فوز حمزة
في اللحظة التي أسمع فيها صرير الباب وهو يغلق عليهما .. تخرج كل ثعابين الأرض من جحورها .. لتزحف نحوي .. تلتف حول جسدي .. تنهشني وتعتصر روحي .. ترفعني عاليًا لتهوي بيّ في وادي الوحدة البارد .. تسقيني السم فأذرفه دموعًا ساخنة .. تشعل الحرائق في قلبي لتمتلئ أوردتي بدخان أسود يغطي سمائي فلا أعود أرى شيئًا!
كيف أمنع تأوهات الحب بينهما من التسلل إلى مسمعي وتستفز أنوثتي؟!
كيف أمنع خيالي من ملاحقة صورتهما؟!
كيف أمنعه من الدخول تحت غطائهما الدافئ؟!
أنصت لتبادل قبلاتهما فتلسعني أنفاسهما .. ليتها أخطأت الطريق لتستقر فوق شفتي .. ألامس كفه وهو يعتصر النهود المحاربة ليمتص رحيق الحياة منها فاغدو ورقة صفراء لفظها الربيع فأمست زادًا للنسيان ..
كيف لعينيّ أن تغمض عن رؤيته وهو يتجول في بساتينها ليقطف ما شاء من الثمار ثم يثمل من خمر كرومها اليانعة؟!
أحاول الهرب بعيدًا فتمسك بيّ وتجلدني أصوات نشوته وهو يلقي بآخر قطعة خشب في النار المستعرة .. فأبيت دخانًا تشتته الريح ثم أعود لأجدني حطام سفينة لفظها البحر على ساحل الهجر فهشمتها صخور الذكرى.. صوت خطواته المترنحة تسحق ما تبقى من إنسانيتي .. تخبرني أنني بقايا امرأة استبدلت بأخرى .. تظاهرت بالنوم وأنا أستمع إلى صوت خطواته قادمًا من الغرفة الأخرى