برهان المفتي
……….
لكل بلد هوية تعبر عنها بالإعلام والأخبار، وتكون هاي الهوية مختارة بذكاء بحيث محد من البلد يعترض عليها لأنها تمثل الكل، مثلاً مصر هويتها الأهرام وما أحب أسميها الأهرامات لأن هي الأهرام جمع فليش أجمع الجمع وأسميها الأهرامات ! أي مصري وشنو كانت شهادته ودرجة تعليمه وموقفه من هذا وذاك يتفق أن الأهرام هي هويته المصرية، برج أيفل هي هوية فرنسا بمختلف أحزابها وتيارات فلاسفتها، جسر لندن، تاج محل بالهند رغم أختلاف ديانات الهند، ومن هالسوالف بكل دولة بالعالم، لأن بهاي الدول أكو أتفاق على الأنتماء للدولة مو لشخص أو عمامة أو تاج راس أو خط أحمر.
هسة لو نريد نشوفلنا هوية مثل باقي الوادم والدول شنو راح تصير هويتنا العراقية! الجماعة لحد هسة ما أتفقوا على نشيد من چم كلمة حتى يصير النشيد الوطني وراحوا جابولنا نشيد لا يعبر عنا ولا تاريخنا ولا مستقبلنا بس الله الشاهد يعبر عن واقعنا الحالي بترديد كلمة الذل بفخامة بهذا النشيد المستورد.. والجماعة لحد هسة ما أتفقوا على الأنتماء اللغوي فصارت وثائقنا الرسمية وقطع الشوارع عبالك دروس تعليم اللغة من هاي تعلم اللغة خلال أسبوع، خو لو تروح كركوك راح تشوف خمس لغات ببعض القطع لأن محد متفق على هوية وحدة، وهم زين بلدنا مو مثل الهند بتعدد اللغات چان هسة الپاسپورت العراقي هو كتيب جيب لتعليم لغة وأنت گاعد بالمطار قبل ما تصعد الطيارة.. وأذكر قبل الطابع الرسمي في المعاملات بالعراق كان بيها رموز الكل متفقين عليها مثل أسد بابل، محد گال هذا الأسد بس لبابل ومحد گال ليش مو گراج النهضة ببغداد ولا ليش مو باب الشرجي أو جماعة المزايدة الوطنية محد بيهم گال ليش مو نصب الحرية!
يعني هسة لو أكو ملحقية ثقافية أو سياحية بأي سفارة عراقية بالخارج بشنو راح تعبر عن العراق لأي زائر يريد يزور العراق ويروح للسفارة حتى يطلع فيزا زيارة للعراق! هذا دليل على ضياعنا وعدم وجود أي شي يجمعنا كلنا برمز واحد أو صورة وحدة أو دلالة وحدة للجميع.
يمعودين إحنا ما متفقهين على كلمة وحدة مثل (همين) تلگاها بمكان (همينة) وبمكان (هماتين) والمعقدين يگولون (كذلك) أو ( بمثل ذلك) أو إذا كلش مثقف نخلة وفوسفورة يگول (تپيكال) وإذا من عشاق الإعراب والفاعل والمفعول راح يگول (نسخة طبق الأصل)، وهي كلها بنفس المعنى.
أقترح نسوي الصمون الحجري رمز للعراق السياحي، وخاصة گمع الصمون الحجري لأن هذا يجمع الكل بمختلف القوميات والأيديولوجيات والأحزاب والديانات، الكل أمام الصمون الحجري عراقي حتى لو يبصم عالأنفصال أو الولاء للكرة الأرجنتينية أو يفضل المندي على الپاجة العراقية، وحتى شكله حلو ويشهي وألوانه محايدة لا أصفر كركمي ولا أخضر أو أسود بالدلالات الدينية ولا أحمر بدلالته الرفاقية الكادحة.
الموضوع جدي.. نريد شي يمثلنا ككل ومحد يعترض عليه، مو مثل هسة نكتب إسم البلد (العراق) بجهة من أي إعلان رسمي وبالجهة الثانية (عيراق)، والمصور التلفزيوني إللي يصور أي فعالية رسمية يصر على أن يصور جهة (عيراق) من زاوية بحيث إللي واگف گدام القطة يحجب الحرفين الألف والقاف من (عيراق) ! وما نعرف شنو الرسالة إللي يري يوصلها للمشاهد وشنو يريد يگول.. وإذا نصر على هذا فلازم وي كل خبر (عيراقي) علبة فازالين من أنتاج مصفى بيجي لتسهيل الحال.. وانتو بكيفكم بعد.