حميد الشامي
اليمن
بهذا الخريف اقيم بقريتي
حيث تحفر الساعات قبورها
مثل عجائز يقضون بأمراض معدية،
برفقة كلب مطيع او علبة تبغ
كائنات كثيرة تتبرع لجدران غرفتي بأعضائها
دون قصد
مكان البراويز الضيقة لموتى احببتهم
…
هناك اجالس نساء بأقنعة حجرية
اتنفس برئة العشب تحت خزانات الماء
ليال الحرب بين فائضون عن كل شيء
واسرق عدم يخصني عن نبلاء التوابيت
لا تدركه نسورهم كما يجب
…
اضحك فتساهرني تحت قمر محايد
نساء شاردات لمصاصي دماء ريفيين
وفزاعات اصدقاء طارئين: اخالهم دماء تداعب حواسي كلها بملمس ترابي
ثم انام بسرير يعمل كعربة اسعاف قديمة
أناااااام
بينما كلب الجيران خلف السياج يبدو سعيداً كل مساء وهو يحرس كوابيسي الطويلة
من تكرار الزائرون ذاتهم.
…
هذا الخريف صار جسدي اشجار لا نوع لها
وقصائدي أيضاً
صارت اشجار لهواة التسلق على الرؤوس
ويتلذذ مجانين ومقعدون كثر
بمطاردة ثمارها الغريبة
ويقولونها لأحبتهم من باب الانتقام او السخرية.
ولا ادرك عيناي؛ اذ تلهثان بطريقة جرداء خلف الذكريات الأليمة حين تمطر
كطفلتين تنجوان من فيضان..
…
والآن هذا شتاء يرتق جليد شراييني
تتربص طيور طينية بين ضلوعي للبقاء هكذا
وفي الصباح:
اجلس بنرجسية مبالغة على شرفات نافقة
اتناول قهوتي والضحكات
واحكي للموت عن نفسي..