وديع شامخ
………………..
في كلِّ بيعة
السيف على أعناقنا
وفي كلّ هفوة
لم ترفرف الفراشات لغفوتنا
….
الليلة
يخرج الحسين بن منصور
من ردائه
عاريا
إلا من ” الله ”
“ليس في الجبّة إلاكَ”
حاصرته نفسه
وأحكم حلمه المواقيت..
………….
من البصرة
نهضت روح الحلاج
َتغزل من القطن حكاية بيضاء
أبيضٌ جدا
ولسانه باشط
فكان سريره
موطنَ كوابيسه التالية ..
….
ِمن معلم الى طريقة
ومن شيخ الى منبر
ومن عمامة الى حلم
طار التلميذ
من أعشاش الشيوخ
وغابة الوصايا
….
يغزل من العشق
أجنحة لرؤيا
الحلاج…
التلميذ، الشيخ
اللسان الذرب
…..
بينه والمقصلة
“قدر المسيح على صليب “
لا يجيد فن عبودية الشيوخ
ولا
النوم في تكيّة الدراويش
……
وكلما
لاحّ عشقاً
فَرَش الحلاج
خرقته
وبكى
…..
يا سيدي، ياشيخي
الأول في البصرة
وحتى
سجني ” الجُنيد ”
دعوني
أتدلى
وأطير
….
هو الذي جاء الى صليبه
بكامل العافية
والى ربه
بنعمة الفناء
” اقتلوني يا ثقاتي
ان في موتي حياتي
وحياتي في مماتي “
…
قَضم كأس الموت بعناية العارف
وغنى على صليبه
” ركعتان في العشق
لا يصح
وضؤوهما
إلا
في الدم “
……..
يا عاشقاً
ومسيح الوفاء
كنتَ نافح الفتنة وكاشف سر الطرائق
تَكسر نواميس الشيوخ
وتغني
للعاشق والمعشوق
وَاللَه ما طَلَعَت شَمسٌ وَلا غَرُبَت
إِلّا وَحُبُّكَ مَقرونٌ بِأَنفاسي
وَلا جَلستُ إِلى قَومٍ أُحَدِّثُهُم
إِلّا وَأَنتَ حَديثي بَينَ جُلّاسي
وَلا ذَكَرتُكَ مَحزوناً وَلا فَرِحاً
إِلّا وَأَنت بِقَلبي بَينَ وِسواسي
وَلا هَمَمتُ بِشُربِ الماءِ مِن عَطَشٍ
إِلّا رَأَيتُ خَيالاً مِنكَ في الكَأسِ
وَلَو قَدَرتُ عَلى الإِتيانِ جِئتُكُم
سَعياً عَلى الوَجهِ أَو مَشياً عَلى الرَأسِ
وَيا فَتى الحَيِّ إِن غَنّيتَ لي طَرَباً
فَغَنّنّي واسِفاً مِن قَلبِكَ القاسي
مالي وَلَلناسِ كَم يَلحونَني سَفَهاً
ديني لِنَفسي وَدينُ الناسِ لِلناسِ
….
يا شيخوخي
يا سموم الأجنحة
لِمَ رسمتم للحق جبة وعصا ؟؟
….
جاء صدى ” الجنيد ”
يا حلاج:
لم تكن أبيض ابدا
وافسدت ما حبّرناه بنور الكشف ، وخبأناه كنوزا
وانت بلسانك الباشط
كشفت السر
………..
أنا الحسين بن المنصور
حالج الأسرار
وقائم الأحلام
سأغرز آخر سنارتي
في شبكة القدر
هناك فقط
سأتلو عليكم
لون قيامتي
…..
على صليب الحلم
تدلّى الجسد
بلا خرقة
لا حنجرة
وطارت الروح
درساً مديداً
للبوح والعشق