متى نصل إلى النهاية
ليلى غبرا
….
تسقطُ الأمطارُ فوقَ الوجوهِ المجهولةِ
موسمُ الحزنِ يمتدُّ، والظلالُ تغيبُ
فوقَ قمةِ الجبلِ، يطيرُ طائرٌ بلا جناحين
يصرخُ الوردُ في زوايا الحديقةِ
وتحترقُ الأشياءُ التي لا تُرى
حينَ يَذوبُ الليلُ في العيونِ
خلفَ البحرِ،
يتناثرُ الكلامُ إلى
أينَ نذهبُ ونحنُ نتنفسُ صمتًا؟
الحجارةُ لا تعرفُ أينَ تذهبُ
والنخيلُ يراقبُ الخطى
التي لا تتركُ أثراً
كيفَ يتناثرُ الضوءُ على الأسطحِ الباردة؟
وفي المكانِ نفسهِ،
هناكَ بقايا الأغاني
الشمسُ تشرقُ بعدَ الغروبِ
والأملُ يتحطمُ
على حوافِ الغيمِ الطائرُ
الذي مرَّ بالأمسِ،
أصبحَ غريبًا
أما الطفلُ فينادي: “هل ترونَ تلكَ الوجوه؟”
لكن لا أحدَ يسمعُ سواهُ
تسيرُ امرأةٌ على جسرٍ مهدمٍ أمامَها،
البحرُ لا يتوقفُ عن الحزنِ
الزهرُ في يديها عطرٌ ضائعٌ
وكلُّ خطوةٍ تزيدُ الشكَّ
والنهرُ يمرُّ بعيدًا
وكلُّ شيءٍ يظلُّ مستمرًّا في زاويةٍ أخرى،
يبتسمُ قمرٌ يخفى على أوراقِ الشجرِ
لا نعرفُ أينَ تذهبُ الأفكارُ
لكنَّها تتركُ أثرًا لا يزولُ
إذا كانَ كلُّ شيءٍ بدايةً
فمتى نصل الى النهاية ؟؟