النشاط الاجتماعي وتأثيره الروحي

شارك مع أصدقائك

Loading

بقلم / تهاني الطرفي

إن خبرة الإنسان الفرد رغم بساطتها أمام خبرات متراكمة عبر تأريخ طويل ، تظل متميزة باكتسابها بالممارسة، ممارسة الإنسان لنشاطه الاجتماعي ومايثير ذلك النشاط من عواطف ومشاعر وأفكار .
علاقة الانسان بالواقع الموضوعي هي علاقة إبداعية يمارس فيها الإنسان نشاطه الاجتماعي لتطويع العالم الموضوعي- الخارجي .وكل عمل يقوم به يعبر فيه عن ذاته الفاعلة ونواياها وعواطفها ورغباتها في إنشاء عالم تصبو إليه.
يمثل التفاعل مع الناس شكلا ًمن أشكال النشاط الروحي أو التطويع الذهني للعالم الموضوعي ومحاولة فهمه وإدراكه.

بلوغ هذه الغاية السامية يتطلب تحديد الأدوات والاساليب. نعم ، ان العقل فينا يدعونا إلى إستيعاب العالم من حولنا بكل ألوانه وكائناته وظواهره، وهذه الدعوة تتطلب من الانسان أن يكون في أعلى درجات الترابط الروحي مع من هم من حولنا، إن الاحساس بوجود الناس، تماما كأحساس الفنان بالجمال، أنا أرى أن ادراك الانسان لمن حوله من البشر هو ادراك جمالي يرتبط بالعلاقة الاجتماعية كلما كانت اكثر التصاقا مع الاخرين كلما إزداد الشعور بالجمال الروحي ، ومن خلال دراسات عديدة يبدو الإنسان القريب من المجتمع وهموم الناس هو الأكثر تصالحا مع نفسه بغض النظر عن البيئة التي يعيش فيها ، وينعكس الحضور الجسماني لهذا الإنسان بين الناس على طبيعة سلوكه وحركاته، لذا يلحظ جليا إن( أنطوائية ) الإنسان والافراط فيها هي سبب كل المشكلات والتعقيدات التي تحدث له في وقت يعتقد الانطوائي أنه ينأى بنفسه عن تلك الاضطرابات الاجتماعية ، التواصل مع المجتمع هو الصعقات الكهربائية التي يحتاجها الدماغ ليفرز عن مكامن الابداع فيولد شحنات تصدر ضوءاً روحيا يمتد شعاعه من المصدر ( الانسان الفرد) ليضىء حياة الاخرين( المجتمع المحيط) لذا فأن العمل المجتمعي هو تغذية روحية لاتنتهي.

 

شارك مع أصدقائك