالتون ؟

مو من حق أي أحد بالعراق يحاسب إللي يستخدم العام لحسابه الشخصي وحساب عائلته، لأن أستمرار الخلط والقبول به ألغى الحد الفاصل بين العام والخاص وجعل الفصل بينهم أصعب من فصل توأم ملتصق بالصدر وبقلب واحد بس راسين، تعال أفصلهم دون التضحية بأي واحد، وفي معظم الحالات تكون النتيجة خسارة التوأم لأن مستحيل الفصل.

الإدارة في العراق هسة إدارة أملاك خاصة، ويا ريت لو يتصرفون مثل ما واحد حريص على بيته الخاص من النظافة والأهتمام، لا المدير بالعراق يحول أي دائرة خدمية إلى مُلك خاص يجيب له وارد، ماكو ممارسات تضبط إدارة الدوائر الخدمية ولا المدارس الحكومية ولا المستشفيات، ماكو ممارسة تضبط سلوك المدير وتهذب سلوكه وتخليه يتقبل يصير مدير سابق، ومثل ما هو گعد بدال مدير آخر يجي يوم غيره يگعد بمكانه. وكل مرة نشوف هوسة وخبيصة بعد الإنتخابات لأن لا رئيس الوزراء يقبل يشيل صفة سابق ولا الوزراء ولا النواب ولا الحبربشية مالتهم، صفة السابق بالعراق محد يريدها.

نحتاج إلى تهذيب سلوك المدراء بالعراق وسلوك أي واحد يحمل صفة رسمية مثل نقيب نقابة، مدير مطار، مدير مؤسسة، ونحتاج إلى تربية سلوكية تبدي من المراحل الأولى بالتعليم والتربية للفرق بين العام والخاص، حتى نعرف أن العام ملك للجميع ومو من حق أي طرف من يزعل يگوم يحرگ المال العام أو يكسره أو يسرقه مثل ما صارت وتصير وراح تصير وتشوفون.. ونحتاج إلى تقبل الدورات الإدارية ونتائج دورات الإنتخابات، ونحتاج إلى ثقافة قبول التغيير، فأي إدارة ناجحة وأي دولة متقدمة لازم فيها عملية مراجعة وتغيير بحسب نتائج المراجعة.. وللعلم صفة السابق هواية أحسن من نگول المدير أو المسؤول إللي خلص وكته او أكسپاير، لأن أي شي أكسپاير مصيره زبل، بس ممكن الشي السابق نستفاد مه في مكان آخر، مثل الفانيلة من تعتگ تصير وصلة مسح !

 

شارك مع أصدقائك