كاظم النصار
اظن ان المعرفة ليست وظيفة
بالاحرى هي شغف وتصوف وتماه ومتعة روحية لاتضاهى
تنعكس على روحك وعلى جسدك وحتى تسريحة شعرك وقميصك وجواربك وحركة اصابعك وحتى وانت تسير في الشارع شاردا هائما ….
المعرفة مجردة عن الاغراض والاستعراضات
والمعرفة عفة وجمال وتسامي …
تاتي من القراءة والمشاهدة والتنقيب وحتى السفر بشوارع مدنه الخلفية
تذهب الى القراءة وتحتضن كتابك كما تحتضن حبيبتك وتلاقي كتابك المفضل كما لو كنت ذاهب للقاء عشيقتك كما عبر د. مالك المطلبي يوما …..
تذهب وانت ترتعش وتختض من الشغف والاكتشاف والمتعة والدهشة كأن الوحي سينزل عليك ….
مثلا …
تحكي لصديقك عن رواية ( عراقي في باريس ) ل صموئيل شمعون وانت مندهش كيف استطاع كاتب الرواية ان يعيش اكثر من 12 عاما مشردا في الشارع ومحطة القطار والحدائق . اين ينام ماذا ياكل كيف يعيش ..والرواية طبعا هي سيرة ذاتية للكاتب تحكي عن تشرد المغتربين العرب في باريس
وباريس قبل اربعين عاما ليست باريس الاولمبياد الان
فيقول لك صديقك :
حولها الى مسرحية يا أخي
في مرة اخرى تحكي عن فكرة اومشهد اثر بك في الباص وانت تسرد والعرق يتصبب من عينيك وتكاد تبكي من الدهشة
فيقول لك صديقك :
الله حولها الى مشهد مسرحي يااخي
وفي مرة اخرى
تحكي عن الاقليات والاديان ومنها ماتاسس في بغداد ايام الدولة العثمانية
وكيف ان المسلمين قبلها استطاعوا بناء دولة في الاندلس استمرت 800 عاما وكيف سقطت غرناطة
فيجيبك صاحبك :
ومافائدة ذلك …اكتبها مسرحية واسقطها على الحاضر ..عليك بالحاضر حجي
فاقول له :
حجي انت خبلتني شنو اني مقاول لو عندي مصنع مال كتابة مسرحية ؟
يابه صل على محمد
انا احكي عن الشغف باكتشاف التاريخ وانت تحكي عن الاستثمار ياعمي …
لانعرف لكي نستثمر وانما لنعرف ونفهم ماجرى ويجري ….
وطبعا هناك فرق بين البحث والتنقيب بين بائع البطيخ والدلاع وبين الباحث الموضوعي والذي يمتلك عقلا نقديا للفرز والقراءة الثاقبة
والمؤمن بان التاريخ لايمكن ان يكتبه متضرر اومستفيد ….
وبينما انا منهمك في الكتابة عن الشغف بالمعرفة وحيثياتها
رن الموبايل …رن …وظل يرن
الو حجي بروح ابوك اذا انت بالنقابة بس محتاج رقم رعد الناصري
ردت اعرف هاي اغنية يوج وج جنه كمرية
ياكلبي اشتعل غاليه ..
منو كاتبها ….رحمة لوالديك
الو ..الو ..الو ….ابو علاوي وين صرت