ابراهيم البهرزي
دعم السينما العراقية
وسط غبار معارك اللصوصية والفساد يأتي خبر تشكيل مبادرة دعم السينما كخطوة إيجابية جديرة بالرعاية والاهتمام .
السينما قبل كل شيء هي تقنية ومال، اما بقية العناصر كالموارد البشرية مثلا فاعتقد انها متوفرة عندنا ،والأسماء الرصينة التي اختيرت لهذه المبادرة حسب معرفتي ببعضها فهي قادرة مع الدعم المادي والمعنوي على تحقيق الهدف المنشود ويمكنها تاسيس حلقات استشارية متخصصة للاستعانة في مجال الإنتاج او الإخراج او التمثيل والسيناريو وبقية المفاصل الفنية الصرفة ان استلزم الامر حتى وان تمت الاستعانة بأسماء عربية او عالمية ،وكما اسلفت فالسينما الحديثة هي أموال اولاً وتأسيس صندوق سخي للسينما او شركة انتاج سينمائي تمتلك الدولة نصفها على الأقل ونصف للقطاع الخاص يتشكل من طرح أسهم للاكتتاب وتكون بمجلس إدارة رصينا وأمينا هي أولى الخطوات اللازمة، يليها تاسيس مدينة انتاج تتوفر على مجمل التقنيات اللازمة لصناعة السينما وبالتوازي معها تتأسس شركة توزيع من القطاع المختلط لتتولى أعمال الدعاية والإشهار والانتشار .
الوتد التالي في السينما هو النص (الورق ) وهو يسيرٌ مع مجمل المادة الخام من القصص والروايات المتوفرة في النتاج الإبداعي المحلي ومع فتح دورات محلية او عربية وعالمية لخريجي أكاديمية الفنون والأدباء من الموهوبين في مجال السيناريو والحوار .
الأمر المهم الثالث هو تدريب الكوادر المحلية على آخر مستجدات التقنيات المصاحبة كالصوت والإضاءة والماكياج والاكسسوار والتقنيات الإلكترونية الحديثة المستخدمة في عملية الإنتاج الفني .
مع وجود اسماء مهمة في الإخراج (اغلبها في المنفى ) يمكن الاستعانة كمرحلة أولى بمخرجين عرب واجانب وزج الكفاءات المحلية الشابة معها للتدريب والتطوير وهو امر ليس بالمعيب فالسينما فن عالمي عابر للجنسيات خصوصا في جانبه التقني .
ختاما ارى من الضروري ان تضع لجنة مبادرة السينما ورقة عمل بالتعاون مع وزارة التعليم العالي لتأسيس معهد عال للسينما منفصل عن أقسام الفنون الحالية في أكاديميات الفنون ،معهد يعنى بفلسفة السينما وتقنياتها يتضمن أقساما للإنتاج السينمائي والتصوير والديكور والصوت والإضاءة ويمكن الاستعانة – ان شح الكادر المحلي -بكوادر عربية واجنبية مختصة .
واخيراً ان صناعة السينما عمل إنتاجي تراكمي لا تؤتى مخرجاته بلمسة سحرية بل تحتاج لجهد طويل عسى ان تكون المبادرة قاعدة يمكن ارساء الأسس الاولى لها وهذا يتطلب كأي جهد معرفي حداثي القطيعة مع الماضي الرث والمغامرة الثورية .