عبود الجابري
يدُكِ ممحاةٌ
وجبيني سبّورةُ الغضون
***
عليَّ أن أتخلّى عن لغتي المخمليّة
وأعودَ إلى وضوحِ المقاصد
فلن يضيرني
إن قلتُ إنّها تجاعيد
***
في التجاعيدِ يسكنُ نهرٌ
وكائناتُه الحزينة
– أسماكٌ نافقةٌ
ضفادعُ لم تجد سبيلاً إلى البرِّ
وسلاحفُ تزحفُ للخلاص
من أعمارها الطويلة
نهرٌ، يهمُّ بالماء
وتهمُّ به الرمال
نهرٌ يتجعَّدُ كبئرٍ عجوز
***
التجاعيدُ
مسكنُ الأيام المشرّدة
مقهى الأعوامِ التي لم تجد مأوىً
في قصائد الشعراء
***
في المكواةِ القديمة
تنامُ تجاعيدُ قميصكِ الّذي أُحبّ
***
نحن ورق الآلهة
الذي يتجعَّدُ
عندما يشربُ الماء
***
ربّما تكونُ قلوبُهم مجعّدة
أولئكَ الّذين نغبطُهم
على خلوِّ وجوههم من التجاعيد
***
ليسَ من العدل
ألّا يتجعّد وجهُ (الحجر)
***
ماذا لو تجعّد زجاجُ المرايا؟
***
الحزنُ فرحٌ قديمٌ
بتجاعيدَ قاسيةٍ
***
لا أنظرُ إليكِ بعيون الآخرين
حسبي أنّكِ تضحكين
بتجاعيدَ فاتنةٍ
وعندما تصغرُ عيناكِ
تصيرانِ كقطرتَينِ من الضوء