المعلقات العشر : القصائد
باللغة الإسبانية وبطبعة مزدوجة
مدريد/ خاص بـ ألف ياء
بعد أكثر من عام ونصف العام من العمل على هذا الجهد المعرفي الكبير، صدر عن دار نشر سيال بجماليون الإسبانية بالتعاون مع مؤسسة إثراء: المعلقات العشر القصائد العربية الكلاسيكية ما قبل الإسلام، 397 صفحة من القطع الكبير، طبعة مزدوجة اللغة عربي ـ إسباني، 2022. بالتعاون مع إثراء ودار النشر الإسبانية (سيال بجماليون) تم ترجمة ونشر كتاب القصائد العربية الكلاسيكية المعروفة بالـ المعلقات وتحت إشراف هيئة عربية إسبانية: د.عبدالهادي سعدون (مشرف عام على الطبعة الإسبانية) أستاذ العربية في جامعة مدريد المركزية، بندر الحربي (مدير المشروع)، عبدالوهاب العريض (المستشار الأدبي للمشروع). المترجمون: ماريا لويسا برييتو أستاذة في جامعة مدريد المركزية (كومبلتنسة)، سلفادور بينيا مارتين أستاذ في جامعة مالقا، أغناثيو غوتيريث دي تيران غوميث بنيتا أستاذ في جامعة مدريد المستقلة(أوتونوما)، خوان بيدرو مونفيرار سالا أستاذ كرسي في جامعة قرطبة، نويمي فييرو بانديراس كاتبة، مستعربة ومترجمة. المراجعة اللغوية والتحرير الأدبي: بيلار غوميث رودريغث روائية وصحافية. الفريق الإستشاري: بيلار غوميث المحررة الأدبية، خوسي مانويل لوثيا مخياس أستاذ كرسي في جامعة مدريد المركزية وشاعر، يولاندا كاستانيو ناقدة أدبية وشاعرة، خوسي ساريا كويباس شاعر وناقد أدبي، باسيليو رودريغث كانيدا عضو نادي القلم الدولي، ناشر وشاعر، ثيثيليا ماريدني آلباريث شاعرة وأستاذة لغة، مارينا باترون سانشيث باحثة جامعية وشاعرة، آليخاندرو تروخيّو سواريث باحث جامعي.
المعلقات العشر لجيل الألفية باللغتين العربية والإسبانية، احتفاءً بالقيم الإنسانية والجمالية والفلسفية الغزيرة التي تفيض بها، وتوظيفاً لمكنونات ودلالات هذه القصائد لإلهام عقول أبناء الجيل المعاصر ووجدانه، وفتحاً لآفاقهم نحو أفكار وأشكال جديدة من التعبير والفهم الثقافي، وعرضاً لجماليات اللغة العربية الخالدة، فيما يشبه النافذة المطلة على ثقافة الجزيرة العربية وتاريخها، وحياة إنسانها منذ آلاف السنين. تُعد المعلقات العشر من روائع الأدب العربي والعالمي، والجذور الخالدة لإبداع الشعر العربي، حيث تتواشج وتتشابك فروعها مع الكتابة الإبداعية العربية حتى اليوم، حاضرة في الشعر والأدب العربيين في العصور اللاحقة. مادة أصيلة بقيت قروناً شاهدة على سليقة ومَلَكَة الإنسان اللغوية وقدرته على تطويعها وتشكيلها والتعبير عن ذاته من خلالها. ويسهم إثراء من خلال الكتاب في المحافظة على ديمومة نقل أحد أبرز الأعمال الإبداعية في تاريخ الأدب العربي وتقريبها من ذائقة الأجيال الجديدة. وقد تصدى لهذه المهمة عددٌ من الأكاديميين والمتخصصين في الشعر والأدب العربيين، ساعين من خلال شرح أبيات المعلقات باللغة العربية وترجمتها إلى اللغة الإسبانية بلغة معاصرة، إلى تأكيد معاصرة هذه القصائد، وتأبّيها على النسيان، وقابليتها للتجدد في كل عصر ومع كل جيل لتكون مصدراً من مصادره ومنبعًا من منابعه في الإبداع والجمال.
مقدمة الكتاب
المعلقات (العصر الذهبي للقصيدة العربية الكلاسيكية)
عبدالهادي سعدون – جامعة مدريد المركزية ـ مشرف ومحرر الطبعة الإسبانية
بين يديكم مشروع مهم ومغرِ ومتكامل ينقل للقارئ الإسباني عموماً، والشاب منه على وجه الخصوص، أهم القصائد العربية الكلاسيكية المسماة بـ (المعلقات)، أي شعر الفترة الذهبية للقصيدة العربية ما قبل الإسلام. وهو مشروع وإن كان موجهاً للفئة الشابة، فهو بالحقيقة متاح ومعتنى به ليكون بتناول أي قارئ معاصر، سواء كان خبيراً بالأدب العربي أو مستجداً على هذا الحقل. أي بمفردات أخرى، اننا أمام كتاب ينقل بصورة وافية ومعاصرة أهم عشر قصائد من مطولات الشعر العربي الكلاسيكي مع تعريف بالقصيدة وصاحب القصيدة بصورة وافية وجديرة بالتفكير والمعاينة والتمحيص.
النصوص التي تشكل محتوى هذا الكتاب هي عبارة رؤية وترجمة معاصرة للمعلقات وبلغة حديثة تناسب العصر دون إخلال بالشعرية والموضوعية والروح الداخلية للقصيدة نفسها. وعلى الرغم من صعوبة تحقيق ذلك بترجمة نتاج كلاسيكي إلى لغة القرن الحادي والعشرين دون أن تفقد رونقها وحيويتها وقوتها، لكن تم تجاوز ذلك من خلال الاستعانة بمترجمين مهمين متمكنين وخبراء ولهم باع طويل مع الترجمة كأستاذة لمادة الأدب واللغة العربية في أهم الجامعات والمراكز الأكاديمية الإسبانية. بخبرة وتخصص ومعرفة هؤلاء المترجمين والباحثين قد مهد لنا الطريق نحو طبعة إسبانية حديثة تحافظ على محتوى وجمالية القصائد الكلاسيكية كما عرفها العرب قبل قرون طويلة وكما نعرفها اليوم قراءة وتمتعاً في عصرنا الحالي.
المعلقات، القصائد الكلاسيكية هدف الكتاب والترجمة هنا، هي من أشهر ما كتب العرب في تاريخهم الشعري وسميت بالمعلقات لأنها مثل العقود النفيسة التي تعلق بالأذهان. ويقال إن هذه القصائد كانت تكتب بماء الذهب وتعلق على أستار الكعبة قبل مجيء الإسلام. وإن كنا لا نحتفظ بوثائق تثبت ذلك، إلا ان الحقيقة هي أثرها الكبير في ذهنية العربي آنذاك وأهميتها ما جعلها خالدة عبر التاريخ. كما أن العرب نقاداً ومؤرخين قد أطلقوا عليها عبر التاريخ تسميات متعددة إضافة إلى التسمية الشائعة بـ (المعلقات) والتي من بينها: العشر الطوال الجاهليات، المطولات الشعرية، أو السُّموط أي القلائد التي تعلق على جيد المرأة للزينة والتفاخر وأيضاً سميت بالمذهبات، ربما لكتابتها بالذهب أو بماء الذهب تقديراً واعتباراً لها ولأهميتها لدى العرب. أياً كان سبب التسمية، فقد بقيت القصائد عالقة ليس في ذاكرة الشعوب العربية، بل في روحهم ودواخلهم كمرجع أساسي لفهم خصوصيتهم الشعرية والتاريخية والاجتماعية.
تعتبر هذه القصائد من أروع وأنفس ما قيل في الشعر العربي القديم، لذلك اهتم الناس بها ودونوها وكتبوا شروحا لها في مجلدات عديدة. وما تذكره كتب التراث العربي إن حماد الراوية هو أول من جمع القصائد الطوال وسماها بالمعلقات، ليأتي بعده الكثير تفسيراً وتغييراً وإضافة على المحتوى الأولي. وهي بإجماع النقاد والشعراء تعد من أعذب ما قالت العرب. وقد ذهب الأدباء والكتاب من بعد لدراستها مثل ابن الكلبي وابن عبد ربه صاحب العقد الفريد. فالمعلّقات لغةً من العِلْق: وهو النفيس من كلّ شيء، والعَلَق هو كلّ ما عُلِّق لنفاسته وقيمته المادية والمعنوية العالية، ومنه جاءت تسمية هذه القصائد المطولة بـ الـمعلقات. ويجمع اللغويون على أن المعلقات سبع أساسيات تضاف إليها ثلاث لتصبح في المجموع عشر معلقات. وهو ما أجمعنا عليه وما قمنا به من ترجمة كاملة للمعلقات العشر دون إغفال لواحدة منها أو تقليل لقيمة شاعر عن شاعر آخر.
وهذه المطولات الشعرية من فترة ما قبل الإسلام والتي بلغ عددها العشر، بتفاوت بعدد أبيات قصيدة عن قصيدة أخرى، برزت فيها خصائص الشعر الجاهلي بوضوح، حتّى عدّت أفضل ما بلغنا عن العرب القدامى من آثار أدبية تلخص لنا تفكيرهم وذائقتهم وعاداتهم وتقاليدهم وحسهم الشعري. والمتمعن إلى المعنيين اللغوي والاصطلاحي يجد العلاقة واضحة بينهما، فهي قصائد نفيسة ذات قيمة كبيرة، بلغت الذّروة في اللغة، وفي الخيال والفكر، وفي الموسيقى وفي نضج التجربة، وأصالة التعبير. ولم يصل الشعر العربي إلى ما وصل إليه في عصر المعلّقات، إلاّ بعد أن مرّ بأطوار ومراحل إعداد وتكوين طويلة في اللغة والشعرية والتغييرات الاجتماعية، مما ستكون مفتتحاً لطريق شعري عربي طويل سيصل القمة في التجديد والتنوع والمغايرة في عصريه الذهبيين الأخريين وهما: الفترة الأموية والفترة العباسية من تاريخ الإسلام.
حسب مؤرخو الأدب العربي قديماً وحديثاً، فقد ترك لنا العرب ما قبل الإسلام ما لا يقل عن مائة قصيدة لشعراء من طبقات مختلفة بينهم شاعرات وشعراء مازالت قصائدهم يتغنى بها العرب حتى اليوم وتطبع وتناقش وتدرس. مع ذك تبقى قصائد (المعلقات) هي الأكثر حضوراً قراءة وتحليلاً ودراسة على نطاق شعبي وأكاديمي في آن واحد. من المدهش أن هذه النصوص الشعرية التي كتبت قبل أكثر من ألف وخمسمائة عام، مازالت تستثير المخيلة وتوقظ الفضول والانتباه لجمالياتها وقدرتها على صياغة جسر موصل ما بين تلك الأزمنة القديمة والأزمنة الحاضرة. كل تلك القوة اللغوية والحضور الشعري التي لخصت لنا تجربة إنسانية موغلة في القدم وعرضتها علينا بكل صورها المتنوعة من مواضيع عن الحب والحرب والهزيمة والعزلة والتأمل والمآسي والمباهج البشرية، كلها مصاغة بلغة حافظت على طراوتها وقدرتها العالية على الصمود والخلود في الكتب والمكتبات وفي أذهان البشر على اختلاف مشاربهم واهتماماتهم.
لقد تناولت القصائد من المواضيع ما يحتاج للباحث القارئ آلاف الصفحات لدراستها والتعليق عليها ولعل أهمها هو الوصف الذي يشكل الحجر الأساس في شعرية ما قبل الإسلام، كما عليه العديد من النقاط المشتركة مثل العلاقات اليومية للفرد مع ما يحيطه من بشر وحيوانات وطبيعة وما يتبعها من ظواهر متنوعة. كما يمكننا الانتباه لأغراض الحكمة والأمثلة التي تزخر بها أبيات القصائد. وهي بالوقت نفسه مرتبطة بمعادلات اجتماعية معينة مثل المديح والفخر والهجاء والشجاعة والحياة والموت والوحدة والتأمل والمجابهة وما إليه. كما علينا أن ندرك عبرها كل تلك الصفات البارزة والخفية في شخصية الشاعر وعلاقته بالبيئة والمجتمع وانعكاساتها عليه كفرد في عالم شاسع. ومن الضروري كذلك التنبه للغنائية والحسية العالية التي تطبع القصائد بطابعها وميزانها، دون نسيان غرائبية العديد من المفردات في قاموس المعلقات وامتلائها بالاستعارات المعتادة أو المتفردة. الطبيعة المحيطة بكل رموزها ومسمياتها وشخوصها بارزة في كل قصيدة إن لم نقل في كل بيت شعري من كل قصيدة.
على الرغم من كل ما ذكرناه من صفات ومواضيع وخصائص، تبقى المعلقات بمثابة نصوص إنسانية عن علاقة الشاعر بناسه وبيئته، ومعانيها العديدة المشروحة والمغناة عبر أبيات عديدة الهدف منها الوصول لرؤية كونية تلخص فكرة التواجد والخلود عبر الحياة الفانية والموت الحق. ألم يعتقد البشر دائماً أننا رسل هدفنا إيصال رسالة معينة قبل أن نغادر الأرض؟ ألم يعتقد الشاعر دائماً برسالته الكونية عبر الشعر وجمالياته ورموزه الكبرى؟
لقد حفظت لنا هذه القصائد الكلاسيكية العشر الممثلة لعصور ما قبل الإسلام قاموساً لغوياً قديماً ومنهجاً تعبيرياً استثنائياً بحد ذاته. بفضلها وبفضل نصوص كلاسيكية أخرى أصبحنا على بينة بما كان عليه المجتمع العربي آنذاك، وعن مفهوم الشعر وعن الشعراء وعلاقتهم بقبائلهم ومجتمعاتهم، ولعل الأهم من كل ذلك هي الوثيقة الكبرى التي تركوها لنا عبر أبيات القصائد بما يشبه مدونة ومكتبة مختصرة لما كان عليه فكر وعادات وتقاليد ومصادر حياة البشر الاجتماعية والاقتصادية والهم الإنساني المشترك. لقد شكلت المعلقات مركز النبض الحي لحياة العرب واللغة العربية والإحساس الشعري. عليه لا يمكننا فهم تاريخ العربية والعرب لفترة ما قبل الإسلام دون إدراك حقيقي ومدروس لنماذجها الشعرية العالية ممثلة بالمعلقات وشعراء هذه القصائد المطولة.
ترجمة المعلقات
لقد عمدنا وبالتنسيق الدائم مع المترجمين على القيام بترجمة دقيقة أولاً، أي تقديمها كاملة غير منقوصة مع مراعاة الوصول بالمعنى إلى أعلى قيمه الشعرية باللغة الإسبانية، مع الحرية الكاملة للمترجم للقيام بترجمة ممكنة ومفهومة ومعاصرة. نعلم أن اللغة الإسبانية لها قدرتها ومناخها وتفردها مما قد لا تفق مع الكثير من المفردات العربية الواردة في نصوص قصائد المعلقات، مما يعني التصرف والبحث والنحت والتوصل قدر الإمكان لنص متين متوازن وقريب البنية في المعنى والشعرية للنص الأصلي. كما حاولنا في أغلب القصائد عدم التوجه للشروحات والهوامش قدر الإمكان لمنح القصيدة وأبياتها شرح نفسها بنفسها والوصول إلى القارئ عبر الجماليات الشعرية والمعاني والصور والإحالات الخاصة. مع ذلك توجب في بعضها الشرح والتفسير ومنح القارئ ما يفك له بعض الغموض وعدم القدرة على الفهم لبعد الحالة الشعرية والمعنوية عن عالمنا المعاصر اليوم.
كما رأينا أن يقوم كل مترجم بكتابة مقدمته الخاصة عن القصيدة والشاعر، بحيث تكون كل مقدمة بمثابة رأي خاص وفي الوقت نفسه مدعاة للبحث والتنقيب الأكبر عن الشواهد والأمثلة الأخرى. وفي كل مقدمة كتبها المترجم الباحث عن المعلقة، تراوح ما بين آرائه وقناعاته الخاصة مضافاً لها ما كتب عنها في متون كتب التاريخ الأدبي العربي وموسوعاته الكبرى قديماً وحديثاً. على اية حال يمكن للقارئ أن يجمعها كلها في قراءة واحدة دون تقطيع، او أن يلجأ لقراءات منفردة لكل ملقة بحدة عن معلقة أخرى، مع التأكيد طوال الوقت أنها قصائد متشابكة ومتعانقة ومتسلسلة المعاني ومتحدة في الزمن والمكان وفي النبوغ الشعري وأثره الإنساني.
لقد كان العمل لأشهر طويلة على ترجمة المعلقات العشر بمثابة سفر طويل، ممتع ومقلق في آن واحد. مداولات ومناقشات وقراءات ومراجعات متعددة قد تتعلق بالمعاني والتراكيب والمفردات، أو تلك التي تتعلق بإيجاد أرضية مشتركة للتنسيق والخروج بكتاب متماسك ومتين لغوياً وشعرياً. كنا نعلم طوال الوقت أن هذا المشروع بمثابة تحدي، والعمل عليه والخروج به بحِلة جديدة متجددة هو القمة والرجاء والأمنية الحقيقية.
ولإتمام غرض التقديم، نريد التذكير أن مصطلح “كلاسيكي” يشير إلى تلك الأعمال التي يعود إليها القارئ مراراً وتكراراً، إما للاقتباس منها أو للانتقال إلى عالمها من أجل الصفاء وربما الفهم الأكبر، ليشتق من قراءاتها شحنة جديدة من الطاقة تساعد على تجديد الحياة ومقابلتها بتفاؤل. يتشابه الشعر العربي الكلاسيكي مع جميع الأعمال الكلاسيكية التي ما زالت تُقرأ على الرغم من انتشارها الطويل. أيضاً كل أولئك الكُتاب الذين يتواصلون معهم كقراء ويتفاعلون معهم في أي وقت وفي أي مكان وفي جميع الأعمار. تفتح الأعمال الكلاسيكية كُوة للقارئ يرى من خلالها جانباً من جوانب حياته وحياة الآخرين، ليضيف إلى معرفته ويوسع آفاقه الفكرية، مما يؤدي به إلى التأمل والوعي، وفي بعض الحالات تسليط الضوء على الجانب الأقل إشراقًا من عالمهم. وبالتالي يكشفون عما كان مخفيًا في النظام الحيوي للإنسان. وسيجد القارئ الإسباني لهذا العمل فيه كتاباً أساسياً، كلاسيكياً ولكنه في نفس الوقت نصاً معاصراً وقريباً منه ومن عوالمه الخاصة.
ختاماً، مشروع مثل كتابنا هذا لا يمكن التصدي له بسهولة، ولعل الحاجة تقتضي أن يكون ورائه جهد فريق كبير، لكن فريقنا الصغير المتواضع قد جعل من الفكرة فكرته الأساس، وعمل عليها كهدف أسمى للتوصل لغاية وهدف محدد ينتظره القارئ والباحث والوسط الأكاديمي على حد سواء. نعلم أن كتاباً بهذا الحجم وأهميته يحتاج لفريق باحثين أكبر مما كنا عليه، لكن هذا بحد ذاته قد صنع منا فريقاً موحداً وبفكرة الخروج بعمل سيشار له عبر الأزمنة القادمة في الأوساط الشعبية والأكاديمية، وسينتبه له القارئ الشاب كهدية عظمى لا مثيل لها.