بلا أسوار .. إيمان  السّمان  

شارك مع أصدقائك

Loading

 بلا أسوار

 إيمان  السّمان

 

آفات تعيش ببننا

حمكة العدد

 لاتكن ساعي بريد الشيطان

 

البشر ميالون بطبيعتهم لتّتبع الأفراد الذين ينظرون اليهم كنماذج وقدوات، ويميلون الى الانخراط في العلاقات والنشاطات الإجتماعية بكافة انواعها  واشكالها، ويكون الحديث والكلام جزءاً اساسياً لايمكن الاستغناء عنه لتغذية تلك العلاقات .

وقد يكون هناك آفات تتوغل بين الأحاديث كالثرثرة والغيبة والنميمة والكذب والبهتان والنفاق .

والنفاق نوعان :

*- ذو الوجهين الذي يقابل هؤلاء بوجه وأولئك بوجه آخر

*- ذو اللسانين الذي يمدح الآخرين  عندما يكون معهم ثم يغتابهم .

وكلاهما يتعامل مع الناس بنفاق ، فالأول نفاق سلوكي ، والثاني نفاق لفظي ، والمنافق يكون متلوناً حسب المواقف والمصالح ، تدفعه العداوة والبغضاء .

أما النميمة ، فهي نقل الحديث وتبادل الكلام بين الناس بطريقة سلبية، لغرض فتنتهم والوقيعة بينهم وزرع الأحقاد والضغينة .

النّمام ينسى نفسه وينشغل  بعيوب غيره، إن عِلمَ خيراً أخفاه، وإن خَبرَ  شراً أفشاه ، لسانه حلو  وقلبه ملتهب، يفسد في ساعة ما لا يفسده الساحر في سنوات .

وهو لا يعرف للشهامة سبيلاً ولا للمروءة طريقاً .

النميمة هي رأس الغدر والخيانة  واشدّ الخصائل خطورة ، وهي أساس الشر، وينتج عنها  أشدّ المفاسد، وتعتبر النميمة مرض من أمراض القلوب ، وآفات اللسان ، يُقتل بسببها أبرياء، ويعذب مظلومون،وتتفكك أسر وتُهدم بيوت.

وكم بسببها أثيرت نعرات على مستوى الأفراد والأسر والبلدان، ففسَدت العلاقات وساءت الظنون ونتج عنها أعظم الشرور .

من الجانب النفسي، نقلُ المعلومات التي تعتبر موضوعا خصبا للنميمة ، تُشعر الفرد بنوع من القوة ، وتمده بالرضا عن النفس، لذا نجدهم مهتمون بافشاء تفاصيل حياة الآخرين الى العلن ، ولا بد أن تكون الأطراف الأخرى مهيئة لنشر النميمة وتناقلها ، كما أن هناك عوامل أخرى تلعب دوراً هاما وتساعد على تفسير سلوكيات الأفراد ، والنمينة كالمخدر تماما ، فكما المخدرات ترفع مستوى ضغط الدم والإضطراب الذهني والسلوك العدواني، كذلك مرض النميمة الفتاك ، فهو أكبر مدمر للجهاز التنفسي وقد يصل بالمدمن الى الاكتئاب ، وفقدان الثقة بالنفس.

وحسب الدراسات النفسية ، النميمة تكون على مراحل :

  • مجرد فكرة، يشتغل عليها الفرد ذهنيا ويضخّمها حتى يشعر بانه ضحية، ليبرر الدفاع عن نفسه في تدمير الآخرين .
  • التسويق ، من الفكرة الى التعبير عنها وتسويقها لبقية أفراد محيطه لاستقطاب الجنود المؤيدة له حتى لا يشعر بثقل الذنب لوحده، أما بالنسبة الى الجنود المدافعين فهي فرصة ثمينة للتشارك، إذ يشعرون سويا بالدفء الفريقي، وهكذا تتكون أول مجموعة ، ثم كلّ فرد يذهب  بدوره الى التوزيع داخل دائرته الخاصة ، ويتم بذلك التسويق بسرعة فائقة في كل مكان .
  • النزاع ، بعد التسويق تأتي مرحلة النزاع ، وهذه النزاعات تجعلهم يتكاثرون ، ويتم تسويق النميمة، وكلّ فردٍ يصبح بدوره موزعاً، وتتكرر العملية الى ما لا نهاية .
  • الإنتقام ،حين تبدأ عملية تصفية الحسابات بين العائلات والأصدقاء والجيران وحتى في اللقاءات الإجتماعية والدينية أيّاً كانت هوية أفرادها ، وتكون مجموعات ومجموعات مضادة الى ما لا نهاية ، وتصبح اشبه بمافيا  المخدرات .       

وعلاج النفاق والنميمة هو أن يقوم الشخص  بشنّ حربٍ على نفسه  وعدم الانصياع لرغباته ، ويحاول ان يُحسن من سلوكه .

الختام

إن الخير َحق ، والشر باطل ، وبين  الطريقين  خيط رفيع ، يؤدي الى كلّ منهما، ولك الخيار .

والأجدر أن  لا يسيء  الإنسان الظن بأخيه، الذي نقل عنه الكلام ،وإذا سمع كلاما ، أو بلغه حديثاً ، فلا يتجسس ، ولا يتتبع ، ولا يكون نمّاما فيحكي ما بلغه وينقل ما سمعه.، أحب لغيرك كما تحب لنفسك ، ولا تكن ساعي بريد الشيطان .

……………..

شارك مع أصدقائك