برهان المفتي
……….
العراقي يحب أن يعبّر عن شخصيته بأي سطح موجود گدامه.. مثلاً من ملاحظة سطح ميز موجود گدام أي عراقي تعرف شنو شخصيته.. يحب الكيف والمزة لو لوچة لدرجة حاطين گدامه حب شمسي قمر حتى بلكن من يكرز يسكت، أو واحد معقد ويفيك حاط كتب على الميز إللي گدامه عساس يقرا هواية، أو ريموت كونترول إذا مهتم بالرياضة لو بالأخبار.
ومن چانت التلفزيونات عريضة أعرض من ميز الأوتي ما خلا العراقي شي يعتب عليه إلا وجابه وحطه فوگ التلفزيون.. مزهرية بس مو للزهور.. مزهرية بيها دراهم أيام چانت عدنا فلوس معدنية.. مفتاح مكسور.. دگمة قاط واگعة.. ماشة شعر للطوارىء.. وطقم أسنان مكسور.. والبطاقة التموينية.. ويم المزهرية صورة أبو البيت قبل ما يكتشف أن الزواج بوري معدل.. وعلبة دوا الضغط لو علبة حبوب السكر.. وقلم مقطوط من الطرفين ودفتر لسرعة الكتابة أذا أكو رقم مهم يطلع عالشاشة.
بس أهم سطح للعراقي للتعبير عن شخصيته هو دشبول السيارة.. الأمامي والخلفي.. فهذا المكان مُلك خاص لأبو السيارة للتعبير عن أهتماماته وشخصيته، ودشبول سيارة العراقي هو همين مؤشر عن تحولات كبيرة في المجتمع العراقي.
مثلاُ جتي فترة بكل سيارة عراقي بالدشبول الأمامي چانت أكو بوصلة كروية لازگة بالجامة وبعضهم چان يروح للحج حتى يجيب من هاي البوصلات بألوان مختلفة ويتفاخر هو لازگ أكثر من بوصلة ! هذا التوجه كان إشارة على أن العراقي مضيع صول چعابه. ومن صار شعبنا واعي ويقرا جريدة وكلمن يحب أهدافه يشرب فريدة صار العراقي يخلي كتب بالدشبول الخلفي عساس السايق لو معلم أومدرس يقرا ، ولو الأكثرية بذيچ الفترة كانت تخلي نسخة من كتاب التقرير المركزي من باب دفع الشر. وإذا مهندس چان يخلي مسطرة تي – سكوير، والطبيب صدرية بيضة مكوية وخاصة إذا عنده ولد ويريد يزوجه أو عنده بنات ويريد يستعرض عضلاته قبل ما واحد يتجرأ ويدگ الباب… ترى بناتي بنات طبيب! ومن صارت أخبار الساعة الثامنة بالليل كمنهج يومي وواجب قبل النوم صار العراقي يخلي أريل تلفزيون داخلي بالدشبول الخلفي للسيارة عساس هو مهتم بقضايا الشعب ويشتغل من أجل الثورة والحزب ويتابع بيانات القيادة القطرية والقومية.. وجتي فترة الشباب صاروا يخلون ركت الريشة عساس السايق شاب يحب السفرات لأن العراقي لازم ياخذ ركت الريشة وياه بأي سفرة حتى لو تطبگ السما عالگاع.. لازم ريشة.. وشباب المنصور والعرصات والمسبح چانوا يخلون ركتات التنس عساس هم أعضاء بنادي الصيد ونادي العلوية وطبقة هاي كلاس يلعبون التنس.. الريشة شنو… أوووووي.
ومن صار الخوف هو المسيطر على العراقي، وكتعبير عن هذا الخوف وبنفس الوقت عدم أعتراضه على أي شي وخاصة على قرارات تنذاع بالراديو وي أخبار الساعة ثنتين ونص الظهر قبل ما تتكرر بالردايو الساعة ستة المغرب وبالليل صوت وصورة بأخبار الساعة ثمانية، بذيچ الفترة أنتشرت على سيارات العراقيين لعابة هي على شكل كلب بلون الكاكي.. عيونه بيها خوف، يحرك راسه بالموافقة من تتحرك السيارة لو ببريك قوي… كلب مطيع لا عنده صوت ولا حركة ولا يعض.. بس عنده إشارة طاعة والموافقة بحركة راسه.. ومو مهم السيارة وين رايحة ومنو بيها، المهم يقدم الولاء والطاعة.. ومن اللعابة چانت تنكسر لو سبرينگ الرگبة يخرب چان العراقي رأساً يبدله بكلب جديد لأن الدشبول ما يصير بدون هاي اللعابة وهذا الكلب حتى العراقي صار يسمي هاي اللعابة (كلب الدشبول).
ومن دار الزمن بالعكس على گولة عفيفة أسكندر (بالعكس دار الزمن وحصل الواشي خبر) أختفى هذا الكلب من دشبولات سيارات العراقيين، بس أسبابه ما راحت ولا أختفت بل صارت أكثر، وطفر هذا الكلب من دشبول السيارة إلى الشارع كأكبر تغيير أجتماعي في المجتمع العراقي في آخر ثلاثين سنة.. والنوب صار عنده صوت ويعض.. وعيونه مليانة شر.. كل هذا بسبب أن دشبول السيارات صارت ضيقة وماكو مجال واحد يخلي كلب الدشبول مالته تماماً مثل ما صارت التلفزيونات كلش رقيقة بلا سطح وأختفت عبارة (فوگ التلفزيون) من حچي وحوارات العراقيين من كانوا يدورون على شي ويسألون : وين الشغلة الفلانية؟ لأن الجواب هسة هو نفس الجواب الأزلي بالعراق من أيام حمورابي ولحد هسة من واحد شايل شي ويسأل : هذا وين أحطه ؟!