كفٌ تغصُّ بالوداع

شارك مع أصدقائك

Loading

مالك البطلي

شاعر وكاتب عراقي

….

أضعُني على راحة يدي
وأبحثُ
عن كف يغص بالوداع

لا بهجة هنا
سوى وحشة المغرب

والتوابيت التي تفوح منها رائحة الموت بطعم الجنوب

ورفة جفن
تشيَّع جنازتي
حاملةً روحي على كتفي

أما الآن أود
أن أغمسُني
بالوحشة وأسير معها بخطوات مرتعشة

وأتحزَّم بالآهات
مثل فلاح مكلوم
ثم
أنعى بقصائدي المبللة بنهر جاسم …

ألطم عليّ

وأغص ببكائي

أنحِبُ وأصرخ
من حنجرة أيامي المُرة

وأشق
ثوب عيني بيدين مرتجفتين

هُنا
كل الدموع سبيلٌ لوجه الناعي

وهناك
تلة من الشجن وغمائم من البكاء العتيق

والمجاديف الثكلى
المليئة بالطين الحُري
تحدق بنهر عمري المُسافر دون تذكرة

وهنا

أمي

آه أمي

مشنوقة بضفائرها
وتُهيل تراب ميلادي على وجهها السومري
المطرّز بشمس البصرة

وتنتحر الـ ( الدللول ) بحضنها

وتبقى شهقة بصدرها ( يالولد يا يُمه ) إلى الأبد

وتطفح من الدموع
وتنوح عليها المجاديف
وتلتم ُكل فواخِت المدينة
تشاركها العويل والنواح

فلماذا جئتُ مبكرًا
وبعد آه

سأحلق بعيدًا..
متلكئًا.. مليئًا بالالتفات
تاركًا
فؤادي معلقًا بعصابتها؟!

شاكًا أنني ميت الآن

فكم كنت وحيدًا
من كل الجهات
وكم كنت ميتًا
من كل الجهات

فلماذا
جئت مبكرًا يا أيها الفرح

شارك مع أصدقائك