بشائر الشراد
يصادف في مطلع نيسان” عيد السقيا او عيد إنزال المطر ، عيد الاعتدال الربيعي” كلمة “أكيتو”، وذلك بأن “أ” تعني الماء، و”كي” تعني الأرض، و”تي” بمعنى يقترب وذلك يعني تقريب الماء من الأرض بلا استسلام، كما أن للكلمة معاني أخرى منها بذر القمح. مابين منتصف آذار وبداية نيسانو” وهو العيد الذي يعود بالفرح والحزن في كل سنة مجددا ، يحيى شعب بلاد ما بين النهرين منذ بدأ الحضارة السومرية والسامية منذ عصر اريدو ومن ثم الاشورية والبابلية ( ريش-شتام) اي رأس السنة، يصبح عيد رأس السنة الآشورية والبابلية وهو أحد العيدين الرئيسيين: زاكموك وأكيتو. قول الأسطورة عند السومريين إن روح “دموزي” تصعد بعد الموت، فيبدأ الإنبات وتنفجر الخضرة في الأرض، وتنبت المزروعات وتزهر الأغصان الربيع يمثل القيامة وعودة الروح والحياة، لذلك كان الإحتفال بعيد أكيتو عند السومريين بالإنبات والاخضرار من روح “دموزي” التي أقبلت بالربيع. أما عند البابليين فاحتفالا بنجاته وحلول الربيع، فطقوس الفلاحة والزراعة وحفر الأرض التي كانت تُمارس ثم بذر القمح؛ ترمز إلى الحياة والمآلات التي تسير فيها حتى يكون البعث مرة أخرى عندما ينمو القمح. ومن الشعائر المقامة يذهب الناس الى المعبد ينظفون الأرض من الحشائش والأعشاب ويدفن رئيسهم إناء مملوء بالجعة ثم يقول ” أيها الرب : لقد قسا قلبك علينا ، ماذا تريد منا ان نصنع ؟ لابد اننا سنغني ؛ إمنح ابناؤك المطر ” يضع كل منهم الجعة في الإناء حتى الأطفال ثم يحملون أغصان الشجر ويغنون وعند عودتهم يغمسون الأغصان بالماء ملوحين بها في الهواء كي تتناثر قطرات المياه وهكذا يتم الإحتفال قرب النهر مرتين في السنة في فترتي الحصاد وبذر البذور اي كل ستة أشهر من السنة فقد كان للأسطورة تأثير كبير في حياة الشعوب القديمة وبنوا عليها معتقداتهم، وصاغوا الملاحم لتفسير كل ما هو غامض حولهم. عيد أكيتو في عصرنا الحالي يمارسون فيه طقوساً شبيهة بالطقوس القديمة، وإن كانت بنوع من العصرنة ، فيتجمعون في الساحات يؤدون عروضا راقصة وأغاني فلكلورية، مرتدين أزياء شعبية مزركشة، أو يخرجون إلى الطبيعة المزهرة والمخضرة ببراعمها الوليدة التي توحي بالبعث بعد فترة من الموت القسري تحت وطأة الشتاء، ومنهم من يتوجه إلى الكنائس لتأدية الصلوات والقداديس. جاء في احدى النصوص : انهض أيها البطل وامضي في طريق اللارجوع ها هو يغيب.. ها هو يغيب في حضن الأرض سيغمر أرض الأموات بالخيرات العظيمة امض أيها البطل إلى الأرض البعيدة خلف مدى الأبصار كل عام والعراق بخير ، واخواننا العراقيين بألف خير