غُربة شاعرٍ *
لطيفة الاعكل / المغرب
…………..
كان الصَّباحُ مُكْتئِباً ،
و الغيومُ سوداءَ ،
تُغطّي سَماءَ المدينة ..!
الجُدرانُ مَطْليّةً بالسّوادِ ،
تتَساقطُ أرْكانها رَدْماً ،
تُذَرُّ على الأرضِ غُباراً …
الرّياحُ غاضِبةً
تُزلْزلُ الأرضَ ،
تَجْتثُّ الأشْجارَ ،
تَنْشُرُ الرُّعبَ والخَرابَ .
صَمْتٌ رَهيبٌ يَعْتَصِرُ الأنْفاس..!
……….
شوارِعُ المدينةِ خاليّةً مِنَ المارّة !
لا أحدَ يَسألُ مَنْ أنتَ ، أو ما ذا تُريد؟
لا ضَجيج أبواق سيّاراتٍ يُسْمعُ ،
ولا موُسيقى صاخبةً ،
تَنْبعثُ مِنْ سمّاعةِ مارٍ ،
على الرّصيف القريبِ مِنَ الحديقةِ !!
كانَ لا يُسمعُ ..
إلاّ نَحيب الأشجارْ ..
لا مكان للدِّفْءِ من بردِ السنين .
غابَت إبتسامة الصّباحِ عَنْ شِفاه الحَمامْ