حاوره
الروائي أحمد طايل
مصر
الإبداع المتعدد الزوايا
كاتب تحتار أن تضعه بتصنيف محدد أدبيا، هو متعدد الزوايا الفكرية والثقافية، شاعر، قصاص، روائى، ناقد، صحافى، بالإضافة إلى عضويته القوية بالكثير والعديد من المؤسسات والهييات الثقافية من اتحادات أدبية ، باختصار أراه يستنشق الثقافة من كل مصادرها ويستمتع بهذا، وهو بكل هذه الزوايا متميز وبدائرة الضوء والتميز، مع الكاتب العراقى المتميز ( حميد الحريزى) نحاول إلقاء الضوء على منهجة وتكوينه الفكرى.
لكل إنسان محطاته الإنسانية وأجزم أن هذه المحطات هى المكون الأساسى للكاتب، ماذا لديك عن محطاتك الإنسانية؟
في البدء أقدم لحضرتكم الأديب المميز استاذ أحمد طايل لهذه المبادرة الجميلة واتحاحة هذه هذه الحوارية معي ، أتمنى أن أكون عندحسن ظنكم والقاريء الكريم في تقديم أجاباتي ضمن مستوى معرفتي الأدبية والفكرية المتواضعة بأن تلقى رضاهم وقبولهم مع جل إحترامي للجميع من أتفق معي ومن لم يتفق .
أرى أنَّ قطار عمري الأبداعي مازال مستمرا في السير متجاوزا بعض المحطات ولكني أرى أنه لم يصل بعد الى محطته الأخيرة أن كانت هناك محطة أخيرة للأبداع والمبدع، فالمبدع لايتوقف ابداعه إلا اذا أيقن بأنَّه لم يعد يستطيع أنتاج الجديد ، أو أصابه العجزلأسباب عديدة ومنها عامل العمر والهرم ، أشعر أنا أمامي أكثر من محطة أطمح أن أصلها واتجاوزها بنجاح آملا أن لايجف نهر أبداعي ,ا يبقى متجدد دوما وحتى الرمق الأخير …
ما مدى التأثير عليك من خلال الأسرة والمعيشة وسط مكان نشاتك الأولى؟
أنا من عائلة ذات أصول فلاحية ريفية حيث أمضيت جزءا من صباي حتى 12 عاما في الريف ، ثم أنتقلت لى المدينة مع عائلتي ،للعيش تحت مستوى خط الفقر ، أغلب أفراد العائلة أميين لايقرؤون ولايكتبون ، النجف مدينة محافظة يطغى عليها الفكر الديني ، عانيت كثيرا من هذه الظروف المعيشية الصعبة جداً وقد أضطررت منذ صغري الى العمل لأعانة عائلتي ومارست الكثير من الاعمال ومنها بائع متجول ، عامل مقهى ، عامل مكتب ، عامل بناء …الخ ، مع مواصلتي لدراستي حتى أكملت الاعدادية بمعدل جيد يؤهلني لدخول العديد من الكليات العلمية والأدبية ومنها الهندسة والعلوم والقانون والزراعة والآداب ، ولكني بسبب ظروفي المادية الصعبة أخترت المعهد الطبي الفني سنتين دراسيتين مع ضمان سكن قسم داخلي ومخصصات مالية لسدمصروفي اليومي وعيش الكفاف ، ضمان التعيين في وزارة الصحة مما يساعدني على أعالة نفسي ومساعدة عائلتي ، كل هذا الواقع جعلني أميل الى الفكر اليساري بإعتباره كما أرى مخلص الأنسان من قهر الجوع والحرمان ويسعى لتحقيق العدالة الأجتماعية ، وبذلك هيمن الفكر اليساري والثقافة الموسوعية على ثقافتي العامة ، انتهجت نهج المعارضة للنظام البعثي الحاكم في العراق ، مماعرضني للكثير من المضايقات والحرمانانات، كان لدي ميل كبير للكتابة ، ولكني أمتنعت عن النشر والأعلان عن موهبتي إلا بعد إنهيار النظام على يد الإحتلال الأمريكي في 2003.وهذا اسس لنا نظام طائفي متخلف زاد من معاناتنا على الرغم من حصولنا على حيز من الحرية النسبية للكتابة والطباعة والنشر .
كتابتك الأولى هل عرضتها على أحد وماذا كان الرأى؟
في الحقيقة أنا ثقفت وطورت نفسي بنفسي دون الأعتماد على أحد لا شخص ولا حزب ولامنظمة بل من خلال المطالعة والتثقيف الذاتي وقراءة الكتب حيث كنت اتناول اكثر الايام وجبة غذاء واحدة في اليوم لأوفر مبلغ شراء كتاب قبل أن أتوظف في الدولة وأسست مكتبة خاصة بي تضم مايقارب ال10000 كتاب.
ولا أنكر الدعم القوي الذي مدني به الأستاذ الأديب والمفكر الزميل سلام كاظم فرج حينما نشرت في موقع المثقف أول نص شعري نثري بعنوان (مشاهدات مجنون في عصر العولمة)، مما شجعني على التواصل والكتابة حتى أنجزت لحد الآن 5 مجاميع شعرية .
ما الخطوة الأولى للتواجد القوى بعالم الثقافة؟
نعم وكما ذكرت آنفا كانت عن طريق كتابة الشعر الحديث وبطريقتي الخاصة وأسلوبي الخاص .
ماذا عن العمل الأول المقروء على الجمهور وكيف كان استقبالة من
ما أهدافك من الكتابة؟ وهل حققتها؟
نشر الوعي والفكر التنويري وتحفيز الأنسان على مقاومة القبح والقهر والأستغلال ، والإنحياز للجمال والحب والسلام والمساواة بين كل البشر بغض النظر عن اللون والجنس والقومية والدين .
لا أدعي أنا وربما غيري من الأدباء إنَّهم حققوا أهدافهم السامية في العدل والمساواة والسلام في العالم ، ولكن لي أمل كبير في تحقيق هذه الأهداف على مستوى العالم فلاخيار للأنسان لكي يحيا بسلام ورفاه غير الحب والتضامن والعدل .
حينما تكتب فلمن تكتب، عنك أم عن الآخر أو عن الآخر؟
لاشك أن الكتابة بمختلف أجناسها وفروعها هي المعبر الأكيد عن ذات الأنسان ووجهة نظره وتصوراته في مختلف مناحي الحياة فبذلك الأنسان يكتب عن نفسه ، ولكنه في نفس الوقت وليرتقي الى انسانيته يجب أن تكون كتابته تمثل طموح وتوجه القسم الأكبر من أبناء جنسه ، وطموحه ليحيا الجميع بحب وسلام وأمان ورفاه ، وبذلك فان هناك علاقة جدلية لاتنفصم بين مايريده الأنسان لنفسه ولغيره ليكتب أدبا ساميا خالدا … وكانسان بلتاكيد يتحسس ويستشعر مشاعر وأحاسيس الأنسان الآخر من مشاعر فرح وحزن …
بدأت بالشعر، هل توافقنى أن غالبية الكتابة لابد لهم من الولوج لعالم الشعر الذى أراه هو الباب الكبير لكل الأجناس الأدبية؟
نعم بدأت بالشعر وكانت اول مجموعة شعرية لي (مشاهدات مجنون في عصر العولمة )صدرت الطبعة الاولى عام 2019، لانختلف فيما ذهبتم اليه ، فالشعر النافذة الأولى لمشاعر الأنسان للتعبير عما يعتمل في دواخله من مشاعر وأحساسات حول مختلف الظواهر الأجتماعية وفي مقدمتها مشاعر الحب وهياج العاطفة الأنسانية نحو الآخر هذه المشاعر التي تشبه البركان لايعرف الفرد متى يثور ومتى يهدىء.
ما القضية الأدبية والفكرية التى تؤرقك وكيف ترى معالجتها؟
أطمح أن اكتب عملا أدبيا أو فكريا مميزاً لم يسبقني اليه أحد، اتمنى أن أحققه ولي أمل كبير أن تكون مبادرتي باجتراح مصطلح الرواية القصيرة جدا لاول مرة في العراق والعالم العربي وربما في العالم أن تحقق بعض طموحي في إضافة عمل متفرد في عالم الثقافة والفكر والأدب … وهناك مشاريع فكرية لم تكتمل بعد ولم تتيسر الظروف الموضوعية والذاتية للشروع بكتابتها .
كتبت بالنقد كثيرا، كيف بصدق ترى المشهد النقدي؟
لاشك أن العراق والوطن العربي لديه طاقات نقدية كبيرة ومحترمة وان لم تتمكن لحد الآن من أبتكار نظرية نقدية عربية ممتميزة ، فلازال النقد العربي يسير وراء المدارس والمناهج النقدية الغربية قلما يضاف اليها بعض التطوير والتحوير لتكون ملائمة لبيئتنا الادبية والثقافية العربية ، للاسف نشهد أحيانا هناك الكثير من المجاملات والأخوانيات من قبل النقاد ترفع من لايستحق وتغض النظر عن المبدع بفعل تأثير المال والجاه والهبات ، باختصار النقد الأدبي مازال لم يجاري المنتج الأبداعي العربي ، كما أنَّ الناقد في حيرة من أمره أن مدح يذم وأن قدح يذم ، ولم نلحظ أهتمام جدي بالنقد كعقد المؤتمرات وتخصيص الجوائز والمنح للنقاد للأرتقاء بالمنهج النقدي كما يفترض ، كل الأهتمام منصب على الشعر ومن بعده الرواية …هل ودتم تمثال لناقد عربي وحتى لروائي فما زلنا أمة شعر ، شعر العمود على وجه الخصوص …
ما سبب الفجوة الكبيرة بيننا وبين الغرب ثقافيا، ومن المسؤول ؟
هذا موضوع طويل الخوض فيه يحتاج الى مؤلفات ولكن من أهم الأسباب الفعل القهري للقوى الأستعمارية الكبرى عل بقاء المجتمعات العربية مجتمعات غير منتجة وغير عاملة ، مما أفقدها نشوء طبقات أجتماعية تنتج الفكر وتسعى للتقدم والتغيير نحو الأفضل كالطبقة البرجوازية المنتجة والطبقة الوسطى وهي مصدر الاشعاع والتنوير في كل المحتمعات المنطورة ، وكذلك تسليط حكام جهلة تابعين للدول الكبرى لاهم لهم سوى الأحتفاظ بكراسي الحكم وغالبهم من الجهلة أو التابعين في ثقافنهم الى العالم الأول…
ما رأيك فى الغياب المتعمد من وجه نظرى لترجمة الفكر والإبداع العربى إلى اللغات الأخرى مما يؤدى إلى عدم وجود قوى للثقافة العربية؟
هذه مهمة يجب أن تتبناها مؤسسات متخصصة ومدعومة من قبل الدولة ، وسلطات تؤمن بمنتج ابداعي عربي يستحق نقله الى بقية لغات العالم وهذه الشروط غير متوفرة في اغلب الاقطار العربية حتى في الجامعات والمؤسسات العلمية والأدبية ، فنحن كبلدان مستهلكة نستورد ولا نصدر
ما مدى الحلم الفكرى لديكم؟
أحلم أن يحيا بني الأنسان في كل المعمورة بسلام ورفاه ومحبة وتضامن ، لاحروب ولا أمراض ولا جوع ولا قهر ولا تشرد ، لاحدود ولا سدود الأنسان أخو الأنسان بغض النظر عن الجنس والدين والعرق والقومية ، وأني على ثقة تامة بأن الأرض تكتنز من الثروات مايكفي ويسد كل حاجات الأنسان ويزيد، أحلم أنْ يلغى استعباد الأنسان للأنسان ، وأن ينتهي استغلال الأنسان لأخيه الأنسان ، وأن تتحق المساواة الحقيقية بين الرجل والمرأة … وأرى أن ذلك يتحقق عبر شكل مختار من أشكال واساليب الحكم الأشتراكي الذي يأتي عبر الاختيار الحر للأنسان عبر صناديق الاقتراع وليس عبر الانقلابات ولا الديكتاتوريات .
إلى أى جيل تنتمى والى أى جيل كنت تتمنى أن تنتمى؟
أرى أنَّ الأنسان ابن يومه أبن حياته المعاشة لايمكن تصنيفه وتعريفه ضمن عقد زمني محدد، على الأنسان أن يكون مرناً يتمكن من التأقلم مع كل جديد بناء وأن يؤمن أن لاثابت إلا المتغير …
مشروع فكرى ثقافى تتمنى أن تكتبه؟
أتمنى أن اتمكن يوما بأدبنة تاريخ الحركات الثورية في العالم العربي الأسلامي بحرية كاملة مع إزالة كل لطخات التشويه التي الحقها بها مؤرخي الحكام والسلاطين ، وكذلك تجنب كل تقديس مفتعل ومضاف اليها والى أبطالها عبر المخيال الشعبي ، وبذلك نتمكن من معرفة حقيقة الأحداث وأسبابها ومسبباتها لتحترق كل الأكاذيب والخلافات المصتعة فوق نار الحقيقية التي ستوضح انما التاريخ هو تاريخ صراع المصالح والأمتيازات المغلفة بمختلف الأقنعة المزيفة كانت وما زالت هي كذلك وهي أس الصراعات والحروب بين الدول والقوميات والطوائف التي مازالت تذهب نتيجتها أرواح وممتلكات ملايين البشر . ومن ضمنها مايجري في العالم العربي والأسلامي وكل العالم.
من يصنع الآخر، الثقافة أم السياسة وما مدى تأثيرات كل منهما على الآخر؟
يفترض ضمن منطق العقل أنَّ الثقافة هي التي تصنع السياسة لتكون السياسة حكيمة رشيدة واعية متطورة تؤمن للشعوب حياة الرفاه والأمان والعدل ، و حينما تكون السياسة هي المهيمنة والموجهة للثقافة نشهد فساد كل شيء، فالسياسة تمثل مصالح طبقة أو عدد من الطبقات خلال فترة زمنية محددة فتنزع الى اللف والدوران والخداع والتضليل وحتى استخدام القوة لفرض سيطرتها على الطبقات الأخرى ، في حين الثقافة تنظر الى الأنسان كأنسان بغض النظر عن انتمائاته الأخرى ، والثقافة الأنسانية البناءة تسعى ليعيش الاأسان حياة الرخاء والامان والتمتع بالجمال والحرية .
هل ترى شبهه تعمد لتهميش المثقفين ولأى أسباب تراها؟
أنَّ عدو السلطة الفاسدة والسلطة الظالمة والسلطة الجاهلة هو المثقف والثقافة ، فهو الأقدر على فضح تضليلها وتعسفها ويرفض الإنقياد لها ، والمثقف الحقيقي هو الذي يسعى دوما من أجل تحقيق العدالة والمساواة بين البشر، وبقدر ما تتمكن السلطات من ارشاء المثقف وخنوعه واستسلامه لإرادتها بقدر ماتحافظ على كرسي حكمها وتحافظ على قوة وسلامة أساليبها التضليلية والتمكن من قطعنة الجمهور وتوجيهه كيف تشاء ….
الإسهال الكتابى الحادث من كثرة إصدارات الكثير منها لا يعبر مطلقا عن هويتنا؟
كارزما الاأيب والكاتب تكون دائما محل أرادة ورغبة كل الناس ليتمثلوه حتى وانْ لم يمتلك الشخص الموهبة والقدرة على الكتابة والتاليف في مختلف مناحي الحياة . وفي زمن ثقافة الرثاثة وشلل أو رخاوة قبضة الرقابة الفكرية والثقافية الواعية لتميز بين الغث والسمين ، وتوفر المال عتد البعض وتوفر وسائل الطباعة ، وتخلف النقد عن واجبه في متابعة مايكتب وعدم حيادية وموضوعية وسائل الأعلام، وهنا نقول النقد المحايد والموضوعي ،مما يؤدي الى أختلاط الحابل بالنابل وتنمو الاشنات والاعشاب الضارة والمريضة في رياض الفكر والثقافة والأدب ، وقد يكون بعضها مدعوما وموجها من قبل قوى تسعى الى تخليق وعي زائف لدى شعب معين وتفكيك قيمه الأيجابية وفقدان هويته المميزة ، موفرة له كل الإمكانيات المالية والإعلامية ليكون براقا خاطفا للابصار ، فيحقق الهيمنة والسيادة على حساب المؤلف البناء والتنويري المقاوم للتحلل وميوعة الذات والذوبان في ثقافة الآخر دون فهم ودون وعي . لاندعو الى رقابة الأتظمة الشمولية والديكتاتورية ولكننا ندعو أن يكون النقد بمستوى مسؤوليته ليتمكن من تاشير المكتوب الرصين من المكتوب المهلهل والتافه .
كيف من وجهه نظركم نعيد الوعى إلى تراثنا الفكرى والثقافى والتاريخى والعقائدي؟
أرى أن ذلك ممكنا حينما نتمكن من تفكيك هذا التراث ووضعه تحت عدسة مجهر النقد الصارم والتمييز بين ما هو ايجابي وما هو سلبي ،بعيد عن كل التابهوات التي تقدس وتدنس دون علم مستخدمة سلطتها القمعية لقمع الفكر العلمي الحر ، ولاتمكنه من تفكيك وإعادة تركيب وبناء التراث ليكون بمستوى العصر الراهن ، والعمل الواعي الجاد لتخليص التراث مما علق به من خرافات وتفاهات لاتصمد أمام البحث العلمي وأمام العقل النقدي ، الأيمان لاقداسة ولا تقديس للنص والشخص يتعالى على مصباح النقد الموضوعي ، وبذك يكون تراثنا بناءا وعقيدتنا مبنية على القناعة العقلية وليس على التسليم للتقليد والأتباع ، فيكون قادرا على صد رياح الهيمنة والتهديم من اين ما اتت، رفض سلوك التكفير وتبني فكر التنوير وبذلك نستطيع أن نعيد لتراثنا المشرق بهائه واشراقته، إعادة الاعتبار للمفكرين التنوريين العقلانيين الذين اتهموا زورا وبهتانا بالزندقة والألحاد والكفر، تنشيط العقل الفلسفي والمجالس الفلسفية فالفلسة هي الأداة الفعالة للبناء والتطور ونبذ كل ماهو متخلف ولايصمد أمام الدليل والبرهان …
اذا افترضنا توليك المسؤولية الثقافية، ما القرارات التى تعلنها من أول لحظة؟
أول قرار هو تدريس مادة الفلسفة في مراحل المتوسطة والأعدادية حتى في الجامعة ، وضع منهج يدرس مادة تاريخ الأديان السماوية والوضعية بحيادية تامة وترك خيار التعمق في دراسة دين معين الى المؤسسات الدينية ومعاهدها وجوامعها وكنائسها واديرتها وو،اعادة كتابة التاريخ وفق الفكر المحايد والمبني على الأدلة والبراهين ونبذ وإدانة كل تاريخ العنف مهما كانت مبرراته وأسبابه ،الحث على دراسة وحب كل الفنون الأنسانية من نحت وموسيقى ورقص وغناء ورسم والرياضة وأعتبارها دروسا أساسية في المدارس بمختلف مستوياتها ، الإكثار من المسارح ودور السينما وتغذيتها بكل ما هو انساني نبيل ، مواجهة الفكر بالفكر دون إكراه أو قمع ، رصد موازنة كبيرة تضاهي موازنة الوزارات السيادية الى وزارة الثقافة لتتمكن من أداء مهامها في بناء أنسان متنور متطور وهو
الرأسمال الاثمن والأمثل لأي تطور وتقدر وارتقاء…
الإعلام وتأثيراته على الحياة الثقافية والمجتمعية، كيف تراه؟
يحتل الإعلام أهمية كبيرة جدا في بتاء أو التلاعب بوعي العقول لمجتمع بعينه فهو وسيلة ربما لاتدانيه وسيلة أخرى في غرس الأفكار والسلوكيات بين افراد المجتمع . الايجابية منها أو السلبية ..
أرى أن اعلاما العربي غالبا مايكون تابعا للسلطة الحاكمة يمارس دور التهليل والتطبيل للحاكم ويجمل من صورته ، أغلب المسيطرين على المؤسسات الأعلامية لايمتلكون المرنة والكفاءة والأحساس بالمسؤولية العظيمة للاعلام همهم الأول رضا الحاكم ، لايوجد لدينا \إعلام خارج عن هيمنة الدولة وسيطرت الحكومة كما في الكثير من دول العالم المتقدم ، لايمتلك الأعلام والاعلامي الحرية الكافية للتعبير عن رأيه وتوجهاته خارج نطاق السلطة الحاكمة مما يبقيه أعرج أحول يهادن ولايقاوم .
السنا بحاجة ماسة وضرورية لوجود مجلس أعلى للثقافة العربية لاحداث الوحدة الثقافية التى فشلت بتحقيقها الأنظمة العربية؟
نعم أذا كان هذا المجلس يشكل ويقاد ويؤسس بارادة المثقف العربي خارج هيمنت السلطات الحاكمة وتوجهاتها ، ويمكنه لو أمتلك ارادته أن يحقق الكثير مما يطمح اليه الأنسان العربي ، ويغني الثقافة العربية بكل ما هو منتج وبناء وتنويري .
ماهو استشرافك للثقافة العربية بقادم الأيام؟
مازال المثقف العربي لايمتلك حرية التفكير والتحرير ، ومازالت الأنظمة القائمة هي المهينمة فأنا غير متفائل بمستقبل الثقافة العربية ، على الرغم من وجود بذور اشعاع هنا وهناك ولكن …
هل ترى أن هناك دور فعال للأتحادات الكتاب والأندية الأدب ومعارض الكتاب؟
أغلب اتحادات الادباء والكتّاب تهيمن عليها عناصر تقليدية ، تابعة للسلطات الحاكمة ، وامكانياتها المالية محدودة ، وصلتها باعضائها وجماهيرها ان كانت لها صلة بالجماهير فهي محدودة جدا ، تهيمن على قيادات أغلبها نزعة التنافس على المنص والأمتيازات والقيل والقال والاخوانيات ، وعدم البحث عن ماهو جديد ومبدع ، مما يجعلها محدودة الأثر والتأثير ، كما لاتوجد روابط وصلات تعاون بين مختلف الأتحادات العربية وانعدام مبادراتها لاقامة فعاليات ثقافية وأدبية مشتركة فاعلة ومحسوسة من قبل المثقف العربي ناهيك عن المواطن العادي .
ما رأيكم بوضوح فى مسألة الجوائز الأدبية الا ترى أنها الكثير من المجانية ، وأنها جوائز موجهه سياسيا؟
هذا الامر اصبح معروفا وشائعا تعتريه الكثير من الشكوك وتهيمن على قرارات اللجان سلطة من يمتلك المال ومنن يمول هذه الجائزة أو تلك ، وتدخل في الكثير من قرارات المنح توجهات سياسية معينة تحضى برضا ومساندة الممول للجائزة … فهي مولت هذه الجوائز بلدان الخليج كقطر والأمارات والكويت في حين لادور للدول العربية صاحبة البعد الحضاري والقافي والابداعي المعروف كبغداد والقاهرة ودمشق وتونس مثلا ..واصبح الشك بنزاهة الجوائز الادبية حتى للجوائز العالمية مثل جائزة كتارا وجائزة نوبل حيث يكون للعامل السياسي أثر واضح في منح هذه الجوائز .