بلا  أسوار  … غباء..

شارك مع أصدقائك

Loading

راغدة السمان

 

الغباء هو عيب أخلاقي ومشكلة إجتماعية وليس نفسية

…..

لست بصدد التعريف على أنواع الغباء وصفاته وعلاماته والفارق بين الغبي أو الذكي.ولكن هي بعض المواقف التي تحصل مع كل واحد منا.

عرّف أنشتاين الغباء بأنه فعل نفس الشيئ مرتين بنفس الأسلوب  ونفس الخطوات وانتظار نتائج مختلفة..

نحن نعيش بموقف يشبه الغباء أمام تعقيدات الكون حتى نبقى متواضعين ونعمل على توسيع معرفتنا.

من المواصفات الجميلة أن تكون انسانا ذكيا ولماحاً” تلقطها على الطاير”…

لكننا في مواقف ما نحتاج أن نلبس قناع اللافهم ونستغبي حالنا ونخرج من واقع وُضعنا فيه، ليس لأننا أغبياء بل هي ضريبة ندفعها من أجل  طباعنا وأخلاقنا و لا نستطيع تخطيها

، أحاسيس دافئة في  النفس عابقة بالحب الحقيقي اللامشروط البعيد عن المصلحة والرياء وهذه خوالج لا يشعر بها المادّيون والأفّاقون..

بعيدين عن كل مايقربنا من الملاسنة غير المجدية لأشخاص لا تملك من هذه التجربة الأرضية  سوى احتلال مناصب غيرهم وانتحال شخصيات لا تشبههم بشيئ.

ربما علينا في زمن اختلاطنا بمختلف الأجناس والأعراق والأعراف أن نكون أغبياء في مواقف هي كفيلة بأن تبعدك عن حطام  الردود، ذكية كانت أم مبطنة أو لمّاحة، فالصمت دوما من ذهب  أما الذي يجمع عليه الغالبية العظمى

يطلقون عليه ضعف الشخصية أو إنسان لا كرامة عنده ، لم يدافع عن نفسه ، جميعها إجابات أرضية مادية بعيدة عن النفس الفَطنة التي تأبى النشاز والبعيدة عن إطلاق الاحكام.ولأننا على يقين “و لا يحيق المكر السّيئ إلآ بأهله”.

النفس البشرية الأمارة  هذه النفس  التي جبلت من شر وخبث ودهاء لا تقيم وزنا لمشاعر الآخر فالحياة الاجتماعية والعلاقات الإنسانية لا تحتاج إلآ المحبة واللطف.

تحدث أمامنا مواقف واقعية رغم وضوحها وفهمنا التام لها  نتبّلد عاطفيا نخفي ونغّض البصر لكن البصيرة الإلهية حاضرة وهي الصادقة *الالماني توشولسكي: من الذكاء أن تمارس دور الغباء *  وتظهر نفسك غبيا أمام موقف ما وكأنك لا تفقه شيئا. هناك مواقف تفرض عليك استخدام هذه الصفة والتعامل باحترام ولطف مع الآخر بغض النظر على ما تشعر به تجاههم..

لا ننسى اننا نعيش زمن ذات أبعاد كونية ودرجات ارتقاء في الوعي رغم كل النفاق الإجتماعي سيبقى العلم سيد الموقف، وأن ننظر إلى الشخص نفسه ومستوى تلقيه للعلوم والإنفتاح الفكري وليس للفعل بحد ذاته فالغباء والجهل ابتلاء وبلاء..

مازلت أُبحر في علومي الكونية والإنسانية، وأدركت أني مازلت ضحلة المعلومات و تلميذة مبتدئة

كل يوم أصعد درجة وكلما تعمقت أكثر وأبحرت في محيط نفسي أجد الطمأنينة وأصبح أكثر مرونة ووعياً، وكلما زاد الوعي  زادت سلطة العلم وفتحت لك أبوابا رائعة كنت تعتقد أنها مسدودة

، كلما تعمقنا في المجهول، كلما زادت احتمالاتنا في الإكتشافات وعندما نقوم بتسلسله منطقيا وعلميا فنحن من نملك العقل البشري الذي نتفاخر به شكليا…… ولكن لا نجود بتغذيته علميا…!

نظرية الغباء لديتريخ بونهوفر :

الغباء هو عيب أخلاقي ومشكلة إجتماعية وليس نفسية.

من إنجيل القديس لوقا 20/12

فقال له الله: يا غبيّ! هذه الليلة ُتطلب نفسك منك، فهذه التي أعددتها لمن تكون

شارك مع أصدقائك