ا
دينا سليم حنحن – بريزبن
بمناسبة عيد رقاد السيدة، أم الإله مريم ، يصادف في 15 أغسطس / آب، وقيامتها بالجسد قبل اصطحابها إلى السماء.
ضمن رحلتي إلى تركيا مؤخرًا، زرتُ المزار الذي أقامت فيه العذراء في أواخر حياتها. Meryem Ana Evi، ويقع على جبل كريسوس، في محيط منطقة افيسوس التاريخية، تركيا اليوم.
المكان رائع الجمال، موجود على مرتفع قمة جبل بلبل Bülbüldağı، على ارتفاع 401 مترا من سطح البحر، في محافظة أزمير، يزوره السياح من جميع الطوائف والديانات، للتبرك وشرب المياه العذبة.
ينسب آخر مكان أقامت فيه العذراء بالقرب من أفسس، المكان المذكور، في الرسالة التي بعث بها نسطور، بطريرك القسطنطينية، إلى المشاركين في مؤتمر أفسس عام 431 م، كما ورد ذكر مريم ويوحنا بن زبدي، أحد تلاميذ المسيح، التلميذ الوحيد الذي تواجد عند أقدام يسوع وهو على الصليب، وطلب منه الاعتناء بأمه مريم من بعده.
وصلا إلى مدينة أفسس، بالإضافة إلى أنهما ماتا ودفنا في المكان، قريب من أفسس، في القرن الثالث عشر (حسب ما كتب في بعض الرسائل).
اكتشف المكان استنادا إلى رؤية الراهبة الألمانية، آن كاثرين إميريش عام 1812، لكن نشرت الراهبة الرؤيا عام 1852 عندما كانت مريضة، وطريحة الفراش، من ثم بدأ البحث عن المكان، لم تزر أفسس نهائيا، وعاشت قبل بداية التنقيب عن بقايا المدينة.
ماذا كانت الرؤيا؟
وصفت هيكلًا حجريًا مستطيلًا، بداخله مدفأة، وجهاز احتراق للتدفئة، وحنية، محراب من الحجارة، بالإضافة إلى نبع يتدفق بجانبه. كما وصفت كهفًا بالقرب من الهيكل حيث وُضِع فيه تابوت العذراء، وجد فارغًا بعد فترة وجيزة من وضع جسدها الأرضي داخله.
بعد رؤيا إمريش، تم اكتشاف هيكل حجري صغير على جبل زامير في عام 1881، لكن هذا الاكتشاف لم يتم التعرف عليه حقًا. تم “اكتشاف” الهيكل مرة أخرى بعد عشرة أعوام، سنة1891 من قبل اثنين من الرهبان ومسؤولين كاثوليكيين، عثروا على بقايا كنيسة صغيرة وتمثال للسيدة العذراء.
بدأ الرهبان القيام برحلة حج إلى الموقع كل عام في عيد انتقال السيدة العذراء ابتداءً من 15 أغسطس. وتأسس التقليد، واكتسب مكانة كبرى، ويعتبر نسخة بديلة للنسخة التي تحدد قبر العذراء مريم في أورشليم. وأصبح المكان مقصدًا شهيرًا للحج المسيحي، خاصة في عيد انتقال السيدة العذراء.
يقع قبر مريم في القدس، داخل كهف تحت الأرض، وفقًا للتقاليد المسيحية الأرثوذكسية، وزرته مؤخرًا أيضا أثناء رحلتي الأخيرة. وتعتبر الكنيسة الكاثوليكية “قبر مريم” هو المكان ذاته الذي وُضعت فيه حتى صعودها.
لا يخبرنا العهد الجديد بما حدث لمريم، وحسب أحد التقاليد، والأكثر قبولاً لدى المسيحيين الكاثوليك، فقد أنشأت مريم منزلها بالقرب من مدينة أفسس، في غرب الأناضول وماتت هناك، يقع الموقع على قمة جبل جنوب بقايا أفسس، ويعرف باسم بيت الأم مريم (مريم آنا إيفي). ووفقًا لتقليد آخر، قبلته المسيحية الشرقية، أنهت مريم حياتها الأرضية في أورشليم. بحسب التقليد، نامت مريم على جبل صهيون، ودُفنت في وادي يهوشافاط، ثم جمعت بين ذراعي ابنها في جبل الزيتون.
في المكان ذاته، أمضى يسوع ليلته بين الصلاة والانتظار، انتظار تسليم تلميذه يهوذا له للجيش الروماني.
(انجيل متى/ 26: 36): “حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي، فَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ:” اجْلِسُوا ههُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ”.