كيف تصرف الناس مع زلزال تركيا وسوريا؟
عبد الجبار التميمي
ربما يجدنا بعض الاخوة متأخرون بالكتابة عن ظاهرة ملفتة للنظر سادت قبل واثناء وبعد بطولة كأس خليجي ٢٥ في البصره.. أقول لم أتأخر في تلك البطولة وغيرها رغم انها غير رسمية وغير مهمة اذا ما قورنت بغيرها. لكن العراقيون عامة واهل البصرة نقلوها من مرتبة الى اخرى اعلى كعبا واعلى ترتيبا في سلسلة البطولات المهمات عبر كل تواريخ المنطقه من خلال ترجمة الكرم والجود والمحبة والالفة والاخوة من شعارات الى واقع مرأي ومسموع فانفتحت البصرة بكل مدنها وقصباتها وقراها وبيوتها الى فنادق ومطاعم ودور استراحة لاربع وعشرين ساعة بل ودخلت السيارات الخاصة سباق الكرم فسخرت لخدمة افواج الحجيج مجانا.. نعم اسمي تلك الجموع حجيجا فهم طافوا حول مدينة الحب البصرة وزاروا شوارعها وحواريها تبركوا بشناشيلها وتطهروا بماء شطها وذاقوا خبز اهلها الطيبون فكان( الزاد والملح) وهو تعبير شعبي متوارث عن الوفاء بين الاصدقاء..
انتهى العرس الكروي وغادرت وفود الحجيج وبداخلها اكثر من سؤال وعلامة استفهام..
كيف لهؤلاء الناس كم الفرح الذي يلف وجوههم ويعتمر دواخلهم كيف لمن لا يملك شيئا اعطاء قوت عياله ليثبت قوله تعالى ويؤثرون على انفسهم وان كانت بهم خصاصه. وهذا ما وجدنا بعد زلزال الاثنين الفائت الذي ضرب تركيا وسوريا فهبت المدينة للوقوف مع مخرجات الكارثه والتعامل معها بذات روح الجود وتقديم النجدة لمن يستحقها..
وهكذا يا ساده يا كرام ثبت بالدلائل القاطعة ان الكرم شجاعه وان الاخوة افعال لا شعارات واقوال وان الانسانية اعمق واكبر من الانظمة السياسية والاديولوجيات مهما كانت ومن اي مصدر