موجع تكرار الحقائق
( وحيدٌ بلا مُنازع )
– كلُّ بابٍ أطرقُه.
– كلُّ أخٍ أتوسلُ محبّته.
– كلُّ بلادٍ تلفظني، وأقبّل ترابها.
– كلُّ غريبٍ أحطُّ يدي على رأسهِ.
– كلُّ كتابٍ أقرأه وأعيدُ
بعض سطوره.
– كلُّ نائمٍ افتعلتُ جلبةً
كي أوقظَه من عسل نومه.
– كلُّ أغنيةٍ أسمُعها عشرات المرّات وأغادرُها بأسىً.
– كلُّ شارعٍ أحبّه وأهجره
بحثاً عن شارعٍ آخر
أكثر اتّساعاً.
– كلُّ قريبٍ غفرتُ له هجرانه.
– كلُّ الأمهات الّلواتي أغضبني موتهنّ.
– كلُّ الآباء الذين انكسروا
في حدائق أولادهم.
– كلُّ صديقٍ أرَقْتُ ماء وجهي
بين يديه.
– كلُّ غريبٍ عيّرني بوحشتي فأحببتُ وضوحَه.
– كلُّ سيجارةٍ خذلتني بانطفائِها في ذروةِ اشتعالي.
– كلُّ يومٍ يغذُّ سيرَه إلى الغدِ
دون استشارتي.
– كلُّ نسمةٍ باردةٍ أوسعتُها شتماً
عندما تراقصتْ ضلوعي.
– كلُّ رغيفٍ شتمتهُ، حين
استدار ليكون قمراً في موائد الآخرين.
– كلُّ فنجانٍ كسرتُهُ عند نفاد البنّ في مطبخِ البيت.
– كلُّ قصيدةٍ مزّقتُها كي لا أبدو ناحلاً في اللغة.
جميعُ هؤلاء
عليَّ أن أعتذرَ لهم
فالأيامُ تكّررُ صريرها
في سكينتي يا رب
وقد نويتُ أن أعلن على الملأ
النائمين منهم في التراب والأحياء
أنّي وحيدٌ بلا منازع
ــــــــــــــــــــــــــ