سهيل نجم
كل يوم
وقبيل الفجر،
حين يكون القمر مستريحاً
ومتكئاً على خيط الأفق
لا يزال،
والشمس هي الأخرى
لم تزل تمشط شعرها الذهبي
قبل الظهور على خشبة المسرح
البحري،
ساعة تكون الأشجار راقدة
في الوديان
تمسد أجسادها
أنامل النسيم،
وحيث الورود يسيح نشيد عطرها
منتشية
والأسماك في تمام يقظتها
بعيون متأملة
تصطف منتظرة،
بينما الخيول الاقحوانية
تصهل في أعالي التلال،
حوافرها
ترقص على أنغام
نقيق الضفادع وأصوات سحير الليل
التي تؤازر بعضها بعضاَ
وهي مستريبة،
وحينما الأمواج
تتدافع كتفاً بكتفٍ
لتكون في صدارة المشهد
عند الساحل البراق
حيث ترى من بعيد
تلك السفينة البيضاء
تزحف بتؤدة السلحفاة
على سرة البحر،
تنادي الفنار النابت في كف السماء،
أن اقترب اللقاء،
وحيث القوارب الصغيرة
تلاعبها من الخاصرة
وهي في إغفاءة آخر الليل،
دلافين مرحة:
تهبط من أعلى الجبل
قصيدة الطبيعة
لتتعرى
وتضع قدميها الهلاميتين في الماء
مزيلة عن جسدها أسرار العشب اليابس
وما تبقى من أوراق الغابة التي تغط
في نعمة النوم،
نهداها نورسان في انطلاق
وساقاها من الفضة النقية،
بينهما يكمن ذلك الياقوت الأحمر
يلمع من شدة الشهوة،
فتخطو قليلاً قليلاً
حتى تذوب في فحولة البحر
ليبداً، من بعد ذلك،
المهرجان.