دالغة / علم الوراثة والحصة .. برهان المفتي

شارك مع أصدقائك

Loading

دالغة / علم الوراثة والحصة

برهان المفتي

……….

بعد كل هذه السنوات من الحصة والمحاصصة إللي بدتْ من الحصة التموينية ووصلتْ إلى الحصة الوزارية، صارت المحاصصة سلوك يومي وممارسة مجتمعية نشوفها ونتقبلها، ودخلتْ للجينات الوراثية صارت الحصة تتوارث ، بكيفك يا نوع حصة أقصد، كل من عنده حصة يخليها جوة مخدته بوكت الشيسمونه حتى تمتزج الحصة بماء القذف وتنزل وتتشكل مع القادم الجديد حتى لو القادم ما يفرق بين الكرفس والمعدنوس ولا بين راس فجل وراس شلغم.

الحصة تطورتْ ومرتْ بمراحل، من الحصة القومية والطائفية وبعدين العُرف إللي هو تعبير بشكلل آخر عن شيلني وأشيلك.. غطيني وأغطيك، ثم الوراثة حتى تنتقل من جيل إلى جيل، الفقير يورث الرگعة الموجودة بثوبه لأولاده، وأبو الحصة الكتلوية يورث حصة الجكسارات (بموديلاتها الحديثة) والحمايات. الفقير يورث عقاراته وهي أدويته إللي يسموها طبياً عقار لأن هذا طابو المرض مالته، وأبو الحصة يورث عقاراته وهي گيعان وقصور وبيوت من تزوير فقرات الدستور وتزوير عقود البيع والشراء وتزوير الحقائق على الأرض، وكل شي يهون من أجل الهوية.. ما أعرف ليش مضيعين الهوية ولازم أكو واحد يدور عليها ويلگيها ويخافظ عليها.. شعار المخادعين في مواسم الخداع إللي يسموها الانتخابات.

أبو العمامة يورث عمامته، والفقير أبو القمامة يورث قمامته.. لكل نصيب، أكو ناس نصيبها حصة، أكو ناس نصيبها حسرة وهي تحلم بلحم دافي ومصة.

النوب وصلتْ الحصة وتوريثها حتى للطوبة والرياضة والنوادي، لاعب من يعتزل يجي يريد حصته من النادي إللي كان يلعب فيه، حصة إدارية أو مالية أو حتى تأجير الملعب الشعبي التابع للنادي، المهم يستفاد، وإللي عنده شخصية وكرش وخشم چبير وخيط يربطه وي صماخ كبير يجي ويطلب يصير مدرب النادي إللي كان يلعب فيه حتى لو ما عنده شهادة تدريب وكل حياته بعد الإعتزال حول ماعون التشريب والدليل كرشه إللي يشبه الطاولة المستديرة.

وهسة عدنا مدربين لمنتخبات وطنية جايبين ولدهم يلعبون بالمنتخب رغم أن محد سامع هذول الولد وين يلعبون، بس هيچ ظهروا من العدم مثل الچما من صار الوالد هو مدرب المنتخب الوطني، تعال يا فلان هذا شنو مهاراته وين يلعب.. ويجيك الجواب هذا أستحقاق ! نفس الكلمة إللي سمعناها من قبل وإللي هي نسخة مطورة عن كلمة العُرف والإتفاقات وجلسات تصير بيها بوس هواية وتغطية هواية لدرجة نخاف تخلص البطانيات من السوق.. خليك مركّز إربط شغلة التغطية والطمطمة بتوزيع البطانيات في مواسم الخداع، هاي كلها بدلالاتها، ماكو شي بدون معنى.. توزيع البطانية يعني ترى مثل ما غطيتك أگدر أفضحك.. خليك ساكت ووافق على الإستحقاق بحسب العُرف.. وغمض عينك أغمض عيني.. حتى لو ما اعرف چم طابو مزور وچم صك سحب من البنوك وچم عقد وهمي حتى لو عقد شراء حبات الهيل لكافتيريا البرلمان.. إللي بعدين تطلع مو حبات هيل.. حبات برتقال صابغيها بلون الهيل ! وتبين بطعم الچاي!

لكل أهل الحصة والمحاصصة والعُرف والأستحقاق:

داوم بالفساد بحسب المنهج وعلم الوراثة.. وشنو أدعي عليك يا مندل !

شارك مع أصدقائك