تحليل قصيدة آداب الوليمة للشاعرة نرجس عمران 

شارك مع أصدقائك

Loading

محمود عوينات

..آدابُ الوليمة

” النص”

في  تمامِ ساعةِ الهجر

جَلسنا حولَ مائدةِ الحُبّ

على شرفِ الأيّام

تقاسمنا رغيفَ الأشوَاق

لقمةَ فرحةٍ لقمةَ

غصَّةٍ وأيّضًا

احتسينا شاي الذِّكريات

تبادلنا الأكوابَ بعبثيةٍ تارة ً

وعلى ميلة القلبِ تارةً أخرى

قادنا صوتُ فيروز في موكب الرُّجوع

إلى حيث البدايات

يُخالُ لي أنَّ الزَّمن واقفٌ على قدمٍ واحدةٍ

في لحظةِ الصَّفا هذه وأنَّ الهوُّة جداً عميقةٌ

بين ماضِيه وغَدِهِ وسَاقُه هذه

قد سرى فيها خَدَرُ اليأسِ

كنا نعومٌ كأمواجٍ على بحر السَّعادة

وكم حلقتْ بنا أجنحةُ الأمان ؟!

وكم اعترضَتْنا غيومُ حسدٍ وغِيرةٍ ؟!

وكنا بفضلِ جسرٍ من وفاء نصلُ سويَّا

إلى مفرقِ البقاء على نافذةِ هذه اللحظة المطلَّة

على عالم ٍ ضَبابيُ اللون هُلاميُ الملامح

وقف عصفورُ المبادىء

يراقبُ آداب َالوليّمة

وكيف أن َّيده الغارقة بزيت الحنان ؟!

ناولتي لقمةً من حلاوة الرُّوح

فاضطربتْ مشاعري على حين غرَّة

ودبَّتِ الحياة فيها وكأنَّها بُعثتْ من جديد

لم أعرفني حينها !

فأنا لم يسبقْ لي أن رأيتني سعيدةً

هكذا نظرتُ إلى مرآتي رأيتُ وجهاً مُشرقاً

يشعُ احمراره حروفاً

مفادها الخجل

أسرعتْ يَدِيَّ إلى يَدِهِ

أمسكتْها ضَمتْها هناك دفءْ اتقد في صدري

حينها تركتُ يده وهرعتْ يدي إلى يدي الأخرى

قرصتْها فصرختُ من شدّة الألم

ومن شدّة ألمي استيقظتُ بحثتُ عنه عن الوليّمة

عن المرآة

لم أجد إلَّا أثار سعادةٍ مارقة

تكاد تتلاشى وقد أصابتْها خيبةُ الأحلام

هي ساعةُ اللقاء ساعةُ الهجر

وفي كلتا الحالتين

كانت ساعةً ناطقةً

بالجنون وكم راقني ؟!

فأعِدْهُ لي وأدِمْهُ

يا هاجري

………

التحليل

 

قصيدة ابتكارية مقارنة ..تاريخ ومفارقة نقديا ..العنوان معبر دال علي قيم كانت موجودة فى زمن الحب والمبادئ ..وكأنه وليمة لها مبادئ وقيم عند الهجر والفراق نجتمع حول مائدة الحب على شرف الأيام ..صورة مبتكرة دالة على عهد وميثاق وكأن الحب طعام له قيم ..والأيام رجل له شرف وعهد.. عندها نتقاسم الاشواق ممثلة فى رغيف عيش ..مرة بالفرح ومرة بغصة ..مفارقة تجمع طوائف الحياة واحوالها مع التضاد الباعث للتأكيد..ثم شاى الذكريات بعد الطعام فى صورة فلاش باك واسترجاع ذكريات أيضا بأحوال الذكريات العبثية والجادة مع صوت فيروز الحالم المناسب لهذا الجو النفسي الجميل مع بدايات الزمن وكأن الزمن رجل له قدم واحدة ..تسترجع معه الفرق الشديد والبون الواسع بين الماضى الجميل والحاضر الصعب..ثم استرسال الماضى وسعادته الكبيرة وكأنها بحر ممتد ثم إسقاط على حاضر مملوء بالأحزان … مع مواجهة الصعاب وتخطى الأزمات للبقاء واللقاء .. على هذه النافذة المطلة على بحر اليوم تغير الموقف وامتددت الضبابية وتغيرت الخريطة ..ثم يتأمل العصفور. يقارن فى دهشة تغير الأداب وتبدل القيم مع الاستفهام الدال على هذه الحيرة .. ثم تجد اللحظة الفارقة وكأنها حلم فى واقع ضباب…حلاوة الروح..التى تهيئ لنا سعادة خيالية لا تلبث ان تتلاشى وتختفي..غرة وفجأة تتخيل سعادة ووجها مشرقا ..مع خجل المرأة الطبيعى دفء مشاعر …ثم الاستيقاظ على واقع مؤلم وكأننا كنا فى حلم جميل خيالي بحثنا عن القيم والوليمة والسعادة .. لكننا صدمنا بخيبة امل كبيرة وهجر ومعاناة …وحزن عميق .. القصيدة تمثل حالة ابتكارية للمقارنة بين الماضى والحاضر ممثلة فى وليمة حب و وفرق مشاعر …صورة تجمع بين الحركة والصوت لتكسيد الإيقاع بين جمال الماضى وثباته ..وسرعة الحاضر وآلامه ..بين تبدل المعايير وتغير المواقف ..مع الصورة الخيالية المعبرة عن هذه المفارقات ..قصيدة تمثل حالة ابتكارية أدبية وكأنها تحفية فنيّة

شارك مع أصدقائك