بمناسبة يوم المرأة العالمي … متى سنحتفل ؟
ا.د هبة مهتدي
كثيرًا ما اتساءل: متى سيأتي اليوم الذي نحتفل بيوم المرأة احتفالًا حقيقيًا يتجاوز تبادل الأمنيات والتهاني والحلم بغد افضل؟ ليأتيني الرد بأننا سنحتفل بيوم المرأة العالمي حين يتحقق مايلي: • حين تنال المرأة كافة حقوقها • حين يختفي القهر والظلم الذين تتعرض لهما العديد من النساء من شتى الجنسيات والاعراق والاديان. • حين يتوقف استغلال جسد المرأة لأغراض المتعة والتعامل معه كسلعة يتم تعريتها من اجل اعلان تجاري. • حين تنتهي تجارة الرقيق الأبيض واستغلال النساء في الدعارة. • حين تحصل المرأة الريفية والصعيدية على ارثها دون سيطرة ذكورية عليه بحجة ان زوجها رجل غريب. • حين ينتهي ختان الفتيات و تزويج القاصرات. • حين ينتهي امتهان اي عاملة منزلية وتقدر جهودها المضنية في عملها. • حين يتوقف انتحار السيدات بسبب العنف المنزلي سواء كان عنفًا جسديًا او نفسيًا . • حين تتوقف الزيادة في ارقام المعنفات والتي وصلت الى ارقام غير مسبوقة بالوطن العربي والعالم كله خاصة خلال فترة وباء الكورونا. • حين يتوقف التحرش اللفظي والبدني وجرائم التشويه بماء النار. • حين لا نقرأ خبر مقتل فتاة بريئة في مقتبل العمر بيد من رفضت الزواج منه. • حين لا يكافأ المغتصب بتزويجه ممن اغتصبها. • حين لا تنزل الأمهات الفضليات للعمل بالمنازل وفي الاسواق فقط كي تنفق على الابناء والزوج المدمن الذي لا يعمل. • حين تحصل الأم المعيلة على حقوقها مباشرة ودون اجراءات مطولة تظلم فيها وتضيع حقوق ابنائها لسنوات. • حين لا يسيطر ولا يخون ولا يكذب ولا يغدر بهن الأزواج. • حين لا يكون هناك مهسا أميني مرة اخرى ولا تقتل فتاة في ريعان شبابها من اجل خصلات شعر ظهرت على جبينها. • حين لا تكرر مأساة الملالا ويصير من حق كل فتاة في التعليم كحقها في الماء والهواء كما قالها الراحل طه حسين رحمة الله عليه. • حين تفهم كل فتاة وسيدة ان أخلاقها وعقلها اكثر اهمية من مساحيق وجهها وماركة حقيبتها. • حين تزدهر حفيدات ميريت بتاح وحتشبسوت وام كلثوم وهدى شعراوي وصفية زغلول. • بل حين لم تقتل يومًا هيباتيا وسميرة موسى وسلوى حجازي. حينها فقط يمكن الاحتفال من قلوبنا بيوم المرأة العالمي. والآن دعني اسألكم : تري هل سيأتي هذا اليوم حقًا ؟